الجمعة، 11 أكتوبر 2024

10:18 ص

ماتت بين يديه.. صاحب فيديو "سامحيني يا بابا" يتحدث لـ"تليجراف مصر"

الطفلة سالي

الطفلة سالي

داليا أشرف

A A

"سامحيني يا بابا"، بصوت ملتاع، يتحدث أب فلسطيني إلى ابنته التي تبدو على وشك الموت، وإصابة خطرة في دماغها، جراء القصف الإسرائيلي الوحشي لقطاع غزة، وهي لا تكاد تعي ما حولها، وتنظر إلى أبيها النظرات الأخيرة، بينما هو يردد: الله يرحمك يا بابا، سامحيني يا بابا.

الطفلة سالي 

 

حوار بين أب وابنته سالي

وظهر في المقطع الموجع الطفلة سالي وهي تنزف من رأسها وتلفظ أنفاسها الأخيرة ملقاة على الأرض، وبجوارها والدها يحدثها قائلًا: "سالي حبيبتي سامحيني يا بابا.. الله يرحمك يابا..اشهد ان لا اله الا الله وأن محمد رسول الله..فدا الوطن يابا ما انا مش قادر أعمل لك حاجة، الأحسن نموت ونرتاح من هاد العالم الظالم".

روى الأب محمد حسن حرز الله لـ "تليجراف مصر"، كيف استشهدت ابنته سالي البالغة من العمر 10 سنوات أمام عينيه، وسط حصار دام طويلًا من الجيش الإسرائيلي.

الطفلة سالي تتوسط أخواتها

 

 مناشير الاحتلال

البداية من عند “منشورات” الاحتلال الإسرائيلي الغادر، التي كتبت بها أماكن نزوح أهل القطاع، وهي -على حد وصفهم- آمنة لا يطولهم فيها نيران القصف، ومنهم منطقة المواصي، وعليه ذهب والد سالي وأسرته إليها بحثًا عن النجاة.

في شاليه على البحر مكثت الأسرة الصغيرة، وفي عز الليل والنازحين نيام، اجتاح عدد كبير من الدبابات الإسرائيلية المنطقة، وبدأت إطلاق النار والقذائف بشكل عشوائي على حوالي 50 شخص من الرجال والنساء والأطفال.       

انفجار مفاجئ

بدأ النازحون العزّل يتجمعون في مكان واحد، لكن انفجارا مفاجئا شتت هذا التجمع، وارتفعت الأصوات التي تطلب الاستغاثة مشيرة إلى وقوع مصابين، وبدأ الأب في إسعاف المصابين بنفسه، إلى أن وصل لابنته سالي وتفاجأ بإصابتها البليغة.

إصابة الطفلة سالي 

"قلتلهم خلوني عندها وأسعفوا الباقي"..هنا قرر الأب أن يجلس بجانب ابنته، طلب المساعدة من الجيران لكن صوت الدبابات كان قريبًا جدًا، فحُوصر معها لم يساعده أحد ولا استطاع أن يسعفها بنفسه.

في البداية كانت سالي تتحرك وعيونها مفتوحة ناظرة إلى والدها الجالس بجانبها، لم يقدر على فعل شيء سوى أن يخرج هاتفه ويبدأ في تصوير ابنته وهي تلفظ النفس الأخير، لكن بعد برهة ابتعدت الدبابات، فبدأ الجيران في جمع المصابين ومن بينهم سالي بسيارة واحدة.

جثمان الطفلة سالي 

لكن عند وصول سيارة الإسعاف كانت سالي قد فارقت الحياة، وحتى الآن يطلب والدها منها أن تسامحه، قائلًا: ما عرفت أسعفها ولا أحميها من ظلم العالم".

search