الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:05 م

"إيديهم تتلف في حرير".. منى ومي تتحديان التقزم بالفن والكورشيه

"مي ومنى" تتحديان التنمر

"مي ومنى" تتحديان التنمر

إسراء عبدالفتاح

A A

استطاعتا شقيقتان من محافظة المنوفية، أن تتحديا المجتمع وتصلا للعالمية بعد تعرضهما على مدار أكثر من 30 عاما للتنمر، كونهما من قصار القامة. 

قصار القامة

“مي ومنى” الزاملي، أختان من ذوي الاحتياجات الخاصة، تبلغ مي 34 عاما وتعمل في بيت الثقافة بشبرا بخوم، ومنى تبلغ من العمر 31 عاما حاصلة على دبلوم تجارة وتعمل في شركة خاصة، ولدتا كل منهما بعيب خلقي أوقف نموهما عند طول معين، وعلى مدار أعمارهم تعرضن إلى التنمر.

التنمر

"الناس مش سيبانا في حالنا"، هكذا أوضحت "منى" خلال حديثها إلى "تليجراف مصر"، أنهما تتعرضان للتنمر بشكل كبير على مدار 30 عاما، فكان الأطفال في المرحلة الابتدائية يتنمرون عليهن بسبب قصر قامتهن، وكذلك في المرحلة الإعدادية والثانوية حتى وصلتن إلى المرحلة الجامعية، مشيرةً إلى أن والديهما كانا الداعمين الأكبر نحو تحقيق أحلامهن.

“من التنمر للعالمية”

وصفت الفتاة الثلاثينية بعض يتنمرون عليهما "بالأشخاص بلا عقل، وعلى الرغم من التقدم العلمي والفكري إلا أنهم يروا ذوي الهمم بلا فائدة أو أنهم لم يضيفوا شيئا للمجتمع، وهذا أكبر خطأ، فنحن على استعداد لتحقيق المستحيل".

أوضحت أنها برفقة أختها استطاعت كل منهما تحقيق بعض الإنجازات ومنها مشاركتهما في بعض المسرحيات والأفلام وبرامج "الكاميرا الخفية"، إلى جانب ذلك بدأتا مشروعا للأعمال اليدوية باستخدام "الكروشيه"، وعند عرض أعمالهما على مواقع التواصل المختلفة بدأ الجمهور في دعمهما.

"مشروع الكروشية"

وعن تفاصيل المشروع الذي تم تدشينه، قالت: "شقيقتي تعلمت الكروشيه من والدتي وبدأت في تشكيله الخيوط، وكنت أسوق لهذه الأعمال اليدوية حتى عرفنا في الأسواق".

استكملت، "نحلم بحضور المؤتمرات التي يعقدها الرئيس عبد الفتاح السيسي لذةي الاحتياجات الخاصة، ومنها المهرجان السنوي لفئتنا ومنتدى شباب العالم"، لافتةً إلى أنهما حصلتن في عام 2022 على تكريم أفضل الشخصيات الناجحة والمؤثرة في الوطن العربي، وأيضا كرمتا من قبل وزارة الشباب والرياضة ضمن برنامج "قصص نجاح وكفاح".

“رسالة المشروع”

تابعت، أن مشروعهما بمثابة رسالة لتغيير نظرة المجتمع لذوي الهمم وخاصة قصار القامة، وكسر حاجز الخوف ونظرة الآخرين القاسية لهم، مضيفة، "الثقة في النفس كانت مفتاح نجاح مشروعنا الصغير، وأثبتنا أن ذوى الهمم لديهم القدرة على تحقيق الصعب ومواجهة تحديات المجتمع".

اختتمت برسالة، فيها، "‏كلنا واحد، أصلنا واحد، الذي خلقنا هو الله عز وجل، ليس الشكل أو الجمال الفارق في حياة الآخرين بل النجاح هو الذي يفرض الناس داخل المجتمع بعيدا عن أي إعاقة سواء كانت جسدية أو خلقية". 

search