الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

11:20 ص

أوتاكا: هذا سر تفوق صلاح على أساطير أفريقيا "حوار"

تركوا بلدانهم صغارًا وعاشوا بيننا في مصر سنوات طويلة صنعوا فيها أجمل ذكرياتهم، وبعضًا من ذاكرة أنديتنا التي لا تُنسى. رحلوا عن عالمنا بعد رحلة مليئة بالتفاصيل، وبقت ذكراهم خالدة بوجدان الجماهيرة المصرية، تلوح في الأفق مع كل مناسبة، وكل حدث، وكل بطولة، فهم جزء أصيل من تاريخ الكرة المصرية، وإن غابوا عنها وعنا. «لعبت في مصر»، سلسلة حوارات تحدث فيها أبرز النجوم الأجانب الذين احترفوا بالدوري المصري إلى «تليجراف مصر»، عن الماضي، والحاضر، والمستقبل.

أحمد علاء

A A

يعد النيجيري جون أوتاكا أحد أبرز النجوم الأجانب في النادي الإسماعيلى على مر تاريخه، انضم لصفوف الجيل الذهبي للدراويش في 1999، وقاده للفوز بلقب كأس مصر عام 2000، على حساب ناديه الأول، المقاولين العرب، وفاز بلقب هداف الدوري موسم 1999/2000 بـ17 هدفا، وأعاد لقب الدورى لخزائن الدراويش موسم 2001/2002، وتصدر الهدافين الأجانب في تاريخ النادي، برصيد 38 هدفا.

في 2002، رحل أوتاكا إلى السد القطري، ومنه إلى الدوري الفرنسي مع نادي لانس، ثم منافسه رين، ثم إلى الدوري الإنجليزي عبر بورتسموث.
أبرز محطات تألقه كانت رفقة نادي مونبيليه، الذي قاده لاقتناص لقب الدوري من باريس سان جيرمان، بفارق 3 نقاط، موسم 2011/2012.

بعد 20 عاما من مغادرته، وفي عيد ميلاده الثاني والأربعين ومن إسبانيا حيث يدير "بيزنس" خاصًّا به ما بينها وبين بلجيكا وفرنسا، تحدثت "تليجراف مصر" إلى أوتاكا، ومنحته الفرصة ليستعيد ذكرياته في أم الدنيا، ومع أنديتها الكبرى، ويسجل انطباعاته عن المنتخب الوطني حاليا، وفريقه القديم، وعن مدرب الأهلي، بيتسو موسيماني، والمصري المحترف في نادي ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، وتوقعاته لبطولة أمم أفريقيا التي تنطلق 13 يناير المقبل وتنتهي 11 فبراير المقبل.

في البداية.. رفضوني

يتذكر أوتاكا أنه واجه مشاكل في بداية تواجده في الدوري المصري، وكان بمثابة التحدي أمامه أن تعرض للرفض في عدد من النوادي الكبرى، وهو ما جعله يأخذ الأمر على محمل التحدي، ساعيًا بقوة من أجل إثبات نفسه وجدارته، وفرض اسمه على الساحة الرياضية.

وبرغم رضاه عن النادي الإسماعيلي، وعن أدائه في الملعب، كان أوتاكا متحمسًا حين جاءته الفرصة للاحتراف الخارجي، وهو ما يفسره اللاعب الكبير بأنه كان قد قدم كل ما عنده، "كنت راضيا تمامًا عما قدمته مع الدراويش، وإسعاد الجماهير، وكنت أرغب في خوض تجربة جديدة".

الإسماعيلي وليس سواه

هل تلقى أوتاكا عروضا من الأهلي والزمالك أثناء تواجده بمصر؟ بالطبع، كما يجيب بنفسه، لكنه كان راغبًا في الاستمرار مع الدراويش، واتخذ بالفعل قرارًا: لن ألعب في مصر إلا للإسماعيلي. وهو ما جعله يرفض كافة العروض، حتى تلك التي جاءته بعد الرحيل عن مصر نهائيًّا.

يحكي أوتاكا: "ربطتني علاقة رائعة مع جمهور الإسماعيليّ، عشقت الإسماعيلية وشوارع وأهلها، لم أتخيل نفسي لاعبًا خارج هذه المدينة، ومع جمهور غير جمهور هذا البلد، لا زالت أحمل لهم نفس المشاعر، هم يستحقون الكثير".


أفضل مباراة بمسيرتي
المباراة الأفضل، من وجهة نظر أوتاكا، بين الدراويش والأهلي، كانت يوم 2 يناير 2000، والتي فاز فيها الإسماعيلي بـ4 أهداف، مقابل 3. ويصفها بأنها "من أمتع اللقاءات التي لعبتها في مسيرتي، وما زلت أتذكر تلك المباراة بكل تفاصيلها، والحضور الجماهيري الكبير، والانتصار الذي تحقق في اللحظات الأخيرة، الحقيقة أنها كانت لحظات رائعة لا يمكن نسيانها، كنا اثنين بين أفضل الفرق في تاريخ إفريقيا، ستظل هذه المباراة مرجع لجمال ورعة كرة القدم التي أحبها الجمهور، ومن أجلها تُلعب كرة القدم".


حزين على الدراويش
لا يزال أوتاكا، رغم بعده عن مصر منذ 20 عاما، يتابع الدوري المصري والمنتخب الوطني في البطولات القارية، ويعتبر الكرة المصرية "تطورت حاليًا عما كنت موجودًا، لكن الشيء الذي ألاحظه هو غياب الجماهير عما كان في وقت سابق، وأرى أن حضور الجماهير سيكون له دور كبير في زيادة الحماس بالمباريات، وأكثر الأمور تطورًا في كرة القدم حاليا هو وجود أندية حديثة العهد فرضت نفسها في المسابقات المصرية وتألقت".

لكنه في الوقت نفسه "حزين بشدة على حال الإسماعيلي"، بنص تعبيره، بعد أن تحول "من فريق يحصل على البطولات وينافس الكبار، إلى المنازعة للبقاء في الدوري، الإسماعيلي يستحق أفضل من ذلك بكثير وجماهير الدراويش تستحق أفضل من ذلك"، كما يقول اللاعب.
يشخص أوتاكا أزمة الإسماعيلي في "نقص المال، الأموال هي المتحكمة في كرة القدم حاليا، وطالما أن اللاعب مثلا لا يحصل على مستحقاته في مواعيدها، فستجده لا يؤدي بالشكل المطلوب، كما أن عدم وجود المال لن يجعل أي لاعب ينضم إليك، بالعكس سيطلبون الرحيل".


موسيماني ناجح.. وصلاح مستقر
من خلال متابعته للكرة المصرية، يرى أوتاكا أن موسيماني حقق نجاحا كبيرا مع الأهلي وحصد العديد من البطولات، ويتوقع أن هذا سيفتح الباب أمام بعض الأندية للتعاقد مع مدربين أفارقة، وعدم اللجوء إلى مدربي أوروبا أو أمريكا اللاتينية".
أما محمد صلاح، فهو "يقدم مستويات مبهرة مع ليفربول، ورأيي أن ما يميزه هو الحفاظ على مستواه لأطول فترة، هناك أكثر من لاعب افريقي تألق، وكتب تاريخا، لكنهم لم يتمكنوا من الحفاظ على مستواهم لأطول فترة كما فعل صلاح، الاستمرارية تجعل صلاح على قمة الهرم الإفريقي، أراه قبل الجميع".


المنتخب "غير محظوظ"
يصف أوتاكا المنتخب المصري بأنه "غير محظوظ في كأس العالم، فقد اقترب أكثر من مرة من التأهل للمونديال، لكن لم يحالفه الحظ. وأتذكر جيدًا المباراة الفاصلة مع الجزائر، في عهد حسن شحاتة الذي كتب تاريخا كبيرا له، ثم لم يحالفه الحظ في التأهل".

"هذه البلد مليئة بالمواهب وتستحق أكثر مما حققت لو توافرت بعض الأمور مثل التخطيط والإدارة، مصر تستطيع صنع إنجازات ضخمة في كرة القدم العالمية"، هكذا يتحدث أوتاكا عن مصر، مضيفا: "فرص مصر كبيرة للغاية في أمم أفريقيا، معهم الآن مدرب كبير وقدير وهو البرتغالي روي فيتوريا، وأعلم قدراته جيدا، فهو قادر على صنع الفارق، وتحقيق نقلة كبيرة للكرة المصرية بأكملها".

توقعات لأمم أفريقيا

هناك أكثر من منتخب قوي في هذه النسخة، ستكون بين أكثر النسخ تنافسة وقوة، هناك المنتخب المصري يبقى دائمًا أحد المرشحين بقوة.

كذلك منتخب نيجيريا يضم نجوم كبار، لديهم قدرات وإمكانيات كبيرة، قادرة على صناعة التاريخ للنسور.

وإلى جانب مصر والكاميرون يؤمن أوتاكا بقوة السنغال على تكرار إنجازها، وكذلك لا يستبعد وجود كوت ديفوار صاحب الأرض كمنافس قوي، ومعهم المنتخب المغربي بعد أداءه الكبير في كأس العالم.

نجوم “كان”

يرى أوتاكا محمد صلاح على رأس قائمة النجوم المتوقع تألقها في البطولة، ويبرهن على وجهة نظره بما وصل إليه مؤخرًا من أداء قوي وأرقام قياسية تفوق بها على أسماء عملاقة.

يؤكد النجم النيجيري، أن المنتخب المصري سيستفيد من قوة صلاح في الفترة الأخيرة، وأنه سيساعد زملائه كثيرًا على تقديم بطولة كبيرة.

ومع صلاح يبرز اسم فيكتور أوسيمين، مهاجم وهداف المنتخب النيجيري، ووفق أوتاكا، فإن أوسيمين أحد أهم نقاط القوة التي يعول عليها الجميع في بلاده، لكنه يستمتع أيضًا بوجود عدد كبير من الأسماء القوية في الجانب الهجومي، مما سيساعده على تقديم بطولة كبيرة.

search