الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:27 ص

طبيب "الـ93 ضحية".. ابتسامة قبل الحكم وصدمةٌ بعده

عمرو عبد الله - خلود طارق

A A

في بداية اليوم، ظهر طبيب روض الفرج المتهم بهتك عرض عشرات السيدات، والمعروف إعلاميا بلقب “طبيب الـ93 ضحية”، مبتسمًا بهدوء، وكأنه مطمئن إلى براءته، أو ربما غير مكترث. لكن وبعد لحظات، وبمجرد سماعه منطوق الحكم بإعدامه شنقًا، انقلبت ملامحه إلى ندم بالغ، قبل أن يساق سريعًا، ليعود إلى محبسه.

الطبيب متهم بهتك عرض 93 فتاة وسيدة، بينهن طفلتين قاصرتين، ومتزوجات، وسكرتيرة لديه، أغلبهن قام بتخديرها، ومواقعتها، وتصويرها بالفيديو، إمعانا في الإذلال، وأجبر عددا منهن على توقيع إيصالات أمانة، لضمان سكوتهن.

ابتسامة وملابس بيضاء

في السطور التالية، نرصد مشاهد من محاكمة المتهم “أيمن محمود”، الذي ظهر صباحا في قفص الاتهام مبتسما، يرتدي  ملابس السجن البيضاء، وسط حراسة أمنية مشددة.

المشهد الثاني

أودعت الأجهزة الأمنية المكلفة بتأمين المحكمة المتهم داخل الحجز الخلفي لمبنى المحكمة تمهيداً لنظر الحكم.

المشهد الثالث

لحظات قليلة، وتحديداً في تمام الساعة العاشرة وخمسين دقيقة، خرج المستشار نجاتي حبيب أبو الخير، وحوله عضوي المحكمة، المستشارين أيمن عبد الرازق ومحمد الشبيني، وبحضور أحمد خضر وكيل النيابة، واعتلوا منصة القضاة.

المشهد الرابع

بعد جلوسهم على المنصة، طرق قاضي المحكمة على الطاولة، لتنظيم القاعة، ثم بدأ في تلاوة حكمه بالإعدام شنقًا في حق المتهم عن التهمة الأولى وحتي الخامسة، والسجن المشدد 15 عامًا عن التهمة السابعة والحادية عشر، والسجن 5 سنوات عن التهمة الثامنة وهي إكراه الضحايا على توقيع إيصالات أمانة.

المشهد الخامس

قالت المحكمة في منطوق حكمها بعد الاطلاع على مواد القانون، وبإجماع الآراء، حكمت المحكمة بمعاقبة المتهم “أيمن محمود مصطفي”، بالإعدام شنقا، والسجن 20 عامًا بما أسند إليه عن كل من التهمة الأولى حتي الخامسة، والتهمة السابعة والحادية عشر و التهمة الثامنة.

تحقيقات النيابة

في 27 ديسمبر، قررت النيابة إحالة الطبيب المتهم إلى محكمة جنايات القاهرة، بإجبار سيدات يترددن على عيادة النساء والتوليد الخاصة به على ممارسة الرذيلة بعد تخديرهن وتصويرهن في أوضاع مخلة، ومساومتهن، إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه.

ذكرت التحقيقات التي أجريت مع المتهم أنّ الطبيب المتهم بهتك عرض 93 سيدة، داخل عيادته بمنطقة روض الفرج، (توصلت النيابة إلى 55 منهن)، كان يُخدِر ضحاياه من المريضات، قبل مواقعتهن جنسيًا، داخل عيادته في منزل أسرته.

وأشارت إلى قيامه بتوثيق هذه الوقائع الفاضحة والاحتفاظ بها في حوزته.

تضمنت التحقيقات أن بعض السيدات المجني عليهن، كُن يقصدن الطبيب المتهم لإجراء عمليات إجهاض لهن، نظير الأموال، إلا أنه كان يخُدرهن بغرض مواقعتهن، وتصوير ذلك.

حُقنة وهتك عرض

وبحسب تحقيقات النيابة، فقدمت سيدة من المجني عليهن إلى الطبيب من إحدى محافظات الدلتا، وأجرى عليها الطبيب المتهم كشفًا طبيًا، واصفًا لها "حقنة”، زعم أنها تعالج الألم الذي ينتابها بين الوقت والآخر، إلا أنها فقدت الوعي، واكتشفت لاحقًا أنها تعرضت لعملية هتك عرض، ما دفعها لتحرير محضر في قسم الشرطة محل الواقعة.

نجح رجال المباحث في ضبط المتهم، واعترف بارتكاب الواقعة، وأسفرت التحريات الأمنية عن اعتياده ارتكاب مثل تلك الجرائم.

واستمعت النيابة إلى أقوال مساعدة سابقة للطبيب، وأكدّت على سلوكه المشين، بحسب اعترافاتها.

تحفظت النيابة العامة على فلاشات وسيديهات، احتفظ بها الطبيب المتهم، تحوي وقائع هتك عرض المجني عليهن، إذ عمد إلى تصويرهن خِلسة أثناء مواقعتهن جنسيًا.

في انتظار المفتي

أحالت النيابة القضية إلى محكمة جنايات القاهرة، في ضوء ما انتهت إليه من تحقيقات وتقارير وأدلة أثبتت ارتكاب المتهم للجرائم المنسوبة إليه.

وبعد تداول الجلسات، أصدرت المحكمة قرارًا، برئاسة المستشار نجاتي حبيب أبو الخير، وعضوية المستشارين أيمن عبدالرازق ومحمد الشبيني، بحضور أحمد خضر وكيل نيابة حوادث شمال القاهرة، بإحالته إلى المفتي، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت دور انعقاد فبراير 2024، للنطق بالحكم، بعد ورود رأي المفتي.

search