والد "زيزو" يتحدث عن سر نجله وحلم رئاسة الزمالك (حوار)

سواء كانت المنظومة متراجعة أو بأفضل حالاتها، فإن الشيء الوحيد الذي لا يتبدل في الزمالك، هو حالة أحمد سيد زيزو، التي لا تتأثر بمتغيرات، ولا تعصف بها رياح التغيير التي شهدها النادي بسنواته الأخيرة. 

في يناير 2019 انضم إلى القلعة البيضاء، وبعد رحلة 5 سنوات أصبح ثامن هدافي النادي التاريخيين، بـ73 هدفًا وبفارق هدف وحيد عن السابع جمال حمزة، الذي سيتجاوزه حتمًا بعد ساعات أو أيام من كتابة هذا الموضوع.

في موسم 2021/2022 أصبح زيزو أكثر لاعب يسهم في أهداف بموسم واحد منذ مطلع الألفية الجديدة، بتسجله 19 هدفًا وصناعة 14 آخرين، محطمًا الرقم القياسي المسجل باسم أحمد الشيخ مع مصر المقاصة في موسم 2016/2017 حينما سجل 26 مساهمة.

أرقام كبيرة حققها، وأخرى بانتظاره، إلى جانب شخصية تلقى تقدير الجميع، وأداء ثابت طوال الوقت سواء مع ناديه، أو في المرات التي تتاح له للتعبير عن قدراته مع منتخب مصر.

«تليجراف مصر» في إطار بحثه عن أسرار «زيزو»، وكيفية تكوين مشروعه الاحترافي، وما يخطط له في المستقبل، حاور والده مصطفى السيد، لاعب المنيا السابق، عن كل ما يخص نجله، الطفل الموهوب، والشاب الناضج، ورجل المستقبل، الذي يربو إليه.

زيزو والده مصطفى السيد

طفولة زيزو 

الأب الذي ورث ابنه الموهبة عنه، يقول إنه لاحظ براعة «زيزو» في الثالثة من عمره، ورغم صعوبة أن تحدد ذلك في هذه السن المبكرة، إلا أنه يرجع الفضل لخبرته وتجاربه التراكمية، والتي جعلته يرى باكرًا بوادر تلك الموهبة التي عبرت عن نفسها فيما بعد.

كان الثمن كبيرًا، هكذا يؤمن والد اللاعب، فالطفل الصغير كرس حياته لكرة القدم، لا يخرج، لا يسهر، لا يسافر، كل شيء في حياته مسخر لحلمه الأوحد، أن يصبح لاعبًا محترفًا، يقيس كل الأشياء بميزان، تمامًا مثلما كان يفعل مع جسده الذي يراعيه بشكل دقيق، ويزنه كل يوم.

لقد دفع زيزو طفلًا الثمن، بحسب ما يقول والده، وكذلك تحملت الأسرة ضريبة ابتعاد نجلها عنها في سن صغيرة، وتسبب ذلك البعد والانعزال في محدودية علاقات نجله.

قضى وقتًا طويلًا في أكاديمية وادي دجلة، وبعدها رحلة أوروبا حينما انضم إلى ليرس البلجيكي، وحتى في أوقات فراغه كان يفضل الاسترخاء والراحة والبقاء في المنزل. 

زيزو في رحلته الاحترافية

دعم غالي

في بلجيكا وجد أحمد سيد زيزو دعما كبيرا من «كابيتانو» الأهلي حسام غالي، الذي صادف وجوده مع الفريق الأول هناك، وجود زيزو بأكاديمية النادي.

كان كثير النصح، ودائم الدعم والإشادة، وأسهم ذلك في تكوين شخصية زيزو الاحترافية، وفق قول والده، لذلك بقي حسام «غاليًا» في قلبي «زيزو» الأب والابن.

حسام غالي نجم ليرس السابق

يحب زيزو شأنه شأن باقي «الكويرة» فنون حسام غالي وطريقته الاستثنائية في لعب كرة القدم، وعالميًا كان زين الدين زيدان هو مثله الأعلى، وحبه الأكبر في عالم المستديرة. 

الفريق الأول

في بداية مسيرته الاحترافية تلقى زيزو عرضًا خليجيًا مغريًا، لكن هدف الأوحد كان الانضمام إلى فريق أوروبي، ويرى نفسه هناك لمدى طويل، وبأي ثمن.

رفض الإغراءات المادية، وعاد إلى مصر، تدرب مع فريق المنيا للحفاظ على لياقته البدنية، وكان مدربه آنذاك هو طارق السيد، الذي ما زال الأب يدين له بالشكر على تلك المرحلة.

بعدها انطلق زيزو في 2017 نحو الدوي البرتغالي، وكانت البداية في يناير مع فريق ناسيونال ماديرا، ثم انتقل إلى مورينسي، الذي كان آخر محطاته الأوروبية.

زيزو يحتفل مع شيكابالا

ظهور الزمالك

في يناير 2019 بدأت رحلة زيزو مع الزمالك، وعن تلك المرحلة يقول والده :«زيزو ضحى من أجل الانضمام إلى الزمالك، حيث ترك مستحقات 6 أشهر في النادي البرتغالي، مقابل إتمام الصفقة، وتعرض للظلم في بداية مشواره، فهو كان بعيدا عن الملاعب قبل الانضمام للفريق الأبيض بستة أشهر وبالتالي كان هناك تذبذب في المستوى». 

وعن أهم ما يميزه على المستوى الشخصي يضيف الوالد: «نجلي يتمتع بثقافة عالية، حيث يجيد التحدث بالعديد من اللغات التي اكتسبها من خبراته وتعاملاته في أوروبا، فضلا عن دراسته في مدارس فرنسية تابعة للأكاديمية التي كان منضما لها، مما ساعده على التعامل مع المدربين الأجانب الذين تولوا تدريب الزمالك». 

زيزو في جلسة تصوير فورمال

رئيس النادي 

وعن طموحه للغد يقول الوالد: «لم يصل لأقصى ما لديه بعد، طموحه لا يتوقف، مع كل نجاح ينظر إلى الخطوة التالية، ويؤمن بأن الفاشل هو من يرتضي بما وصل إليه». 

واختتم: «أتمنى أن يستمر زيزو في الزمالك وأن يعتزل داخل جدران القلعة البيضاء».

أما عن مرحلة ما بعد الاعتزال يقول الأب معبرًا عن أمنياته: «أراه صاحب كاريزما تؤهله أن يصبح رئيسا للزمالك في يوم ما.. أخطط له أن يتجه للسلك الإداري لأن هذا ما يناسب شخصيته وطموحه الذي لا ينتهي ومن ثم رئيسا للنادي».