الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:43 م

من الصوفي للفرعوني.. فنان جرافيتي يرسم مصر على جدرانها

عبدالله منصور رسام جرافيتي

عبدالله منصور رسام جرافيتي

أسماء السيد

A A

في القاهرة بين الأزقة والشوارع الضيقة، تنتشر لوحاته الفنية الملونة التي تجذب أنظار المارة، إنها لوحات الجرافيتي التي تعكس إبداعًا وتميزًا كبيرين، بريشة فنان مصري مبدع يعشق الحضارة المصرية القديمة.

 

"الفن الجرافيتي"

"أنا اختارت الرسم الجرافيتي عشان بحب يكون ليا بصمة في المكان".. بهذه الكلمات وصف الشاب الطموح عبدالله منصور حبه للرسم وللحضارة المصرية القديمة، وأن يشارك هذا الحب مع الآخرين.

قال عبدالله في تصريحات خاصة إلى “تليجراف مصر”، "عشقت الرسم منذ الصغر، وكنت أرسم إسكتشات ورسومات كرتونية، ثم بدأت أطور من مهاراتي، وأرسم بورتريه، لكن حبيت أترك بصمتي في أي مكان، وأن أشارك حبي للحضارة القديمة مع الآخرين".

وتابع "فن الجرافيتي يسمح لي بالتعبير عن نفسي وأفكاري بصورة فريدة، كما يمنحني فرصة لتقديم للناس صورة دقيقة عن الحضارات القديمة، فأنا أسعى إلى نشر ثقافة الحضارات القديمة والفولكلور الشعبي المصري من خلال هذا الفن".


"الحضارة المصرية"

وعن أكثر الرسومات المحببة لقلبه، قال "في إحدى الجداريات، يظهر مجموعة من الرجال وهم يمارسون فن التحطيب، وهو فن مصري قتالي قديم، وفي جدارية أخرى، رسمة عن الحضارة الفرعونية استغرقت منه 220 ساعة، وتمثل مشهدًا من حياة المصريين القدماء، ورسمة الحلاج، وهو شاعر وعالم دين صوفي، هي من أكثر رسوماته تعبيرًا عن مشاعره الداخلية".

وتابع “منصور” أن رسمته عن الصوفية هي تعبير عن إيمانه بأهمية الإيمان والحب في الحياة.

"تحديات المشوار"

وفي بداية مسيرته، واجه صاحب الـ 29 عامًا، تحديات دينية، حيث اعتبر البعض رسم الجرافيتي مُحرّم من الناحية الدينية، بالإضافة إلى بعض الصعوبات القانونية، ففي بعض الفترات كان من غير القانوني الرسم على الجدران دون إذن من الجهات الحكومية.

وقال إنه كان يسعى إلى معرفة رأي الدين في الرسم، حتى لا يخالف تعاليمه.

لكن استطاع التغلب على هذه التحديات، وواصل ممارسة فنه الذي يحبه، قائلًا "أتمنى الجميع يعرفون أن الفن الجرافيتي ليس خطأ، إنما هو شكل من أشكال الفن، وله قيمته، فهو وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، ونشر الوعي".

ولفت إلى أنه حريص على أن تكون جميع رسوماته دقيقة من الناحية التاريخية، فهو يقضي ساعات في البحث عن الصور والرسومات القديمة لإلهامه.


"ساعات عمل طويلة"

يستغرق عبد الله نحو 4 إلى 9 ساعات في تنفيذ الرسمة الواحدة، إلا أن هناك رسومات أخرى تستغرق شهراً كاملاً، حسب حجم الرسمة ودقتها ونوع الحائط الذي تُرْسَم عليه، فالجدران المستوية أسهل وأسرع في التنفيذ من مثيلتها على الجدران الخشنة.

وأوضح أن رسمته عن الحضارة الفرعونية استغرقت 40 يوماً، أي ما يٌعادل (220 ساعة)، وتمثل مشهدًا من حياة المصريين القدماء.

سر الجمال

يعتمد عبدالله على مزيج من الألوان المطفيّة واللامعة في أعماله الفنية، لإضفاء تأثير ثلاثيّ الأبعاد عليها. تضفي الألوان المطفية - وهي ألوان لا تعكس الضوء إلى حد بعيد- لمسة واقعية على رسوماته، ويستخدم الألوان اللامعة لإضفاء لمسة من الفخامة والرقي.

أضاف "أحب أن أخلق شعورًا بالحركة والحياة في رسوماتي، لذلك أستخدم مزيجًا من الألوان المختلفة لإضفاء تأثير ثلاثي الأبعاد عليها".

"الدقة والتفاني" 

يرى الرسام الجرافيتي أن رد فعل الناس على أعماله الفنية هو أفضل دليل على نجاحه، مضيفا "الحمد لله أن جميع أعمالي تلقى استحسانًا، ولا أجد أي انتقاد لها، أنا شخص حريص على إتقان عملي، ولا أغادره إلا إذا كنت قد أنهيته على أكمل وجه، دون أي خطأ، هدفي الوصول إلى أداء متميز يستحق أعلى التقييمات".

وتحظى رسومات منصور بشعبية كبيرة بين السكان المحليين والسياح على حد سواء، ويأمل أن يستمر في استخدام فن الجرافيتي لنشر ثقافة الحضارات القديمة، وأن يلهم الآخرين على القيام بالمثل.

"حلم عبد الله"

يحلم عبدالله بأن يصبح فنانًا عالميًا، وأن ينشر ثقافة الحضارة المصرية القديمة في جميع أنحاء العالم، مضيفًا "لديّ شغف بدخول كل منزل وأرسم على جدرانه، وأريد أن أناقش أفكارًا متنوعة وأن أعرض فن الحضارة المصرية على العالم كله".

search