الجمعة، 20 سبتمبر 2024

02:40 ص

"الغدر والخيانة".. قصة نهاية "سيف" في الخصوص

الطفل سيف

الطفل سيف

محمود رفاعي

A A

أعمى المال بصر وبصيرة "أحمد.س".. الذي تزوج في سبتمبر الماضي، وحاصرته الديون حتى عجز عن سدادها، بحث عن المال بأي شكل من الأشكال، إلى أن وصل به الأمر لخيانة "العيش والملح" ونكران جميل صديقه الذي آواه وساعده في نفقات زواجه وعمله. 

تفاصيل الواقعة

المتهم "أحمد" خطف الطفل "سيف" صاحب الـ 10 سنوات، نجل صديقه "هشام رجب"، وساوم الأسرة على فدية نظير إطلاق سراحه.. جلس في أحد المقاهي يخطط للجريمة التي ظنها مُحكمة.. وحدد 10 ديسمبر الماضي لتنفيذها، وهي الجريمة التي شهدت عليها ووثقتها كاميرات المراقبة، وحصلت "تلجراف مصر" على جزء من التفريغ. 

أمام منزل سيف 

كانت الساعة تُشير إلى الساعة 7:40 من مساء الأحد 10 ديسمبر الماضي، حين توجه “أحمد” إلى منزل أسرة "سيف"، الذي اعتاد التواجد أمامه دائما بحثا عن "يومية نقاشة" لكسب قوت يومه، لكن هذه المرة كان ينتظر لتنفيذ المخطط، كما توضح الصورة المرفقة أدناه، حيث جلس على كرسي ينتظر قدوم "سيف" الذي رحب  به: "أزيك يا عمو أحمد".. فرد المتهم التحية، متوترا وهو يقرض أظافره، ويفكر في كيفية "سحب" الطفل من أمام المنزل، وكان يبحث بعينيه عن كاميرات المراقبة حتى يبتعد عنها. 

المتهم مع ضحيته أمام منزل الأخير (تفريغ كاميرات المراقبة)

هات الهدية 

ظل "أحمد" يتحدث إلى "سيف" قرابة 25 دقيقة، وأوهمه بأنه سيشتري له حذاءً رياضيا، لعلمه أن الطفل مُغرم بكرة القدم، ولطالما سمع منه عن أحلامه بأن يكون لاعبا شهيرا.

وافق "سيف" على الفور، وذهب مع "أحمد" لشراء الهدية، وانطلقا مسرعين، لكن كل منهما كانت تحكمه رغبته الخاصة، "أحمد" يريد أن يتمم خطته سريعا، و"سيف" يريد أن يحصل على هديته، جاهلا مصيره ونهايته. 

شقة مستأجرة 

على بُعد 300 مترا من منزل "سيف"، استأجر "أحمد" شقة، ليخفي فيها الطفل، وتكون بمثابة "مركز عمليات"، يساوم منها صديقه والد الطفل.. وصل كلاهما إلى الشقة، سيف لا يعلم أن النهاية حانت، وأنه في آخر لحظاته في الدنيا، وبعدما أطال النظر في الشقة، لم يجد فيها شيئا، سالت دموعه في صمت، خوفا من "أحمد" الذي بدأ يهدده. 

المتهم يصطحب ضحيته (تفريغ كاميرات المراقبة) 

سيف فين 

داخل منزل "سيف" وصل المدرس الخاص، بحث عنه والده في جنبات المنزل وخارجه فلم يجده، ونزل إلى الشارع فسأل طفلين كانا أمام المنزل، فأجابوه:"كان مع عمو أحمد". 

اتصل والد "سيف" بـصديقه "أحمد" وكان نص المكالمة:"أنت واخد سيف فين يا أحمد، عشان معاه درس دلوقتي".. فأجاب أحمد "أنا في حدايق القبة أصلا مش في الخصوص يا عم هشام". 

الطفل سيف 

كاميرات المراقبة 

لجأ والد "سيف" لكاميرات المراقبة ومراجعتها، ففوجئ بأن أحمد كان برفقة نجله أمام المنزل، قبل ساعة، فأجرى به اتصالا مرة أخرى، فلم يجب "أحمد".

قتل بدم بارد

داخل الشقة، أجهز "أحمد" على "سيف"، وشنقه بحبل حتى فاضت روح الطفل الطاهرة إلى ربها، تشكو غدرا لاقته، وتسأل بأي ذنب قُتلت، وجلس المتهم إلى جوار جثة المجني عليه، مفكرًا في كيفية التخلص منه، حتى وصلت الأسرة والشرطة إلى الشقة، بعد تتبع كاميرات المراقبة، وتحرر محضر بالواقعة، وأُحيل إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات في القضية، وأمرت بتشريح جثة الطفل، لبيان سبب الوفاة، كما حبست “أحمد” على ذمة التحقيقات 4 أيام، ثم جدد قاضي المعارضات حبسه 15 يوما. 

المتهم أحمد 

الأسرة تطالب بالقصاص 

وقال "عم سيف"، في حديثه لـ"تليجراف مصر"، بدموع لا تتوقف "مش عارف نزعل على الطفل اللي مات ولا على الغدر وخيانة العيش والملح"، مضيفا "القاتل لم يصن أي شيء، فقد أكل خبزنا وقاسمنا في كل شيء، ولم نتوقع منه الخيانة أبدا".

وأضاف عم القتيل "القاتل آخر شخص كنا نتوقع أن ينفذ الجريمة"، فقد كنا بجواره كتفا بكتف في كل لحظة وخطوة، ونطالب بأقصى عقوبة.

search