الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:02 م

قصة "اللواء اليمني".. بدأت من النيل وانتهت بالموت في "العشرين"

المتهمين بقتل اللواء اليمنى أثناء المحاكمة

المتهمين بقتل اللواء اليمنى أثناء المحاكمة

عمرو عبدالله و مصطفى منازع

A A

شهدت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة في زينهم بالسيدة زينب، كواليس مثيرة في أولى جلسات محاكمة قتلة الضابط اليمني اللواء حسن العبيدي، في شقته بشارع العشرين بمنطقة بولاق الدكرور.

في القاعة رقم 23 بمحكمة جنايات الجيزة، بدأت الجلسة وكانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية ونصف من ظهر اليوم، وأعتلى قاضي المحكمة المنصة وطرق بالمطرقة لتنظيم القاعة والتزام الهدوء.

هتكوا عرضه وصوروه عاريا

مرت دقيقة تلو الأخرى، وتلى ممثل النيابة العامة أمر الإحالة مطالباً بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين بقتل مسؤول يمني داخل شقته في منطقة بولاق الدكرور، وقالت إنهم خدروه أولا، ثم قيدوه، وحسروا ملابسه، وهتكوا عرضه، وصوروه، وهددوه بنشر الصور، ثم قتلوه.

مخدر ورقص

قالت النيابة العامة، إن المتهمين من الأول حتى الرابع قتلوا المجني عليه عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتله، كما أن المتهمين أعدوا لذلك عقار مخدرا وسلاحا أبيض، وقامت المتهمتان الثالثة والرابعة بوضع المخدر لكي يتمكن باقي المتهمون من دخول الشقة لتنفيذ مخطط إجرامهم وهي سرقتها.

وتابعت، أن المتهمين قاموا بالتعدي علي المسئول اليمني بالسلاح الأبيض وقاموا بتكبيل يديه وفمه بقطعة من قماش، كما قاموا بهتك عرض المجني عليه، وحسروا ملابسه، وصوروه، وهددوه بنشر الصور مقابل أموال مالية، كما قاموا بسرقة منقولات الشقة.

أضاف النيابة، أن المتهمين حازوا وأحرزوا مادة من مواد المخدرة غير مصرح بها قانوناً، كما أن المتهم الأول حاز سلاحا ناريا غير مرخص، كما أن المتهمة الخامسة أخفت الأشياء المسروقة والمتحصلة في سرقة الشقة، وحازت فرد خرطوش وطلقات نارية.

وشرحت أن المتهمة الثانية عقب نزولها من الشقة أجرت اتصالاً هاتفياً بالمتهمين “رمضان” و"عبد الرحمن"، وبعدها جرى التقابل بمدخل العقار وصعدوا إلى شقة الضابط اليمني اللواء حسن العبيدي لسرقته، وأثناء مقاومتهم شلوا حركته والتخلص منه عن طريق تسديد عدة طعنات وكمموا فمه.

أردفت النيابة، أن المتهمين تعدوا على الضابط اليمني وطعنوه عدة طعنات بأنحاء مختلفة في الجسد، ما أسفر عن إصابته بمنطقة الرأس، ولم يكتفوا بذلك بل هتكوا عرضه وجردوه من ملابسه وصوروه عارياً.

في الختام، أكدت النيابة، أن المتهمة الأولى والثانية فتشتا الشقة وسرقها المتهم الثالث، كما استولوا على مجموعة كبيرة من البرفانات والعطور ومبالغ مالية أجنبية ومصرية وجهاز بلايستيشن والأذرع الخاصة به ومكواة للشعر، ومبلغ مالي قدره 2500 دولار.

قررت بعدها محكمة جنايات الجيزة، تأجيل أولى جلسات محاكمة 5 متهمين، في قضية مقتل المسؤول العسكري اليمني، اللواء حسن العبيدي، لسرقته بالإكراه داخل شقته، المقيم بها في منطقة بولاق الدكرور إلى جلسة 6 مارس.

نص أقوال المتهمة الأولى

كان حصل “تليجراف مصر” على نص التحقيقات في واقعة مقتل اللواء اليمني، على يد 5 متهمين، في منطقة بولاق الدكرور بالجيزة.

وجاءت نص أقوال المتهمة الأولى في القضية كالاتي:

س: انتي متهمة وآخرين بهتك عرض المجني عليه حسن ص، بأن قمتم بالتعدي عليه بالضرب، مهددين إياه بأسلحة بيضاء (مطواة - سكين) وتجريده من ملابسه على النحو المبين بالتحقيقات؟

ج: مش أنا، دي المتهمة التانية، اللي قالت لعبده يقلعه، أنا ماليش دعوة.

س-أنت متهمة وآخرين بسرقة المجني عليه، بطريق الإكراه، بأن قمتِ مع المتهمة إسراء صابر بإعطائه منوم في مشروب، وما إن ظفرتم به حتى قمتم بالتعدي عليه بالضرب وتهديده بتصويره عارياً ان لم يمتثل بإرشادكم لمكان تواجد مفتاح خزينة النقود، وتمكنتم بتلك الوسيلة القسرية من شل مقاومته وسرقة منقولاته.

ج: أنا حطيت منوم فعلا وخدت فلوس، بس أنا مجتش جنبه.

س: أنت متهمة وآخرون بحيازة وإحراز سلاح ناري “فرد خرطوش”؟

ج: محصلش

س: أنت متهمة وآخرين بحيازة وإحراز ذخائر؟

ج: محصلش

س: أنت متهمة وأحرين بحيازة وإحراز أسلحة بيضاء (مطواة -سكين) بدون ترخيص ودون مسوغ قانوني؟.

ج: أنا مشفتش غير المطواة بتاعة رمضان، وأنا ممسكتهاش خالص.

س: أنت متهمة وآخرون بحيازة وإحراز عقاقير مخدرة بقصد التعاطي على النحو المبين بالتحقيقات.

ج: أنا قلت فعلا إني بشرب حشيش بس.

س: أنت متهمة بدخول عقار بقصد ارتكاب جريمة محل الاتهامات السابقة؟

ج: حصل وأنا غلطانة.

س: كيف تعرفتِ على المجني عليه.

ج: “اتعرفت عليه وأنا بتمشى على كورنيش النيل، الساعة واحدة ونص الصبح، لقيت عربية ملاكي لونها فيراني وقفت عندي، ولقيت اللي سايقها بينده لي، رحت ركبت معاه وقعد يتكلم معايا، وفهمت من لهجته إنه مش مصري وإنه خليجي، وطلب مني إن هو يمارس معايا وهيديني 4 آلاف جنيه، فأنا قلت له ماشي اطلع بينا على الشقة، فراح قايل لي لأ خليها بكرة، وهو مسكني من أماكن حساسة لحد ما وصلني بالقرب من بيتي، وأنا نزلت بعد لما أخدت منه رقم تليفونه واديته رقم تليفوني، واتفقنا إن أنا هروحله تاني يوم”.

مقتل اللواء العبيدي

وعثرت أجهزة الأمن بالجيزة، 18 فبراير الجاري، على جثة مدير دائرة التصنيع الحربي في الجيش اليمني، اللواء حسن بن جلال العبيدي، مقيدًا من الأيدي والأرجل ومشنوقًا، في شقته بأحد الشوارع المتفرعة من شارع العشرين، في منطقة بولاق الدكرور.

ودلت التحريات الأولية لرجال مباحث الجيزة أن القتيل وصل إلى القاهرة قبل 4 أيام من وقوع الحادث، واختفى لمدة يومين، حتى عُثر على جثته.

وعكفت الأجهزة الأمنية على تفريغ كاميرات المراقبة، وسؤال شهود العيان، للوقوف على ملابسات الواقعة.

وبادرت النيابة العامة بالانتقال إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينات اللازمة، وانتدبت مصلحتي الطب الشرعي والأدلة الجنائية.

وتوصلت التحريات إلى أن وراء الجريمة سيدتين ورجلين، بدافع السرقة، وتمكنت الشرطة من ضبط الأربعة، وقالت إنهم اعترفوا بالجريمة، ودلوا على مكان المسروقات، التي كانت بصحبة سيدة ثالثة، وتبين أنها على معرفة بالجريمة.

search