السبت، 05 أكتوبر 2024

04:03 م

"بيت نسرين".. سكندرية تحوّل بقايا القماش لإبداعات فنية

المشغولات اليدوية

المشغولات اليدوية

أسماء السيد

A A

بأنامل ذهبية، استطاعت الفتاة السكندرية، سهر بدر، أن تحوّل شغفها بالفن إلى مشروع تجاري ناجح، فهي تُبدع في تحويل بقايا الأقمشة إلى مشغولات يدوية، تعكس براعة موهبتها الفنية.

نجحت تجربة ابنة مدينة الثغر، في تأسيس "جاليري" في منزلها المكوّن من طابقين بمدينة دهب، واختارت له اسم “بيت نسرين”، وقد خصّصت الطابق الأول للمعرض البدوي، قائلة “لا أملك المال الكافي الذي يؤهلني لافتتاح جاليري في مكان آخر، لذا افتتحته في منزلي”.

وبعد نجاح تجربتها الأولى، قرّرت افتتاح “جاليري” جديد في مكان آخر يحمل اسمًا فرعونيًا “باستيت”، وهو أحد آلهة القدماء المصريين، ويرمز إلى الجمال والأناقة والطبيعة والفن. وقالت "اخترت اسمًا فرعونيًا، لأترك انطباعًا مميزًا لدى الأجانب، فهم يحبون الحضارة الفرعونية، ويعرفون عنها الكثير، لذلك نال الاسم إعجابهم".

مشغولات يدوية

 

من المعاناة إلى النجاح

"قررت ترك الإسكندرية والانتقال إلى مدينة دهب في جنوب سيناء، بحثًا عن السلام النفسي واكتشاف موهبتي"، هكذا تحدثت الفنانة التشكيلية سهر بدر عن تجربتها، وأوضحت “أثناء عملي في مجال العلاج بالفن عانيت حالة نفسية سيئة، بسبب عملي مع أطفال مرضى بالسرطان، ولاجئين”.

وتابعت "كنت أقدّم ورشًا فنية لهؤلاء الأطفال، وكان ما يتعرضون له من معاناة يؤثر فيّ نفسيًّا جدًّا، وكنت أشعر بالضيق والاكتئاب، حتى بدأت أفقد السيطرة على حياتي، لذا قررت الانتقال من الإسكندرية إلى دهب، حيث أشعر بالهدوء والسلام النفسي، وأستطيع أن أركز على أفكاري".

وأوضحت صاحبة الـ32 عامًا، أنها في دهب، بدأت في تقديم ورش فنية للأطفال من مختلف الفئات، وركزت على تنمية مهاراتهم الفنية والتعبيرية، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

وأكدت سهر أن الانتقال إلى دهب كان قرارًا صائبًا، حيث ساعدها على التغلب على الضغوط العصبية التي كانت تعانيها، واستعادة عافيتها النفسية.

سهر بدر في مدينة دهب

 

مشروع تجاري

بدأت سهر مسيرتها الفنية في سن الـ18، حيث كانت تحب الرسم كثيرًا، ودرست الخدمة الاجتماعية في الجامعة، لكنها لم تتخلَ عن شغفها بـ"الهاند ميد".

قالت "لا أستطيع العمل في وظائف روتينية، فأنا أبحث عن عمل يتطلب الإبداع والابتكار".

وتابعت "كنت أشعر أنني بحاجة إلى مكان أعرض فيه أعمالي، وأتواصل من خلاله مع الجمهور، وأعرفهم بموهبتي، لذا قررت في عام 2018 استغلال وقتي في دهب، في تنمية موهبتي واكتساب خبرة في المشغولات البدوية، وأن أفتح (جاليري) لعرض المشغولات اليدوية في غرفة من منزلي".

جانب من المشغولات البدوية

 

شغف "الهاند ميد"

أضافت "أعمل مع السيدات السيناويات في صناعة الحرف اليدوية البدوية، وأرى مدى حبهن لهذه الصناعة، وشغفهن بها، وهو ما ألهمني لإنشاء ورش تعليمية لهن، حتى أساعدهن على تطوير مهاراتهن، وتسويق منتجاتهن، وزيادة دخولهن".


تعلم حرفة جديدة

وأشارت سهر إلى أنها عضوة في جمعية خيرية تحمل اسم "خان أنتيكا"، وتشارك في تنظيم دورات مختلفة لتعليم النساء صناعة المشغولات اليدوية.

وتهدف الجمعية إلى مساعدة النساء المعيلات في كسب الرزق وتعلم حرفة جديدة، عن طريق تسويق منتجاتهن في المعارض.
وأضافت "أستخدم مجموعة متنوعة من الخامات في صناعة المنتجات مثل بقايا الأقمشة والخرز، والخيوط، ومن خلال هذه الخامات أستطيع تصميم منتجات مبتكرة".


 

أهلي الدعم الوحيد

وقالت الفنانة التشكيلية "أسوّق لمنتجاتي عبر الإنترنت وأصدقائي وأهلي يدعمونني كثيرًا. في البداية كانوا غير متقبلين لفكرة عملي في مجال الفن، لكنهم اقتنعوا بموهبتي مع الوقت، خاصًة أنني أعمل في هذا المجال منذ صغري".
وتابعت "تبدأ أسعار المنتجات من 100 جنيه، ويسعدني أن الأجانب يقدرون المشغولات ويحبونها كثيرًا".


 

حلم سهر

"لقد تحقق الكثير من أحلامي، كنت أتمنى أن أعيش في دهب، وكنت أحلم أيضًا أن أمتلك مكانًا أعرض فيه منجزات كل منْ يعمل في مجال الفن، وتحقق هذا الحلم أيضًا، والآن أصبح لديّ مكان يجتمع في الناس ويتبادلون الخبرات"، وفقًا لما قالته سهر.
وتابعت "أنصح كل شخص يرغب في تحقيق حلمه ألا يستسلم أبدًا، فنحن نعيش مرة واحدة في الحياة، وكل شيء يستحق المخاطرة، لذا يجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتحقيق أحلامنا وأن نؤمن بأنفسنا وبقدرتنا على النجاح".
وتأمل أن تصل منتجات السيدات المصرية المصنوعة يدويًا بحب إلى كل مكان في العالم.

رابط مختصر
The.Agricultural.Bank.of.Egypt

تابعونا على

مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة
  • 05:24 AM
    الفجْر
  • 06:51 AM
    الشروق
  • 12:43 PM
    الظُّهْر
  • 04:05 PM
    العَصر
  • 06:35 PM
    المَغرب
  • 07:52 PM
    العِشاء
search