الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:55 م

المتهمان بابتزاز "طالبة العريش" ارتكبا جنحة وجناية.. فما الفرق بينهما؟

طالبة العريش

طالبة العريش

مريم الصاوي

A A

وجهت النيابة العامة تهمتي التهديد بكتابة بإفشاء أمور تتعلق بالحياة الخاصة المصحوب بطلب جناية، والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها وهى جنحة، للمتهمين بابتزاز طالبة الطب البيطري بجامعة العريش، نيرة الزغبي، في القضية المعروفية إعلاميًا باسم "طالبة العريش"، تمهيدًا لإحالة القضية للمحكمة المختصة.

“تليجراف مصر" تواصل مع المستشار القانوني والباحث في الشأن الأسري، عبد الحميد رحيم، لتوضيح الفارق بين الجناية والجنحة، والعقوبات القانونية التي تُوقع بموجب كل منهما، في ضوء لائحة الاتهامات الموجهة من النيابة العامة للمتهمين في واقعة وفاة “طالبة العريش”.

الجنحة

وقال عبد الحميد رحيم إن الجنحة تكون عقوبتها الحبس لمدة لا تتجاوز ثلاث سنوات أو الغرامة التي لا تتجاوز مائتي جنيه، وقد يُعاقب على ارتكاب الجُنح الخطيرة مثل السرقة والنصب وخيانة الأمانة بالحبس والغرامة معًا.

وأضاف الخبير القانوني، في تصريحات خاصة لـ "تليجراف"، أن الجناية أقوى من الجنحة، وهي أشد أنواع الجرائم، وعقوبتها الحبس لمدة تزيد على ثلاث سنوات أو السجن المؤبد أو الإعدام.

الجناية

وأوضح أن الجناية تتعلق بجرائم القتل أو الشروع فيه أو تجارة المخدرات أو الاغتصاب وهتك العرض، مشيرًا إلى أن جرائم الشرف منها ما هو جنحة ومنها ماهو جناية، فجريمة هتك العرض من الجرائم التي تصنف ضمن الجنايات، وجريمة التحرش تعد جنحه، وفقًا للقانون.

وفسر المستشار القانوني بيان نيابة العامة بأنه أتى تنفيذًا لصحيح القانون بكل دقة، فلكل إنسان الحق في أن يعيش آمنا علي نفسه ودينه وأهله وعرضه وماله، وله الحق في الاستقلال بشؤون حياته الخاصة في مسكنه وأسرته وماله واتصالاته، ولا يجوز التجسس أو الرقابة عليه أو الإساءة إلى سمعته، وتجب حمايته من كل تدخل تعسفي.

عقوبة انتهاك الخصوصية

وأشار عبد الحميد رحيم إلى قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937، والذي تصدى للأفعال التي تنتهك حرمة الحياة الخاصة للأفراد، ووضع ضوابط صارمة لها للحفاظ عليها، فقرر تجريم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمواطن بارتكاب عدد من الأفعال فى غير الأحوال المصرح بها قانونًا أو بغير رضا المجنى عليه وعاقب عليها قانونًا.

 وألمح إلى العقوبة التي تجرم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة في قانون العقوبات، طبقًا لنص المادة 309 مكرر: "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة للمواطن، وذلك بأن ارتكب أحد الأفعال الآتية في غير الأحوال المصرح بها قانونًا أو بغير رضاء المجني عليه، وهي:

  • استرق السمع أو سجل أو نقل عن طريق جهاز من الأجهزة أيًا كان نوعه محادثات جرت في مكان خاص أو عن طريق التليفون.
  •  التقط أو نقل بجهاز من الأجهزة أيًا كان نوعه صورة شخص في مكان خاص، فإذا صدرت الأفعال المشار إليها في الفقرتين السابقتين أثناء اجتماع على مسمع أو مرأى من الحاضرين في ذلك الاجتماع، فإن رضاء هؤلاء يكون مفترضًا.

ويعاقب بالحبس الموظف العام الذي يرتكب أحد الأفعال المبينة بهذه المادة اعتمادًا على سلطة وظيفته.

وأشار إلى القانون رقم 175 لسنة 2018، وهو مختص بالجرائم التي تستخدم عن طريق شبكة المعلوماتية أو أحدى وسائل تقنية المعلومات، والذي نظم تلك الأفعال التي تعد جرائم وقرر لها عقوبات خاصة بها.

وتنص المادة (25) من القانون رقم 175 لسنة 2018: يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية فى المجتمع المصري أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته، أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبارٍ أو صورٍ، وما فى حكمها، تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة.

واختتم حديثه بأن النائب العام يعمل جاهدًا منذ توليه قضية “طالبة العريش” على التصدي للجرائم على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن النيابة العامة هي حصن الأمان للشعب المصري، لذا يلوذ بها كل مظلوم أو مجني عليه.

النيابة العامة

أمرت النيابة العامة بحبس المتهمين في واقعة وفاة نيرة الزغبي، طالبة كلية الطب البيطري بجامعة العريش، بتهمة ابتزازها ونقل مراسلات خلسة من على هاتفها.

وأضافت النيابة، في بيان، أن التحقيقات أثبتت أن المتوفاة اشترت “حبوب غلة” بعد مغادرتها المدينة الجامعية بمبلغ خمسة وخمسون جنيهًا.

وجاء في نص بيان النيابة العامة: “استكملت النيابة العامة التحقيقات في وفاة الطالبة المقيدة بكلية الطب البيطري بجامعة العريش، واستبان من التحقيقات التي شملت سؤال شهود الواقعة وتحريات الجهات الأمنية، أن المتوفاة تعرضت إلى ضغوط نفسية ناجمة عن قيام إحدى زميلاتها (المتهمة الأولى) بتهديدها بنشر مراسلات نقلتها خلسة من هاتف المتوفاة إلى هاتفها".

والدة طالبة العريش

استبعدت نشوى جمعة، والدة نيرة الزغبي، الطالبة في جامعة العريش، انتحار ابنتها داخل السكن الجامعي، قائلة: “ابنتي لا يمكن تأخذ حبة غلة وتنتحر"، مشيرة إلى أن الفتاة المعروفة إعلاميًا بـ"طالبة العريش" كانت صائمة وقت الوفاة.

وأضافت والدة نيرة، خلال مداخلة هاتفية، أن ابنتها تواصلت معها هاتفيًا قبل وفاتها، وأخبرتها أنها تعاني من آلام في المعدة، مشيرة إلى أنها نصحتها بتناول مشروب ليمون ساخن.

وأكدت امتناعها عن التواصل مع وسائل الإعلام، للحديث عن ملابسات وفاة “نيرة”، فيما اضطرت للظهور الإعلامي مؤخرًا، بسبب “تشهير المتهمين بابنتها”، وتابعت: "ابنتي لقيت وجه ربها وهي صائمة 3 أيام متتالية، وختمت جزء القرآن الأسبوعي مع شيخها عبر تطبيق زووم".

تفاصيل الواقعة

وكان "تليجراف مصر" قد حصل على تفاصيل إنهاء طالبة العريش حياتها، بعد تعرضها للابتزاز الإلكتروني من قبل زملائها بالجامعة، حيث أقدمت زميلة لها على تصويرها عارية وتهديدها بفضحها أمام دفعتها كلية طب بيطري جامعة العريش.

search