الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:23 ص

مزاج المصريين يميل لـ"شهادات الادخار".. ماذا يقول الاقتصاد؟

عملات نقدية

عملات نقدية

مصطفى العيسوي

A A

خسر المدخرون في الذهب والدولار في مصر مبالغ كبيرة على مدار الأيام الماضية، على خلفية حالة التذبذب التي طالت العملة الأمريكية في السوق الموازية والمعدن النفيس منذ الإعلان عن صفقة “رأس الحكمة” حتى الآن، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات، أهمها: هل باتت شهادات الادّخار الملاذ الآمن للمصريين للحفاظ على مدخراتهم؟

وتستمر البنوك، وفي مقدمتها الأهلي ومصر، بطرح شهادات ادخار ذات عائد يصل إلى 27%، والتي تمكنت من جمع أكثر من 700 مليار جنيهًا مصرياً منذ الإعلان عنها في مطلع العام الجاري حتى الآن. 

وأجمع عدد من خبراء الاقتصاد، أن شهادات الادخار أصبحت الملاذ الآمن لقطاع كبير من راغبي الادخار في الفترة الحالية، خصوصا وأنها توفر عائدا شهريا، ولا يوجد بها أي مخاطر  للتعرض للخسائر مثل الادخار في الذهب والدولار.

الملاذ الآمن 

في البداية، أكد الخبير المصرفي، محمد بدرة، أن شهادات الادخار التي تطرحها البنوك العاملة في السوق المصري، خصوصا بنكا الأهلي ومصر، باتت الملاذ الآمن والأخير للكثير من المواطنين بعد الضربة القوية التي تكبدها الذهب والدولار بعد صفقة “رأس الحكمة”.

وتوفر البنوك هذه الشهادات وسط تدفق 35 مليار دولار على مصر خلال شهرين بعد توقيعها في فبراير الماضي مع الإمارات، صفقة استثمار عقاري، تستحوذ بموجبها شركة "القابضة" (ADQ) على حقوق تطوير مشروع “رأس الحكمة”، والتي أدت إلى انهيار أسعار الذهب ليسجل عيار 21 مستوى 2800 جنيه اليوم مقابل 3500 جنيه قبل الصفقة بقيمة تراجع 700 جنيه، كذلك الأمر بالنسبة للدولار، حيث هوى سعره في السوق الموازية إلى 40 جنيهًا، مقارنة بـ65 جنيهًا قبل ساعات من إعلان الصفقة بمقدار انخفاض أكثر من 20 جنيهًا.

وأضاف بدرة، في تصريح لـ"تليجراف مصر"، إن شهادات الادخار تحظى بثقة الكثير من المواطنين حتى أثناء فترة الارتفاعات القياسية التي شهدتها أسعار الذهب وسعر الدولار في السوق السوداء قبل صفقة “رأس الحكمة”، متوقعًا أن تقوم البنوك بطرح شهادات ادخار جديدة بسعر فائدة لا يقل عن 30% في حالة إصدار البنك المركزي قراراً بتحرير سعر الصرف وذلك لتعويض العملاء عن الارتفاع الذي سيحدث في معدل التضخم، وتعزيز الادخار في الجنيه.

وتراجعت معدلات التخضم في شهر يناير الماضي 29.8% على أساس سنوي، مقابل 33.7% في ديسمبر، وفقاً لما كشفت عنه أحدث تقارير صادرة عن البنك المركزي والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

لا تحمل أي خسائر

وقال الخبير المصرفي، عز الدين حسانين، إن قطاعا كبيرا من المصريين يميل حالياً للحفاظ على قيمة ما لديه من أموال في الشهادات الادخارية، لا سيما وأنها لا تشكلّ أي مخاطر تتعلق بالخسارة مثل الذهب أو الدولار، علاوة على أنها توفر للمواطن عائدا شهريا مميزا، مشيرًا إلى أن البنوك تقدم العديد من التسهيلات أمام عملائها، والتي من بينها إمكانية كسر ودائعهم وشهاداتهم التي قاموا بشرائها في السابق لصالح شراء شهادات ادخار ذات عائد أعلى، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة أموال العملاء لديها مع يؤدي لتجنبها مخاطر السيولة.

وتصل ودائع العملاء بالقطاع المصرفي المصري لـ9.8 تريليون جنيه بكافة البنوك المصرية ويستحوذ بنكا "الأهلي" و"مصر" على 55% منها، وفقًا لما كشفته بيانات البنك المركزي في نهاية سبتمبر الماضي.

وأضاف حسانين، في تصريح خاص، أن هناك بعض الفئات من المواطنين اتجهوا إلى شراء الذهب في ظل تراجع أسعاره حالياً، موضحاً أن مزاج المصريين دائما متقلّب فيما يتعلق بادّخار أموالهم.

شهادات الادخار 27%

ومع بداية العام الجاري، طرحا بنكا الأهلي ومصر شهادات ادخارية جديدة مدة عام، بعائد سنوي يصل لـ27% يُصرف مع نهاية مدة الشهادة، مع إمكانية الحصول على عائد شهري بنسبة تصل إلى 23.5%، حيث يبدأ شراء هذه الشهادات بحد أدنى 1000 جنيه ومضاعفاتها، وهي مُخصصة للأفراد الطبيعيين أو القصر من المصريين أو الأجانب، ويتم احتساب المدة اعتبارًا من يوم العمل التالي للشراء، سواء عبر فروع البنكين المنتشرة في جميع محافظات جمهورية مصر العربية أو عبر تطبقات البنوك على الهواتف المحمولة.

search