الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:19 ص

محمد عبد الوهاب "مريض السمنة" يعود لمنزله بعد جراحة "غير متوقعة"

مريض السمنة محمد عبد الوهاب

مريض السمنة محمد عبد الوهاب

نشوى مصطفى

A A

أعلن أستاذ ورئيس قسم الجراحة بكلية طب جامعة عين شمس، الدكتور محي الدين البنا، خروج محمد عبد الوهاب مريض السمنة المفرطة من المستشفى بعد خطة علاجية محكمة، بدأت بعلاج الالتهاب الخلوي بالساقين مرورا بمشاكل القلب، وانتهت بعملية تحويل مسار المعدة.

 أضاف البنا، أنه بعد جراحة تحويل مسار المعدة بـ10 أيام، خضع المريض لعلاج متخصص لأجهزة الصدر، مع أنظمة دوائية وطبيعية حتى استرد كامل وظائفه الحيوية وتحسن تحسنت كاملت وخرج اليوم الخميس، ونقلته الحماية المدنية تحت إشراف منظومة الشكاوى الموحدة بمجلس الوزراء، مؤكدا متابعته عن طريق المستشفى الافتراضي، كون إعادته للمستشفى سيكون أمرا “صعبا جدا”.

محمد عبد الوهاب مريض السمنة المفرطة

الوزن الزائد

في السياق، قال الدكتور أحمد إبراهيم، أستاذ الجراحة العامة ورئيس وحدة السمنة، والذي أجرى الجراحة لـ"عبد الوهاب، “إنه قابلته وفريقه مشاكل عديدة خلال التعامل مع الحالة بسبب الوزن الزائد، تتعلق بطبيعة نوع السرير في غرفة العمليات والجهاز المستخدم بالجراحة، إضافة إلى صعوبة ”تخدير هذه الوزن"، مؤكدا التغلب على هذه العوائق وإجراء العملية الجراحية بنجاح فائق وغير متوقع.

أضاف إبراهيم لـ"تليجراف مصر"، أنه من المنتظر أن يخسر مريض السمنة المفرطة 5% من وزنه شهريا، بمعدل 100 إلى 120 كيلو في السنه الأولى، أملا الوصول إلى 90 كيلو جراما عند الشهر الثامن عشر (سنة ونصف)، متوقعا تحسن حالته بعد 5 أو 6 أشهر بالعلاج الطبيعي حتى يعود لحركته الطبيعة.

أكد أنه وفريقه الطبي سيتابعون عبد الوهاب عبر “واتساب” أو عن طريق تطبيق “زووم” للاطمئنان عليه والتأكد من حصوله على العلاج بطريقة صحيحة، واستدعاء الحماية المدنية لنقله إلى المستشفى، حال استشعرنا أنه في حاجة إلى ذلك.


المستشفى الافتراضي

أشار إبراهيم، أن المستشفى الافتراضي قائمة على “فكرة التواصل مع المريض عن بعد في متابعته أو تقييم حالته، خاصة إذا كان يسكن في منطقة بعيدة أو نائية، أو مثل (محمد) يصعب نقلها”، فضلا عن أنها تصلح للشكاوى الروتينية العادية، مؤكدا أنه لا بدليل عن الفحص الإكلينكي. 

الدكتور أحمد إبراهيم


حالات شهرية

تابع، أن وحدة السمنة في مستشفى الدمرداش تستقبل من 18 إلى 22 حالة في الشهر، بخلاف 4 أو 5 حالات شهريا مثل حالة محمد عبد الوهاب -السمنة المفرطة-، لافتا إلى أن تكميم المعدة إجراء طبيعي متبع مع المرضى الذين يفرطون في الطعام، وفكرتها تصغير المعدة، أما تحويل مسار المعدة فتتبع مع من لديهم مشكلة مع نوعية الطعام خاصة النشويات.

واختتم بأن نسبة نجاح عمليات السمنة بوحدته تقترب من 97%، لافتا إلى أن تكلفة علاج مريضها الواحد قد تجاوز 28 ألف جنيه، معقبا، “طالبنا بأن يدخل مريض السمنة المرضية ضمن قرارات العلاج علي نفقة الدولة بالنظر إلى التكلفة الباهظة”.

الدكتور محي الدين البنا والدكتور محمد إبراهيم

قصة محمد عبد الوهاب

وعاش "مريض السمنة المفرطة" محمد عبدالوهاب تجربة قاسية دامت 5 سنوات، فقد فيها قدرته على الحركة، وأصبح أسيرًا لمنزله، يعاني من الوحدة والاكتئاب.

وزنه تجاوز الـ"ربع طن"

تجاوز وزن "مريض سمنة مفرطة" الـ250 كيلوجراما، ما أدى إلى إصابته بتقوس في عظام القدمين، وقصور في الأوعية الدموية، وتيبس في عضلات الجسم، ما نتج عنه فقدانه القدرة على الحركة، وبات محاصرًا في منزله، عاجزًا عن ممارسة حياته بشكل طبيعي.

لم يستسلم المريض لليأس، وقرر اللجوء إلى منظومة الشكاوى الحكومية بمجلس الوزراء، باحثًا عن بصيص أمل يُعيد له حياته، مطالباً بنقله لأحد المستشفيات الحكومية المتخصصة لفحص حالته وعلاجه على نفقة الدولة.

وفي 12 فبراير الماضي، تفاعلت المنظومة مع شكواه بمسئولية وسرعة، وجرى التنسيق مع مستشفيات جامعة عين شمس، وهيئة الإسعاف، والحماية المدنية، لتقديم المساعدة اللازمة له.

توفير مكان بمستشفى الدمرداش

مدير المنظومة، الدكتور طارق الرفاعي، قال إنه فور تلقي استغاثة المواطن جرى التنسيق مع الدكتور طارق يوسف، المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة عين شمس، الذي أبدى استعداده لاستقبال الحالة بوحدة السمنة المفرطة (قسم الجراحة) بمستشفى الدمرداش التابعة لجامعة عين شمس، وبعرض التقارير الطبية للمواطن على رئيس وحدة السمنة المفرطة، الدكتور محيي الدين البنا، أفاد بتوفير مكان للحالة بالوحدة بعد العرض على عميد كلية طب جامعة عين شمس، الدكتور علي الأنور.

جرى التنسيق مع هيئة الإسعاف لنقل الحالة، ونظرًا لزيادة الوزن وصعوبة إتمام عملية النقل بالطرق التقليدية، جرى التنسيق مع وكيل الإدارة العامة للحماية المدنية بوزارة الداخلية، اللواء الدكتور محمد الشربيني، وعليه وجه فريق من الضباط، والأفراد، والمعدات من إدارة الحماية المدنية، لتسهيل عملية نقل المواطن وإنزاله من منزله إلى سيارة الإسعاف، ونقله بعد ذلك إلى المستشفى.

فور استقبال المريض بالمستشفى، حجز بوحدة السمنة المفرطة، وبدء في إجراء الأشعة والتحاليل الطبية اللازمة لعرضه على الاستشاريين للتشخيص ووضع خطط العلاج والتعامل المناسب مع متطلبات الحالة.

search