الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:25 م

"اصمت ولا تهذي".. مراتب الصوم والصائمين (فيديو)

مراتب الصوم والصائمين

مراتب الصوم والصائمين

فادية البمبي

A A

ذكر الإمام الغزالي أن الصوم ليس على درجة واحدة، وإنما هو على درجات، فليس كل من امتنع عن المفطرات المادية يكون قد أتى بمعنى الصوم؛ إذ إن حقيقة الصوم فوق هذا، وهي الامتناع عن المفطرات المعنوية؛ ولأجل هذا المعنى جعل الغزالي درجات الصوم ثلاثا، فقال في الإحياء: “اعلم أن الصوم ثلاث درجات: صوم العموم، وصوم الخصوص، وصوم خصوص الخصوص”.

مراتب الصوم 

تلقى الشيخ، أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، سؤالًا يقول: "ما هي مراتب الصوم والصائمين؟".

في إجابته، قال أمين الفتوى إن العلماء تكلموا عن هذا المعنى وأشاروا إلى أن الصوم على ثلاث مراتب، الأولى مرتبة صوم العوام، والثانية مرتبة صوم الخواص، والثالثة مرتبة صوم خواص الخواص.



وأضاف ممدوح، عبر فيديو نشرته دار الإفتاء عبر قناتها على يوتيوب، أن صوم العوام هو صوم الذي يكتفي فيه صاحبه بأن يحقق فيه الأركان والشروط الظاهرة للصوم، مثل الامتناع عن الاكل والشرب والشهوات التي تبطل الصوم.

وأوضح أمين الفتوى أما صوم الخواص فيكون مرتبة أعلى، وهو أن الشخص يكون ملتزما بالأمور التي التزم بها الذي قبله، إضافة إلى أنه يجتهد بألا يقع في معصية أثناء الصيام حتى وإن كانت هذه المعصية لا تبطل الصوم.

وأما صوم خواص الخواص، فقد بين “ممدوح” أنه يكون مرتبة أعلى من الاثنين السابقين، وهو ان الشخص يلتزم بالأركان والشروط الظاهرة للصوم ويخلي للصوم من الآثام والذنوب ويحاول أن يتخلى عن المكروهات، ومن الممكن ان يرتقي في بعض الأوقات بأن يتخلى عن الانشغال بكثير من المباحات، ويظل يرتقي حتى يكون صومه صوما عن كل ما سوى الله تعالى.

كيف يتحقق صوم الخصوص؟

إن صوم الخصوص – وهو صوم الصالحين – يتحقق بستة أمور:

الأول: غضّ البصر، وكفه عن الاتساع في النظر إلى كل ما يُذّم ويُكْره وإلى كل ما يُشغل القلب، ويلهي عن ذكر الله عز وجل.

الثاني: حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمِراء، وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله سبحانه وتلاوة القرآن، فهذا صوم اللسان.

الثالث: كفُّ السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه؛ لأن كل ما حَرُمَ قوله حَرُم الإصغاء إليه؛ ولذلك قرن الله عز وجل بين المستمع وآكل السحت، فقال تعالى: (سماعون للكذب أكالون للسحت) (المائدة:42)، 

الرابع: كفُّ بقية الجوارح عن الآثام من اليد والرجل عن المكاره، وكفُّ البطن عن الشبهات وقت الإفطار. فلا معنى للصوم وهو الكف عن الطعام الحلال، ثم الإفطار على الحرام. 

الخامس: أن لا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار، بحيث يمتلىء جوفه، فقد أخرج النسائي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما وعاء شر من بطن، حسب المسلم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة؛ فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسه).

السادس: أن يكون قلبه بعد الإفطار معلقاً مضطرباً بين الخوف والرجاء؛ إذ ليس يدري أيُقبل صومه، فهو من المقربين، أو يُرَدُّ عليه فهو من الممقوتين؟ 

search