الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

06:21 ص

أنس النجار: إعلان الأهلي "غير حياتي".. والدحدوح لن يتكرر

الفلسطيني "أنس النجار"

الفلسطيني "أنس النجار"

إسراء عبد الفتاح

A A

ارتبط اسمه بالنادي الأهلي، وتعلق به جمهور المارد الأحمر بسبب مقطع فيديو لم يتجاوز الدقيقتين، خلال متابعته مباراة الفريق من داخل المخيمات الفلسطينية في ظل القصف الإسرائيلي، الأمر الذي جعل من "أنس النجار" الصحفي الفلسطيني الشاب، نجمًا في مصر، قبل أن يأتي إليها فارًا من الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وروّى الصحفي الشاب تفاصيل الحرب وما تعرض له في فلسطين خلال استضافته في ندوة لـ"تليجراف مصر"، مؤكدًا أنه كان ينشئ شركة إنتاج خاصة به قبل بداية الحرب في 7 أكتوبر، إلا أنه لم يستطع استكمال حلمه بعدما قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المبنى الموجود به الشركة، وأصبح كل ما بها تحت الركام.

مخيم الصحفيين

"كنا نفتقد كل مقومات العمل الصحفي"، هكذا أوضح "النجار" كيف يعمل الصحفيون داخل الأراضي الفلسطينية وما يتعرضون له داخلها، مشيرًا إلى أن تلك المرة الأولى التي يضطر فيها للإقامة بمخيم، وأصبح "مخيم الصحفيين" هو الملجأ للجميع، يتسامرون ويتحدثون ويهونون على بعضهم البعض فيه المشاهد التي يعايشونها كل يوم، موضحًا، "مخيم الصحفيين في رفح عرفنا على زملاء كُثر وفقدنا كمان زملاء كثيرين، من ضمنهم حمزة وائل الدحدوح، كان في نفس المخيم وخرج في مهمة ولكنه عاد شهيدًا".

أما عن المشهد الذي عرف به إعلاميًا، وهو تشجيعه للنادي الأهلي في أثناء مشاهدته مباراته وسط الحرب الدائرة، فقال أنس النجار، إن النادي الأهلي له مكانة بين الفلسطينيين، ويوجد هناك ما يسمى بـ"رابطة مشجعي النادي الأهلي والزمالك"، لكن دمر مقرها نتيجة الحرب، موضحًا أن أحد الزملاء صوّره أثناء مشاهدته لمباراة الأهلي وفويتشر، وكان يعتبر هذه اللحظات مجرد "تنفيس عن الروح" بسبب الآلام التي يعانيها كل يوم، وهو يصور الأطفال المشردين والشهداء.

إعلان النادي الأهلي

واستكمل، أن الجمهور المصري تفاعل مع الفيديو بطريقة كبيرة، وبعد تصدره “التريند” تواصل معه المركز الإعلامي للنادي الأهلي، وهو أمر لم يتوقعه أو يصدقه، مضيفا، "كنت أشعر أنه مجرد موقف ومقلب من أحد أصدقائي، ولكني بدأت التصديق بعدما أرسلوا لي الإسكريبت الخاص بالإعلان عن انضمام اللاعب الفلسطيني وسام أبو علي".

وأوضح أن المسؤولين في النادي الأهلي أنشأوا مجموعة كوسيلة تواصل لتنسيق مكان تصوير الإعلان في فلسطين، وأنه عرض عليهم في بداية الأمر ثلاثة أماكن، فوقع الاختيار على “أرض الواقع”، وسط الدمار الذي خلفه الاحتلال الإسرائيلي، وكان هذا الإعلان بمثابة “هدية من أجمل هدايا القدر”، فأنس النجار قبل الإعلان ليس كمثل ما بعد الإعلان، مؤكدا أنه “كان نقطة فارقة في حياته”.

واستكمل، أن الإعلان فور طرحه من قبل المركز الإعلامي للنادي الأهلي، شعرت وكأن أهل مصر أصحابنا وأهلنا، واكتظ الهاتف بالرسائل ما بين مباركات وبين عروض لأعمال داخل وخارج فلسطين، بينها عروض مصرية، ولم أكن أصدق ما حدث وكأن طاقة القدر فُتحت لي.

بائع البرتقال

"هبوس على راسه وجايب له كوفية فلسطينية"، بهذه الكلمات وصف "النجار" شعوره إذا رأى بائع البرتقال الشهير "عم ربيع"، والذي تصدر “تريند” مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بعدما ألقى البرتقال على شاحنات المساعدات وهي في طريقها إلى فلسطين، مضيفا، "نفسي أشوفه وأسلم عليه، عم ربيع عمل شيء بسيط لكن لمس كل القلوب من جوه".

وعن الأزمة الفلسطينية، قال الصحفي الفلسطيني، إنه يشعر بالفخر بخصوص ما حدث في 7 أكتوبر، لأنها أعادت القضية الفلسطينية، ولكنه لا ينتمي إلى سلطة سياسية، وبعد الدمار الذي حل بسبب القصف الإسرائيلي فإعمار الأراضي يحتاج سنوات طويلة حتى تبدأ في النهوض من جديد.

وأضاف، أنه استطاع النجاة من فلسطين ومن الدمار والقصف الإسرائيلي الغاشم هو وأسرته، إلا أن باقي عائلته ما زالوا تحت القصف، متابعًا بصوت غلب عليه الحزن، "نجوت بحياتي وتركتهم تحت القصف، أنا خجلان لصمودهم وأشعر بالخزي أنني تركتهم".

اعتزال الصحافة

وأشار الصحفي الفلسطيني إلى رسالة اعتزاله مهنة الصحافة، مؤكدًا أنها كانت احتجاجًا على ما يحدث والقصف الإسرائيلي واستمرار الحرب على الأراضي الفلسطينية وسط صمت من العالم، مضيفًا، "بنموت والعالم مش حاسس بينا، الجميع في خطر ولا أحد الموت بعيد عنه لذلك قررت التوقف".

أما عن استمرار وائل الدحدوح في الصحافة على الرغم من الأحداث المأساوية التي عاشها بموت أسرته، أضاف "النجار"، أن الدحدوح “أيوب الصحافة”، ومنحه الله القدرة على تحمل الصعاب، فهو على الرغم من وفاة أغلب أهله وأبنائه، قرر الاستمرار في التغطية والظهور بمظهر ثابت، متابعًا، "أنا لست وائل الدحدوح، هو واحد فقط ولم يكن هناك مثله في التاريخ مطلقًا".

أمنية في رحلة الحياة

وعن أمنياته، قال الصحفي الفلسطيني، إنه يحلم بالانتهاء سريعًا من اتفاق الهدنة الذي أعلن عنه، والتعجيل بإنهاء الحرب، مؤكدًا سعادته بوجوده في مصر “وسط أهله”، ولا يشعر بأي غربة، متابعًا، "دائمًا في الأفراح الفلسطينية نجد الأغاني المصرية هي التي تسيطر على الأجواء، فنحن امتداد لبعض".

search