الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:04 ص

بطل فيلم "السفاح".. قصة "المسيري" الذي نشر الرعب في التسعينات

سفاح المهندسين

سفاح المهندسين

مصطفى منازع

A A

شغلت قضية أحمد محمود حلمي المسيري الرأي العام في أوائل عام 1991، بعدما قتل مليونير وزوجته والخادمة وأطلق النار على حارس العقار وسيدة من الجيران وبعض المصلين، وتنكر في زي الشرطة.

ما قبل الإجرام

كان أحمد المسيري المعروف إعلاميًا بـ"سفاح المهندسين"، من أسرة ميسورة الحال فهو ابن اللواء على المعاش محمود حلمي المسيري، يسكن في شقة فاخرة بالقاهرة، متزوج من "مانوليا عبد الملك" عراقية الجنسية، ويمتلك سيارة حديثة وموتوسيكل وحصان سباق.

سفاح المهندسين 

كان "أحمد" يرتاد أرقى نوادي القاهرة والجيزة مع أبناء الطبقة الراقية، وكل من تعامل معه يشهد له بحسن الخلق فهو شاب مهذب وأنيق جدًا، وهادئ الطبع وسخي لا يبخل علي العمل والخدم أبدًا. 

كانت أول سرقة "للسفاح" عندما رفض والده التحاقه بالثانوية الجوية، فقرر الابن جلب العار لأبيه، فبدأ بسرقة جار له وبعد أن انتهى ألقى بالمسروقات من البلكونة، فهو لم يكن بحاجة لها، ثم سرق شقة طيار وفعل نفس الشيء بالمسروقات، ثم سرق شقة الفنانة مها صبري فتم إيداعه في الأحداث لصغر سنه، ليقرر والده بيع الموتوسيكل والخيل الخاص به عقابًا له.

خطة قتل

تمكن الانحراف من “المسيري”، رغم حياته الرغدة، واحترف سرقة الشقق السكنية، وحاول أن ينفذ عملية كبيرة “لتأمين مستقبله” وبعدها يعتزل الإجرام، فكانت خطة القتل حين حاول السفاح سرقة شقة المليونير "حامد مندور" عن طريق كسر الباب ولكنه فشل، وبعلم المليونير ذلك أبلغ الشرطة. 

وفي اليوم الثاني الموافق 7 أبريل 1991، ذهب السفاح إلى منزل المليونير، وتنكر في ملابس رجل شرطة وقابل المليونير أمام منزله وطلبه إلى قسم الشرطة لسؤاله حول بلاغه بسرقة شقته.

سفاح المهندسين في أحد الجرائد

جريمة في منتصف الليل

واصطحب السفاح "المليونير" وذهبوا معا بسيارة المجني عليه، وفي الطريق في إحدى المناطق النائية بالعجوزة، أطلق عليه الرصاص من مسدس كاتم للصوت، وبعدها نزل من السيارة واستخدم طفاية الحريق في إخفاء بصماته، وذهب إلى شقة "المليونير" بعد منتصف الليل حيث الهدوء والسكينة يعم المكان، ورن جرس الباب، ففتحت الخادمة وعندما دخل "المسيري" أطلق الرصاص عليها وزوجة المليونير فقتلهما وسرق الشقة وهرب. 

 أثناء هروبه رأته سيدة من الجيران فأطلق عليها النار أصابها ولم تمت، وأطلق النار في الهواء لإرهاب حارس العقار وبعض المصلين الذي تصادف خروجهم من المسجد بعد أداء صلاة الفجر، وفر هاربًا وهو على يقين أنه لم يتعرف عليه أحد.

العثور على 3 جثث

بدأت قصة "المسيري" تفوح وتنتشر، عندما عثر الأهالي في ذلك اليوم، علي جثة المليونير "حامد مندور" مقتولًا في سيارته بأحد المناطق النائية في العجوزة، ليبلغوا الشرطة، وبتفتيش السيارة عثروا على هوية القتيل، فذهبوا منزله، وعثروا على جثة زوجته وخادمته مقتولتان بشقته في المهندسين. 

سفاح المهندسين يدل بإعترافاته أمام النيابة

تم تشكيل فريق بحث جنائي لمعرفة ظروف وملابسات الجريمة، حيث بدأت رجال الشرطة تحرياتها، بسؤال حارس العقار وبعض الجيران الذين أطلق السفاح عليهم الرصاص دون إصابات، حيث أدلى الجيران بأوصاف القاتل بأنه شاب أبيض طويل ونحيل وأنفه طويلة. 

 تم البحث في لائحة المسجلين ثم توصلوا إلى المهندس رأفت وشقيقه، التي كانت تربطهما علاقة مع "المليونير" قبل وفاته، ولكنه أبلغ عنهما وتم حبسهما بتهمة الاتجار في المواد المخدرة، وأفادا في استجوابهما أنهما لا يعلمان شيئًا.

إثارة وغرابة

ذات يوم، ذهب "المسيري" بصحبة شخص أخر، لفيلا الدكتور "أحمد شفيق" أخصائي الأمراض المستعصية، ليتفاجئ "شفيق" بشبان يحضران إلى الفيلا ويدعيان أنهم من المباحث، وحضرا في موضوع مهم، وما أن دخلا حتى قاموا بتهديده بالأسلحة وتقييده هو وأسرته، بعدها طلب الشابان من زوجته مفتاح "الدولاب" الخزنة. 

المحكمة تستمع إلى شهادة الدكتور أحمد شفيق

قام أحدهما بالتفتيش ورغم أنه كان هناك ذهب وأموال إلا أنه لم يسرق شيئًا، وطلب من الدكتور عدم إبلاغ الشرطة عنه لأن ذلك فيه خطر على حياته وحياة أسرته وأنهما من منظمة دولية تسعى للحصول على أبحاثه. 

لم يبلغ "شفيق" بالفعل الشرطة إلا عندما تعرف على صور السفاح في الصحف، ولا يعلم أحد حتى الآن سبب بحث السفاح عن أبحاث الدكتور، فهي جريمة في غاية الإثارة والغرابة.

حكم الإعدام

في عام 1994 تم القبض على السفاح، وحكم عليه بالإعدام ونفذ فيه الحكم في العام نفسه.

أثارت قصته فضول المنتجين والمؤلفين، وفي عام 2009 تم إنتاج فيلم حول قصة حياته حمل اسم "السفاح" بطولة هاني سلامة ونيكول سابا. 

فيلم السفاح 

لكن أسرة "المسيري" اعترضت على الفيلم حينها، وهددت بالاحتكام للقضاء لمنع عرضه، لكن سرعان ما تم عقد جلسات مكثفة بين العضو المنتدب للشركة المنتجة للفيلم، وأسرة “سفاح المهندسين” الحقيقي الذين حضروا من ألمانيا ولندن حتى تم الاتفاق وتم عرض الفيلم.

search