الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:18 م

عمره 90 سنة.. خطّاط مصر القديمة يبكي على شواهد الموتى

عاطف دسوقي

عاطف دسوقي

سوسن عبد السلام

A A

على رصيف في أحد شوارع حي مصر القديمة بالقاهرة، يجلس عاطف دسوقي الذي تجاوز عمره التسعين عامًا على أريكة قديمة في ورشة متواضعة، مرتديًا عباءة، وعلى رأسه عمامة، وسلاحه قلمه في يديه، يمارس هوايته المفضلة التي تعلمها وعشقها منذ نعومة أظفاره.

رحلة مع الخط العربي

بدأ العم عاطف ممارسة هوايته منذ كان طفلًا صغيرًا وحتى بلغ من العمر أرزله، حيث وُلد في مركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وقضى حياته في رحاب الحروف، ولم تكن أقلامه تغادر جيب عباءته.

"أكتب يُفَط المقابر، أو أي نوع لافتة تُطلب مني"، هكذا بدأ حديثه لـ"تليجراف مصر"، مؤكدًا تمتعه بخط مميّز يلفت انتباه المارة إليه.

عاطف دسوقي يكتب على لوح من الرخام

هواية من الطفولة

عاد بذاكرتته إلى الوراء، وبدأ يقص علينا حكايته، موضحًا أنه عمل خطاطًا منذ 55 عامًا، وأن مهنته تمر بمراحل عِدة، ففي البداية يكون تصنيع الرخام في الورشة، ويكون بمقاسات محددة حسب الطلب، ثم تأتي مرحلة الكتابة، وهنا يقول “بعد تجهيز الرخام يأتي دوري لأكتب عليه، وبعدها يمر على مرحلة الحفر ثم التلوين قبل تسليمه في النهاية للعميل”.

وعلى مدار سنوات لم يفكر صاحب التسعين عامًا في العمل بوظيفة أخرى أو محاولة الالتحاق بشيء خارج إطار هوايته التي لم يجد نفسه سوى بها، مؤكدًا أن أكثر ما يُدخل السرور إلى قلبه هو إعجاب المارة بخطه ووقوفهم أثناء السير للتحدث إليه والتعرف عليه.

ولكن ثمة شيء يصيبه بالحزن "عندما يُطلب مني أن أكتب إشهار مُتوفى لوضعه على شاهد قبر، ويجلس أحد أقربائه بجانبي ويبدأ في البكاء"، مضيفًا "أهل المتوفى مش بيبطلوا عياط، ودا بيزعلني، لأنه قضاء ربنا".

عاطف دسوقي يكتب لافتة نعي

ويحظى العم عاطف بالكثير من عبارات الثناء والإطراء، ما ينعكس إيجابًا على نفسيته، ويقول “كلهم بيقولوا لي تسلم إيدك، والله ينور عليك”.

search