الجمعة، 20 سبتمبر 2024

02:46 ص

المخترعة الصغيرة.. ملك تبتكر علاجا يقضي على "ألزهايمر"

ملك عبد الرازق خميس

ملك عبد الرازق خميس

إيمان رزق

A A

تطمح ملك عبد الرازق خميس، صاحبة الـ17 عامًا، في ان تكون مخترعة ومبتكرة، فشغفها بالعلم والأبحاث لا يتوقف منذ نعومة أظفارها، تتميز بعبقرية جعلتها تنتمي لصفوف المتفوقين في مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (STEM)، وكان آخر اختراعاتها علاج يقضي على مرض “ألزهايمر” في مده قصيره.

تدرس ملك في الصف الثاني الثانوي بمدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا (STEM) بمحافظة الشرقيه، وتنوي التخصص في "علمي علوم" في الصف الثالث الثانوي، وتسعى لتحقيق حلمها في الحصول على منحة في جامعه اكسفورد.

تقول ملك لـ"تليجراف مصر"، إن المدرسة توّفر لهم كل سبل الاختراع وتحقيق الإنجازات، والقيام بمشاريع كل عام. وقررت أن تعمل على فكرة جديدة لم يتم العمل عليها من قبل، لذا قررت ابتكار علاج لمرض ألزهايمر.

عنوان مشروعها هو استخدام نانو جسيمات البيتا اميلويد المعدله جينيا في علاج ترسبات البلاك العصبيه المؤديه لمرض الزهايمر. الفكرة تعتمد على ترسبات البلاك العصبيه التي تتكون في الدماغ بسبب الكوليسترول وتراكم الترسبات الدهنيه والشحوم والكالسيوم والألياف على جدار الشرايين، والتي تسبب تلف الخلايا العصبيه وموت الخلايا العصبيه وتطور مرض الزهايمر. الحل الذي تقدمه ملك هو استخدام نانو جسيمات ماده البيتا اميلويد المعدله جينيا بتقنيه CRISPR_Cas9 (والبيتا اميلويد هي نفس الماده التي تتكون في الدماغ عند الاصابه بالزهايمر)  . هذه الجسيمات بعد التعديل الجيني تصبح مضادة لترسبات البلاك العصبيه ولبروتين البيتا اميلويد الأصلي، مما يمكنها من تفكيك البيتا اميلويد الذي يعتبر أحد أبرز أعراض الزهايمر. هذه الجسيمات سيتم حقنها مباشرة في الأجزاء المصابة بترسبات البلاك العصبي وتراكمات بروتين البيتا اميلويد.

تقوم فكرة مشروعها على استخدام نانو جسيمات البيتا أميلويد المعدلة جينيا في علاج الألزهايمر، حيث تعتبر هذه الجسيمات جزيئات صغيرة تم تصميمها للتفاعل مع ترسبات البلاك العصبي وتحطيمها أو تقليل حجمها.

تشمل خطوات المشروع، تصميم وتطوير نانو جسيمات البيتا أميلويد المستخدمة في العلاج، وإجراء تجارب واختبارات معملية لتقييم فعالية الجسيمات في تحطيم ترسبات البلاك العصبي وتقليل حجمها.

وتعتبر ملك أن العلاج الذي قامت به فعال وأسرع من طرق العلاج الأخرى، ويمكن أن يكون له تأثير كبير في مجال الطب والعلاج.

ويبدأ مرض ألزهايمر بحسب "ملك"، بتراكم بروتين البيتا أميلويد داخل الدماغ، ما يؤدي إلى تشكيل تجمعات ضارة تسمى “ترسبات البلاك العصبي”.

هدف براءة الاختراع

ويقوم مشروع الطالبة المبتكرة على العديد من الخطوات والتحليلات الأساسية التي يتعين إجراؤها، وأوضحتها ملك، بأنه يجب أولًا تصميم وتطوير نانو جسيمات البيتا أميلويد المعدلة جينيا المستخدمة في العلاج.

وتكون هذه الجسيمات قادرة على التفاعل مع ترسبات البلاك العصبي وتراكمات بروتين البيتا اميلويد وتحطيمها بفعالية، مع الحفاظ على سلامة الأنسجة العصبية السليمة.

وبعد تطوير النانو جسيمات المعدلة جينيا، يتم إجراء تجارب واختبارات معملية لتقييم فعالية الجسيمات في تحطيم ترسبات البلاك العصبي وتراكمات بروتين البيتا اميلويد وتقليل حجمها، وتوفر النتائج الأولية دلائل على قدرة النانو جسيمات على تحسين حالة الدماغ المصاب بمرض ألزهايمر.

علاج الزهايمر في مده قصيره

وتؤكد المخترعة الصغيرة، أن الأدوية المعتادة في علاج الزهايمر، لم تتمكن من إصلاح الأعصاب التالفة في الدماغ بشكل كامل، لأنها تفقد فاعليتها حتى تصل إلى الدماغ، ولكن هذه النانو جسيمات يتم حقنها مباشرة عند الجزء المصاب بالتلف.

وترى ملك أن هذا العلاج سيكون فعالًا وأسرع من طرق العلاج الأخرى، ومن المتوقع أن تتراوح مدة العلاج بين شهرين و70 يومًا، حتى تعود الذاكرة للمصاب بنسبة تصل لـ75%.

وبعد التأكد من فاعلية النانو جسيمات في التجارب المعملية، يمكن الانتقال إلى المرحلة التالية وهي التجارب على الحيوانات المختبرية، ويتم استخدام نماذج حيوانية لتقييم تأثير النانو جسيمات في أداء الدماع وتحسين الذاكرة والوظائف العصبية.

وفي المرحلة الأخيرة من المشروع، يتم تطبيق النانو جسيمات على المرضى المصابين بمرض ألزهايمر في تجارب سريرية، ويتم مراقبة تأثير الجسيمات على تحسين الأعراض المرتبطة بالزهايمر، مثل تحسين الذاكرة والوظائف العقلية وتباطؤ تقدم المرض. وتتضمن هذه المرحلة متابعة دقيقة للمرضى وتقييم نتائج العلاج باستخدام النانو جسيمات.

تحسين حالة المرضى

وأكدت ملك، أن هذا العلاج قد يمثل تطورًا هامًا في العلاجات المتاحة لمرضى الألزهايمر على المدى الطويل، كما قد تؤدي براءة الاختراع إلى تحسين نوعية الحياة للأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر، وتقديم أمل جديد في علاج هذا المرض المدمر، ويمكن أن يساهم في العمل الذي نقوم به في فهم أسباب المرض وتطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية للحد من تأثيراته السلبية على المجتمع.

وأوضحت لـ"تليجراف مصر"، أنه سيتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع فرق بحثية متخصصة وفقًا للإرشادات العلمية والأخلاقية المعترف بها في مجال البحث الطبي، وسيتم تطوير النانو جسيمات واختبارها التجارب المعملية والتجارب على الحيوانات والتجارب السريرية قبل أن يتم اعتمادها كعلاج معترف به، لافتة إلى أنها لم تدخل ببراءة الاختراع لعلاج مرض ألزهايمر أي مسابقات حتى الآن، ولكنها تريد المشاركة به العام القادم.

search