الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:07 م

"سادات قريش".. حكاية أول مسجد بُني في مصر

مسجد سادات قريش

مسجد سادات قريش

آلاء مباشر

A A

بمجرد أن تطأ قدماك أرض مدينة بلبيس التابعة لمحافظة الشرقية، تشمّ رائحة التاريخ الذي دُوّن في تلك المنطقة وجعل منها البوابة الشرقية لمصر، إذ أنها تعد معبرًا للوافدين في العصور الأولى، ويوجد بها أول مسجد بُني في مصر والقارة الإفريقية، وهو مسجد سادات قريش.

ودائمًا ما يبحث المسلمون عن تاريخ المساجد حول العالم في شهر رمضان المبارك وتاريخها، لذلك يقدم “تليجراف مصر”، حكاية أول مسجد بني في مصر وأفريقيا وهو سادات قريش.

مسجد سادات قريش

أقيم مسجد سادات قريش، تكريمًا لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في معركتهم التي جرت بمدينة بلبيس قبل أكثر من 1422 عامًا، وذلك بعدما أرسل الأنبا “بنيامين” الذي كان يقيم في بلبيس إلى الصحابي عمرو بن العاص فى الشام، ليستنجد به بعد أن قتل الرومان نحو 36 ألف قبطي في الإسكندرية، حتى ينقذ 10 آلاف قبطي موجودين في مدينة بلبيس.

سبب تسمية مسجد سادات قريش بهذا الاسم

وعلى الفور، استجاب عمرو بن العاص، وسار بجيشه من رفح ثم العريش والقنطرة والصالحية والقصاصين، ثم اجتاز تلال وادي الطميلات فأصبح على مشارف مدينة بلبيس، ودارت المعارك بالمدينة بين الجيشين المسلم والروماني، وانتهت بهزيمة ساحقة للرومان، واستقرت القبائل العربية فى بلبيس، وأقاموا في المكان الذي استشهد فيه سادات قريش، وسمي مسجد “سادات قريش”.

تاريخ مسجد سادات قريش

ويحتل المسجد المركز الخامس عشر للمساجد الأشهر على مستوى العالم، وقد خضع للترميم في عهد الخليفة المأمون، بالعصر العباسي.

أقيم تخليدًا لذكرى جيش المسلمين الذي شهد فتح مصر، والذي شُيد بشكل بسيط وبدائي على غرار مسجد الرسول بالمدينة المنورة الذي بني بالطوب اللبن، وأقيم فيه جهة القبلة صفان من جذوع النخل بدلًا من الأعمدة وسقف فوقها بالسعف والطين.

ويُحتمل أن يكون قد بُني على نهج مسجدي البصرة الذي أنشئ سنة 16هجرية، ومسجد الكوفة الذي تم إنشاؤه سنة 18 هجرية، وهما عبارة عن مساحة بسيطة من الأرض لا تعدو 50×30 ذراعًا، اختط حولها خندق لعزلهما عن الأرض المحيطة بهما، ويضمن لهما الطهارة المطلوبة، وبناء على ذلك يكون مسجد السادات ببلبيس أول مسجد أقيم في مصر الإسلامية، وأنه أسبق من حيث التاريخ من مسجدي الرحمة بالإسكندرية وعمرو بالفسطاط.

وبطبيعة الحال، استمرت يد التجديد والتعمير للمسجد خلال العصور، وآخر هذه العمائر ترجع إلى العصر العثماني فقد أعاد بناءه الأمير مصطفى الكاشف عام 1002هـ، وسجل تجديداته على المئذنة، وذلك حسب ما ذكر كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون".

search