السبت، 23 نوفمبر 2024

05:16 ص

"أنا أجزي به".. لماذا أخفى الله ثواب الصائم؟

الصوم - تعبيرية

الصوم - تعبيرية

فادية البمبي

A A

مع دخول شهر رمضان المبارك، يتساءل الكثيرون لماذا الصوم عبادة لا يعرف ثوابها إلا الله؟، وأجاب على هذا مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، من خلال الموقع الرسمي لدار الإفتاء.

وأوضح فضيلة المفتي، أن الله تعالى اختص الصوم بإضافته إلى نفسه دون غيره من سائر العبادات لوجوه كثيرة، منها؛ أن الصيام لا يدخل فيه الرياء، بل هو سِرٌّ بين العبد وربه، وأنه لم يُعبد به غير الله، وأنه مما لا يقتص به يوم القيامة في مظالم العباد، وأن الله تعالى هو المتفرد بعِلْم ثوابه، ومضاعفة الأجر عليه، وأنه تقرب إلى الله بما يوافق صفته، فناسب إضافته إليه، وكلها محتملة لا منافاة بينها.

وأضاف شوقي علام، أن الصيام من أحب العبادات لله تعالى، وأجَلِّ ما يتقرب به العبد لربه، وأن الله أعدَّ للصائمين الثواب الجزيل والأجر العظيم، ثم يضاعف ذلك أضعافًا كثيرة لا يحصيها إلا هو سبحانه وتعالى.

شروط وجوب الصيام

والصيام ركنٌ من أركان الإسلام، وفريضةٌ من فرائضه، فرضها الله سبحانه وتعالى على كلِّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ، فقال جلَّ شأنه “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” البقرة الآية 183.

وجوه اختصاص الله تعالى بالصيام 

وتعددت نصوص الفقهاء واختلفت عباراتهم في بيان وجه اختصاص الله تعالى بالصيام وحده دون سائر العبادات، ومما ذكروه في بيان وجوه هذا الاختصاص ما يلي:

لَيْسَ فِي الصِّيَامِ رِيَاءٌ

أن الصيام لا يدخل فيه الرياء، ولا يقع بالحركات والسكنات، وإنما هو سِرٌّ بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره، فهو من التروك الخفية التي لا يطلع على حقيقة نية العبد فيها وصومه إلَّا الله عزَّ وجلَّ.

فَقَد وَرَدَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “لَيْسَ فِي الصِّيَامِ رِيَاءٌ” أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان".

وقال الإمام النووي “اختلف العلماء في معناه مع كون جميع الطاعات لله تعالى.. وقيل؛ لأن الصومَ بعيدٌ من الرياء لخفائه، بخلاف الصلاة، والحج، والصدقة، وغيرها من العبادات الظاهرة”.

والصيام هو العبادة الوحيدة التي لا تنصرف لغير الله، فلم يُعبَد بها غيرُه، وسبب إضافته إلى الله تعالى أنه لم يُعبَد أحدٌ غيرَ الله تعالى به، فلم يعظم الكفارُ في عصر من الأعصار معبودًا لهم بالصيام، وإن كانوا يعظمونه بصورة الصلاة، والسجود، والصدقة، والذكر، وغير ذلك.

وفي الصيام الكفُّ عن شهوتي البطن والفرج، والاستغناء عن ذلك من صفات الذات الإلهية، فلما تقرَّب الصائمُ إلى الله بما يوافق صفته جلَّ شأنه ناسب ذلك إضافته سبحانه الصيام إلى نفسه.

يستثنى من سائر العبادات في المقاصة يوم القيامة 

وقال الحافظ ابن حجر إن جميع العبادات تُوَفَّى منها مظالم العباد إلا الصيام، روى ذلك البيهقي من طريق إسحاق بن أيوب بن حسان الواسطي عن أبيه عن ابن عيينة قال: "إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من عمله حتى لا يبقى له إلا الصوم، فيتحمل الله ما بقي عليه من المظالم ويدخله بالصوم الجنة".

search