السبت، 05 أكتوبر 2024

06:16 م

مصريّ و"إيرانيّة" يتنازعان على هوية وقومية وعقيدة ابنتهما "ملك" (خاص)

القنصلية المصرية بالكويت

القنصلية المصرية بالكويت

آلاء مباشر

A A

صيدلي مصري، يدعى محمد عزت، شأنه شأن الكثير من المصريين، عزم على خطوة السفر إلى الكويت في عام 2009، ليبحث عن قوت يومه ويحسّن دخله بالعمل في شركة أدوية، ليتمكن من العمل بعدها في الإمارات عام 2017، ويشاء القدر أن يلتقي سيدة كويتية تدعى “مهشيد جمشيد” وتزوجها في عام 2019.

في 2020، أخبرته زوجته بحملها الأول، الذي استمر لمدة شهرين ثم حدث الإجهاض، بسبب عدم ثبات واستقرار حالة الجنين، ولكنه رضا بقضاء الله، ليعوضهما بحمل آخر في فترة كانت تزداد بينهم المشاكل والخلافات بشكل كبير، الأمر الذي لم يستمر طويلا لتخبره مرة أخرى بأنها أجهضت بسبب حالة الحزن والقلق التي عانت منها.

وشاء القدر أن يحدث حمل جديد للمرة الثالثة، ولكن طلبت منه “مهشيد جمشيد” مجددا أن تحجز تذكرة طيران لقطر لتصل من خلالها إلى إيران وتخضع لعملية إجهاض جديدة في إيران، ولكنه رفض بشدة وتمسّك بالحمل، حتى يكتشف الحقيقة والغموض الذي يدور حول زوجته.

أم تفجر قلب الجنين في رحمها

“عاوز ألحق بنتي من شرها”، بهذه الكلمات بدأ الطبيب الصيدلي يروي قصته التي وصفها بالمأساوية لـ"تليجراف مصر"، وعاشها لأكثر من عامين ونصف، وراحت فيها أرواح اثنين من أطفاله قبل أن تنفتح أعينهما على الدنيا، بحسب روايته.

يستنجد “عزت” بالمسؤولين لنجاة ابنته الثالثة التي شاء القدر أن تعيش مع أمها ولا يعرف مصيرها حتى الآن، وتقدم باستغاثة إلى قنصلية مصر بالكويت لنجدة ابنته وعدم تمكين الأم من استخراج جواز سفر مصري لابنته.

إيرانية شيعية

واستطرد أنه وجد تقارير طبية قديمة تفيد بقصدها وتعمدها للإجهاض في المرتين السابقتين، وعلى الفور تقدم بشكوى ضدها في المباحث الكويتية لعمل قضية جناية بالإجهاض، معقبًا: “محاميتها الخاصة (نيفين معرفي) من قبائل الشيعة تانية، كلموني ابتّزوني.. واكتشفت أنها إيرانية وشيعية”.

بدموع منهمرة وصوت متقطع يصاحبه الألم، أكد محمد عزت أن التقارير الطبية أثبتت أن الأم استخدمت حقنا من مستشفى الصحة، تعمل على تفجير قلب الجنين، وهذا يستخدم في حالة عرض طبي خطير، ولكن التحاليل أثبت أن حالة الأم بصحة جيدة، وعلى الرغم من ذلك استخدمت تلك الحقن لتفجير قلب الجنين.

وواصل “المحامية كلمتني اتهمتني أني اعتديت عليها وأجهضتها.. وهددتني أنها هتحرك ناحيتي قضية أو دفع 20 ألف دينار.. عندهم ثقافة غريبة في الكويت".

“مش عاوزة أطفال وخدها وربيها”

واستكمل: “اتهموني بقضية جنحة.. روحت حركت قضية الإجهاض وثبتت عليها..  قضية الإجهاض.. وبدأت أتواصل معاها على الواتساب عشان تحافظ على الجنين التالت.. قالتلي أنا مش عاوزة أطفال وخدها وربيها ومتعرفهاش بيا ومش عاوزاها.. وعندما ولدت البنت مكنتش عاوزة تبصّ في وشها، البنت كان عندها 28 يوم ومرضعتش بشكل طبيعي”.

ازدواج جنسية

في 20 أغسطس 2021، أشار إلى أنه وجد جواز سفر إيراني تم تجديده في 2020 من السفارة الإيرانية دون إقامة في دولة الكويت، الأمر الذي جعله يهددها بقضية ازدواج جنسية،معقبًا: “ودي مصيبة في القانون الكويتي”.

وتابع “واجهتها بالكلام.. قالتلي تعالى خد بنتك وأول ما روحت لقيتها بتقولي خدها مش عاوز أشوفها.. ولكن في اليوم التالي رجعتلها البنت عشان متقدمش فيا محضر في الشرطة”.

زواج للمتعة وقتل الأجنة

“اتجوزتني للعلاقة الحميمة فقط”، يسرد الطبيب الصيدلي كواليس ما حدث داخل الجلسة المغلقة في محكمة الأسرة في الكويت، التي لجأ إليها لإسقاط حضانة الأم عن طفلتها: “اتكلمت مع القاضي بكل صراحة.. قلتله هي لما كانت حامل في البنت اكتشفت أمور أخلاقية تتعلق بالعلاقة الحميمة وأنها شيعية.. وهي اتجوزتني عشان العلاقة الحميمة، ومش عاوزة تكون أسرة.. وبدأت تشككني في بنتي وأنها من صلبي.. وتقولي دي مش بنتك أنت.. وعندي إثباتات أنها مش عندها رغبة للأمومة وعندها عنصرية ضد المصريين وبيكرهونا".

حكم المحكمة

وأضاف أن القاضي تعاطف معه وأصدر قرارا بحضانة الطفلة للأب، واصفًا الأم بأنها غير مسؤولة، وأجهضت جنينين من قبل، ولا يوجد لديها نزعة للأمومة أو الحياة الزوجية، ولديها انحلال أخلاقي، بالإضافة إلى أن التحريات أثبتت محاولتها في الانتحار عام 2016، وتم حجزها في مستشفى “مبارك” نحو 3 أيام، للتخلص من السموم التي دخلت جسدها، وتم تحويلها لمستشفى الطب النفسي لأنها تعاني من أمور شديدة الخطورة للانتحار.

خصم لم يكن في الحسبان

وتقدمت محامية الخصم باستئناف تمكنت من خلاله إعطاء الأم الحضانة مرة أخرى، متعجبًا: “الاستئناف بيقول مش معنى إنها أجهضت طفل مات.. أن يأثم على أمانتها وصفتها كأم.. في حين أن الطفلة لم يظهر عليها ملامح عنف”.

“حرب مذاهب”، ظهر خصم آخر في قضية الحضانة، وهو الزوج الأول الذي طلقها قبل سنوات من زواجها بالطبيب الصيدلي، إذ أنه كان شاهدًا في القضية وأدلى بشهادته ضد الدكتور محمد عزت.

“حابسني في الكويت وضيعوا شقى عمري”

ولفت إلى أن القاضي قطع أمله الأخير، بحكمه “عقيدة المحكمة لا تطمئن إلى أقوال الشهود التابعين إلى الأب”، ليستكمل حديثه المتقطع والذي يتخلله أخذ نفسه بصعوبة “عادت الحضانة للأم.. والقاضي حطّ عليا نفقة للبنت بأثر رجعي.. فأصبح عليّا مبالغ متراكمة من سنة ونص ولازم أنفذها في المحكمة.. ومنعوا سفري وسايبني محبوس هنا في الكويت.. تعب العشر سنين راحوا على النفقة 500 دينار كويتي في الشهر.. من أول 21 يوليو 2021.. وتجرعت مرارة الديون.. مشفتش بنتي من سنتين وأربع شهور”.

مناشدة السفارة المصرية بالكويت

وتقدم الدكتور محمد عزت، بطلب إلى السفارة المصرية في الكويت، وجاءت كالتالي: أتقدم بطلبي هذا والذي أحافظ فيه جاهدًا على هوية ابنتي وقوميتها المصرية، ومدافعا عن عقيدتها الدينية الصحيحة ونشأتها الإسلامية السليمة، وأناشد سلطتكم الموقرة وعقيدتكم، حماية ابنتي وقبول طلبي بعدم تمكين طليقتي السالف ذكرها من استخراج جواز سفر مصري لابنتي ملك محمد عزت".

search