الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:44 ص

أبو الحجاج.. العابد الذي خدع ابنة القيصر فأحبته وأسلمت على يده

مسجد سيدي أبو الحجاج الأقصري

مسجد سيدي أبو الحجاج الأقصري

نشوى مصطفى

A A

هو أحد العارفين بالله وأوليائه الصالحين، بل هو شخص حاز مكانة عظيمة في مصر الفرعونية.. هكذا تختلف الآراء حول "أبو الحجاج الأقصري"، صاحب المسجد والمقام الأشهر في الأقصر، الذي يقام باسمه "المولد" الأكثر ازدحاما في المحافظة الجنوبية.

 

معبد وكنيسة

كبير الأثريين في وزارة الآثار، مجدي شاكر، قال إن مسجد "سيدي أبي الحجاج" ملتقى ثلاث حضارات متعاقبة: فرعونيّة وقبطيّة وإسلاميّة، يجتمعون في مكان واحد، لنجد المعبد والكنيسة والجامع. مضيفا: هذا المزيج لن تجده إلا نادرًا.

يكمل شاكر قائلا: وأنت واقف تصلي، ترى أمامك المحراب منحوتا فى أحد أعمدة معبد الأقصر، إذا رفعت رأسك قليلا لتقول "سمع الله لمن حمده"، ستجد فوق الأعمدة أعتابا منقوشا عليها رموز مصرية قديمة من عهد الملك رمسيس الثاني، وعندما تجلس ترى بجوارك قبر السيدة تريزا، بجوار مقام أبي الحجاج.

راهبة قبطية

تريزا، حسبما يسرد شاكر، راهبة قبطيّة كانت تعمل في كنيسة مقامة على أطلال المعبد، وكانت تساعد أبا الحجاج في الإنفاق على طلاّب العلم ورعايتهم، فأمر أن تدفن بجواره بعد وفاتها إكراماً لها ولجهدها، وهذا هو السر في وجود الضريح داخل الجامع.

تذكر كتب التاريخ عن تريزا إنها راهبة رومانية، كانت ذات نفوذ كبير فى الأقصر وتسيطر على المدينة، وتعرف بقلب "بنت القيصر"، وهناك أساطير قالت بإسلامها يد أبي الحجاج، يكمل شاكر، ومنها ما ادعى أنها أحبته، وأسلمت من أجل أن تتزوجه، لكنها لم تتزوجه، فظلت مسلمة لليوم الأخير في حياتها.

جلد بعير

أسطورة أخرى متعلقة بحياة أبي الحجاج، تأسر قلوب أهل الأقصر، ويتداولونها بإعجاب واحترام وثقة، وهي التي تجعلهم يقيمون له احتفالا سنويا، وهي أن الشيخ الجليل عندما قدم إلى الأقصر طلب من أميرة المدينة تريزا "بنت القيصر" أو "تريزا بنت القمص" مقدار جلد بعير من الأرض يتعبد فيه، فاستجابت لطلبه فى وثيقة مكتوبة، وفى الليل، تمكن بكراماته أن يجعل جلد البعير يتسع، حتى ربط طرفه بأحد أعمدة معبد الأقصر وأحاط به المدينة كلها، فصارت المدينة كلها ملكًا له بموجب الوثيقة، لتعجب الراهبة بذكائه، ثم أعلنت إسلامها وتزوجت منه.

مدينة الأقصر

يحكي شاكر أن ابنة القيصر كانت أميرة رومانية تحكم الأقصر، ورفضت إقامة أبي الحجاج في بادئ الأمر في مدينتها، وتعنتت معه بشكل شديد، لكن سرعان ما أُعجبت به وزهده، وطلبت الزواج منه، واعتنقت الإسلام، ولا يزال قبرها معروفا باسم "الست تريزا"، يزورها الآلاف، ويقرأون لروحها الفاتحة.

مولده

ولد أبو الحجاج الأقصري في اوائل القرن السادس الهجري ببغداد في عهد الخليفة العباسي وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية وينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

أشرف أبو الحجاج على الديون في عهد صلاح الدين الأيوبي، ثم تفرغ للعلم والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية، وتتلمذ على احد أعلام الصوفية، ومنها إلى الأقصر حيث استقر بها حتى وفاته عام 642.

ومن أقوال الأقصري: من رأيتموه يطلب الطريقَ فدلُّوه علينا، فإن كان صادقًا فعلينا وصولُه، وإن كان غافلًا طردناه وأبعدناه؛ لئلا يتلف علينا المُريدين، فإنه ما يصلُ إلى المحبوب من هو بغيره محجوب.

search