الأربعاء، 04 ديسمبر 2024

10:42 ص

ملك الكريبتو يخرّب "بيته الورقي".. أكبر عملية احتيال في تاريخ أمريكا

سام بنكمان فرايد

سام بنكمان فرايد

ولاء عدلان

A A

“كانت حياته في السنوات الأخيرة مليئة بالجشع والمقامرة بأموال الآخرين”.. بهذه الكلمات طالب ممثلو الادعاء في قضية انهيار بورصة "أف تي إكس" للعملات المشفرة بعقوبة السجن لمؤسسها الملياردير السابق سام بانكمان فرايد لمدة تصل إلى 50 عاما. 
وأدانت محكمة مانهاتن الفيدرالية، أمس الجمعة، سام بانكمان فرايد، الذي كان في بداية العام 2022 ضمن قائمة فوربس للمليارديرات، وكان يوصف بملك العملات المشفرة “الكريبتو”.

ووجهت له سبع تهم احتيال إلكتروني وتآمر وتبيض أموال، من بينها سرقة 8 مليارات دولار من عملاء “أف تي إكس”، وحال ثبات جميع التهم على فرايد سيكون مهددا بالسجن لمدة تصل إلى 110 أعوام، كما تسعى هيئة الادعاء لتغريمه مبلغ لا يقل عن 11 مليار دولار. 

بداية الصعود

ويقول الادّعاء في القضية، إن سام بانكمان فرايد أظهر عدم احترام صارخ لسيادة القانون، كما أنه مسؤول عما يمكن اعتباره أكبر عملية احتيال في تاريخ الولايات المتحدة خلال العقد الماضي.

في وقت سابق قال رئيس هيئة البورصات الأمريكية، جاري جينسلر، إن بانكمان قام ببناء بيت من ورق على أساس من الخداع، بينما أخبر المستثمرين أنه أحد أكثر المباني أمانًا في مجال العملات المشفرة"، وفق تقرير لصحيفة “الجارديان” البريطانية بتاريخ 16 مارس الحالي. 
سام بنكمان فرايد المولود في كاليفورنيا عام 1992، لوالدين أساتذة قانون في جامعة ستانفورد، درس الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وعقب تخرجه بدأ مسيرته المهنية بشركة "جين ستريت" للتداول، وفي العام 2017، شارك بانكمان فرايد في تأسيس صندوق للتحوط خاص بالعملات المشفرة تحت اسم Alameda Research، وفي 2019 أطلق في هونج كونج بالتعاون مع زميل دراسته جاري وانج بورصة "أف تي إكس" للعملات المشفرة. 
روّج بنكمان لبورصته على أنها أداة لإدارة المخاطر في عالم تداول العملات المشفرة، وكانت "أف تي إكس" تعمل كما لو كانت بنكا لحفظ أموال المتعاملين على العملات المشفرة، وفي غضون أعوام قليلة تعززت مكانة إمبراطورية بانكمان لتضم نحو 100 شركة تحت عباءتها، فيما وصلت القيمة السوقية لـ“إف تي إكس” وحدها مطلع 2022 إلى 32 مليار دولار، لينضم بانكمان لقائمة فوربس قبل أن يغادرها في نوفمبر 2022 مع انهيار إمبراطوريته. 

سام بنكمان وإلى جواره الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون ووزير خارجية بريطانيا السابق توني بلير

قصة السقوط

في مطلع 2022 بدأت عدة تقارير إعلامية تتحدث عن إساءة استخدام (أف تي إكس) لأموال العملاء، ووقتها بدأت البورصة الشهيرة الانهيار مع عمليات سحب بمليارات الدولارات أجراها العملاء المذعورون، الأمر الذي دفع بنكمان للتقدم بطلب إفلاس في نوفمبر من العام نفسه بعد أن خسر نحو 94% من ثروته.

وقتها قالت هيئة البورصات الأمريكية إن بنكمان تعمد تحويل أصول وأموال عملاء "أف تي إكس" إلى شركة Alameda بصورة غير مشروعة ومع إخفاء الصلة بين الشركتين رغم امتلاكه لأغلبية الأسهم في ألاميدا. 
وتضمنت لائحة الاتهامات استغلال أموال العملاء لأغراض شخصية منها مشتريات عقارية فاخرة ودفع تبرعات سياسية ضخمة، وفي نهاية 2022 أدانت المحكمة بنكمان بسبع تهم احتيال ووقتها كان هاربا في جزر البهاما قبل أن يتم القبض عليه في يناير 2023. 
 

كان سقوط "أف تي إكس" وملك الكريبتو بمثابة زلزال في سوق العملات المشفرة أدى إلى فقدان البيتكوين، أكبر عملة مشفرة عالميا من حيث القيمة السوقية، أكثر من 20% خلال نوفمبر 2022، ووقتها ارتفعت حالة عدم اليقين في سوق التشفير وتكررت مأساة “أف تي إكس” كون الأخيرة كانت نموذجا للعديد من العاملين في القطاع، كما أنها كانت تملك عملة مشفرة خاصة بها تحت رمز "FTT" التي انهارت أيضا مع أفول نجم بانكمان. 


بانكمان أصرّ في شهادته أمام هيئة المحكمة على أنه لم يكن على علم بما يحدث في شركته، وذهب بعيدا عندما قال إنه اكتشف في وقت متأخر من خريف 2022 أن شركته ألاميدا مدينة لـ"أف تي إكس" بقيمة 8 مليارات دولار، لكنه أقر أنه لم يتخذ إجراء لتصحيح هذا الوضع الشاذ، بينما شهدت الرئيسية التنفيذية لشركة ألاميدا كارولين إليسون ضده في ديسمبر 2022 للحصول على حكم مخفف واعترفت بأنها مذنبة في تهم احتيال وتبيض أموال.
 

يصر محامو الملياردير السابق على أن "أف تي إكس" لا تزال قادرة على إعادة معظم أموال العملاء الذين لم يتمكنوا من سحب أموالها عقب انهيارها، وعددهم يتجاوز المليون شخص، كما يطالب المحامون بعقوبة سجن مخففة لموكلهم بين 5 و6 أعوام فقط اعتمادا على أن ما حدث لم يكن مخططا أو بنية السرقة والاحتيال، وبحسب المعلن من المقرر أن تعقد محكمة مانهاتن جلسة في 28 مارس الحالي لإصدار حكمها على سام بنكمان.

لحظة القبض على سام بنكمان فرايد في جزر البهاما يناير 2023
search