الجمعة، 20 سبتمبر 2024

01:31 ص

غدًا.. ذكرى مرور 1084 عامًا على تأسيس الجامع الأزهر

الجامع الأزهر

الجامع الأزهر

فادية البمبي

A A

يحتفي الأزهر الشريف ظهر غدٍ الأحد، بذكرى مرور 1084 عامًا هجريًّا على تأسيس الجامع الأزهر، والتي توافق السابع من شهر رمضان المعظم من كل عام، بحضور كوكبة من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف.

ويتضمن الاحتفاء مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات على مدار اليوم، يستهدف التعريف بتاريخ الجامع الأزهر، وهيئاته العلمية والتعليمية المختلفة، وأبرز شيوخه وعلمائه، ومواقف الأزهر من قضايا الأمة قديمًا وحديثًا، وأفلام وثائقية عن الأزهر وتاريخه، وفي ختام اليوم ينظم الجامع إفطارًا جماعيًّا للمصلين.

كما يتضمن كلمة لوكيل الأزهر الشريف فضيلة الدكتور محمد الضويني، وعضو هيئة كبار العلماء فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم، و رئيس جامعة الأزهر الدكتور سلامة داوود، و الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد، والأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور عباس شومان، والمشرف على الأروقة الأزهرية الدكتور عبد المنعم فؤاد.
 
وكان المجلس الأعلى للأزهر قد قرر في مايو 2018 برئاسة شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر في السابع من رمضان عام 361 هجريًا؛ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.

تاريخ الجامع الأزهر

وأنشئ الجامع الأزهر على يد جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في 24 جمادى الأولى 359 هجريًا الموافق 4 أبريل 970 ميلاديًا أي بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، حيث افتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361 هجريًا الموافق 21 يونيو 972 ميلاديًا.

وما لبث أن تحول إلى جامعة علمية، وأُطلق عليه اسم الجامع الأزهر؛ نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وزوجة الإمام علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ التي ينتسب إليها الفاطميون على أرجح الأقوال.

تطور الجامع الأزهر عبر العصور

بعد زوال دولة الفاطميين على يد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي في الثالث من محرم 567 هجريًا الموافق 11 سبتمبر1171 ميلاديًا عطَّل صلاة الجمعة في الجامع الأزهر وأنشأ عدة مدارس سُنِيَّة لتنافسه في رسالته العلمية للقضاء على المذهب الشيعي في مصر، واستطاع بهذه الخطوة أن يعيد إلى مصر المذهب السُني بحيوية ونشاط، فانتهت بذلك علاقة الجامع الأزهر بالمذهب الشيعي.  

وقد شهد الجامع الأزهر تحولًا كبيرًا في ظل الحكم المملوكي فأعيدت فيه صلاة الجمعة وتحديدًا في عام 665 هجريًا وسرعان ما اتجه السلاطين المماليك للعودة بالأزهر إلى نشاطه العلمي، وتوجيه هذا النشاط توجيهًا سُنيًا(وفق المذاهب الأربعة).

وقد استأثر الجامع الأزهر في هذا العصر بالزعامة الدينية والعلمية معًا، وأصبح المركز الرئيس للدراسات السُنيَّة في مصر والعالم الإسلامي، لاسيما بعد سقوط بغداد في الشرق، وتصدع الحكم الإسلامي في الأندلس وشمالي أفريقيا، وتركزت آمال المسلمين فيه فقام بمهمته العلمية والدينية التى ألقتها عليه الأقدار خير قيام، وغدا بمثابة الجامعة الإسلامية الكبرى التى يقصدها طلبة العلم من كل فج عميق، وأصبح مقصِدًا لعلماء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها.

وكثُرت العلوم التى كانت تدرس بالجامع الأزهر في ذلك العصر وتنوعت إلى دراسة فروع العلوم العَقَديَّة والشرعية والعربية والعقلية، فضلًا عن دراسة علم التاريخ وتقويم البلدان وغيرها من العلوم، كما تم إنشاء ثلاث مدارس وإلحاقها بالجامع الأزهر وهي؛ (الطيبرسية، الآقبغاوية، الجوهرية)، ورتبت فيها الدروس مما أدى إلى إثراء الحركة العلمية بالجامع الأزهر، إلَّا أن أهم ما يميز الأزهر في العصر المملوكي هو نشأة مساكن للطلبة الوافدين والمصريين فيه عرفت بالأروقة.

search