الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:50 م

ملتقى الأزهر: ما نشاهده في غزة ينبئ بأن العالم "فقد عقله"

د. نظير عياد

د. نظير عياد

فادية البمبي

A A

قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور نظير عياد، إن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى السلم العالمي والأمن الفكري، ‏خصوصًا وأن العالم بشكل عام والمنطقة العربية والإسلامية بشكل خاص تمر بأحداث عظيمة، نشاهد فيها ‏مشاهد مؤلمة تنبئ عن أن العالم فقد صوابه.

أضاف عياد، عقب صلاة التراويح، أثناء عقد "ملتقى الأزهر.. قضايا إسلامية"، الذي ناقش اليوم قضية، "الأزهر والسلام العالمي"، أن الإنسانية -إلا من رحم الله- قد فقدت عقلها ورشدها وأنها ‏في أمس الحاجة إلى من يأخذ بأيديها ليعود بها إلى الصواب، وهنا يأتي الدور لهذه المؤسسة الأزهرية التي ‏جعلت من السلام والسلم عنوانًا لدعوتها ومرسومًا لمنهجها، ولا غرابة في ذلك إذ إن هذه المؤسسة قامت ‏دعوتها منبثقة من دعوة الإسلام العالمية الإنسانية.‏

أكد أن الأزهر أدرك قيمة السلام العالمي بين البشر، وحرص بقيادة شيخه وشيوخ ‏الأزهر عبر العصور على التركيز على هذه القضية المهمة التي ينكشف معها الحق ويزول من خلالها ‏الباطل.

الزمالة الإنسانية

استكمل حديثه، “هنا نذكر بهذه الرسالة التي خطها الإمام الأكبر الشيخ مصطفى المراغي والتي تعرف بالزمالة ‏الإنسانية والتي أكد فيها على ما جاء في الإسلام بأن الإنسان أخ لأخيه الإنسان، يتساوى معه في الحقوق ‏والواجبات، وتتوالى العصور فتأتي هذه الوثيقة التي جاءت من خلال مطالعة دقيقة لمطالعة ما جاء في ‏القرآن وما نقل عن واقع عملي وتطبيق فعلي لمفاهيم الإسلام ومبادئه فكانت (وثيقة الأخوة الإنسانية) التي ‏أكدت على نصرة المظلوم وحرية المعتقد والسلم العالمي والتنوع الثقافي والفكري، ولا غرابة في ذلك فكل ذلك ‏مأخوذ مما جاء عن الله ونقل عن رسول الله ﷺ”.

وقال عميد كلية القرآن الكريم للقراءات وعلومها، الدكتور عبد الفتاح خضر، إن خدمة الأزهر للسلام العالمي يسير في اتجاهين، الأول ‏بروتوكولي وهو ما يأتي في صورة وثيقة الأخوة الإنسانية والوثائق المشابهة وبيت العائلة والهيئات المُنشأ ‏لهذا الغرض، هذه المواثيق عزت عن النظير وقد حظيت باحترام واهتمام عالمي.

منشغل بتأليف الرجال أكثر من تأليف الكتب

أضاف، أن المسار الثاني فهو كما ‏قال بعض العلماء عندما سُئل: لماذا لم تترك من المؤلفات الكثير؟ قال لأني انشغلت بتأليف الرجال عن ‏تأليف الكتب، مضيفًا أن الأزهر من خلال أكثر من مئة جنسية يغترفون من معينه ويتضلعون من شرابه ‏ويرتشفون من رحيقه ويذهبون سفراء إلى بلادهم وقد أخذوا الحقيقة والعلم والسماحة من رحاب الأزهر، ‏فالمسلون وإن كانوا يولون وجوهم شطر قبلتنا في مكة فإن في مصر هنا الأزهر الشريف كعبة العلم التي ‏تمد حتى الكعبة التي نتصل بها بالسادة العلماء، لأننا جميعًا كاليدين تغسل إحداهما الأخرى.‏

search