الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:53 م

عبادة الخفاء.. فوائد قد لا تعرفها يوضحها الأزهر

ملتقي الجامع الأزهر

ملتقي الجامع الأزهر

فادية البمبي

A A

قال الباحث بوحدة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، الدكتور إيهاب إبراهيم، إن الإسلام حثنا على جانب الخفاء، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي”.

وأوضح إبراهيم، أن العبد الذي يحرص على إخفاء حسناته عن الناس يجعل بينه وبين الله عز وجل خبيئة عمل صالح لا يعلمها إلا الله وحده.

وجاءت تلك الكلمات خلال عقد الجامع الأزهر، فعاليات ملتقى الظهر بعنوان “المرء بين الخفاء والرياء”.

فوائد عبادة الخفاء

وأكد الباحث بوحدة العلوم، أن عبادة الخفاء تصلح قلب العبد وتسهل الوصول إلى الخشوع في العبادة، وهي خير معين للمرء على مواجهة أعباء الحياة بما يحدث للإنسان فيها من تحقيق أسمى معاني اليقين بالله عز وجل في كل شيء.

ومن جانبه، بين مدير عام الدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، الشيخ خالد إبراهيم شلتح، أن الله ـ عزّ وجل ـ يوفق أصحاب القلوب التقية النقية الخفية لعبادة الخفاء، مصداقا لقوله تعالى “إنما يخشى الله من عباده العلماء”.

والمقصود بالعلماء في الآية الكريمة من يعرفون الحلال ويعيشون من خلاله ويعرفون الحرام وهم أبعد الناس عنه ويوقنون أنهم سيموتون ويلقون ربهم، وأن الله تعالى سيحاسبهم على النقير والقطمير.

أضاف  الدكتور إيهاب إبراهيم، أن نبينا الكريم قد أوصانا بالخلوة في ذكر الله، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"، ومنهم رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه خشية لله عز وجل، فيجب علينا في خلواتنا أن نستحضر هذه القوة الإلهية لتخشع قلوبنا مع عيوننا خشية لله.

أعمال السر

أوضح الشيخ خالد شلتح، أن أعمال السر منها ما يفتح الباب لنا مع الله عز وجل ومنها ما يحبط الأعمال والعياذ بالله فقد روى الإمام ابن ماجه في سننه عَنْ ثَوْبَانَ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا, قَالَ ثَوْبَانُ: يَارَسُولَ اللهِ! صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا؛ أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا ‌بِمَحَارِمِ ‌اللهِ ‌انْتَهَكُوهَا).

يخبرنا نبينا الكريم عن أناس من أمته، لهم أعمال طيبة وحسنات متكاثرة، وصلوات وصدقات وقربات وأعمال بر صالحات وكثيرات.. وأنهم قد جمعوا من عباداتهم وطاعاتهم أجورا كثيرة، وحسنات بلغت مبلغا عظيما حتى صارت كالجبال من كثرتها، إلا أنهم إذا جاءوا يوم القيامة جعل الله هذه الحسنات هباءً منثورا، ثم بيَّن عليه الصلاة والسلام السبب في حبوط هذه الأعمال أو ذهاب ثوابها وضياع أجورها فقال: كانوا (إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها).

search