الإثنين، 16 سبتمبر 2024

10:26 م

نجوى مصطفى

نجوى مصطفى

A A

حسن شحاته لا الجوهري.. ماذا يدور في عقل حسام حسن؟


كان السؤال من؟، ولم ينتظر هو من ينوب عنه في الإجابة، فقالها بوضوح "أنا"، وكان السؤال هل يصلح؟، فرد ثانية "نعم"، وكان السؤال هل ينجح، فأكمل "الفرصة متاحة"، وكيف تتعامل مع النجوم سألوه، فاستطرد بثقة "الجميع سواسية"، وأخيرًا هل ستقبل النقد؟، فابتسم "طالما في الحدود الفنية".


5 أسئلة حاوطت حسام حسن، المدير الفني لمنتخب مصر، منذ اللحظة الأولى التي تولى فيها المهمة، وعلى عكس كثيرون لم يطبق حسام قاعدة "التمنّع" ولم يُصب بغرور يدفعه لترديد "عُرض علي كثيرًا لكني رفضت"، فالرجل تعامل بصراحة تامة وعبّر عما يريده، وهي رغبة مشروعة ومطلوبة أحيانًا، وإن كانت لحظته مليئة بالتحديات، فأمامه منتخب مُفكك إثر خروج مبكر من بطولة هو سيّدها، وأمامه مباراة هامة خلال أسابيع سيتحدد على إثرها موقفنا من كأس العالم 2026، وفوق ذلك معدل أعمار كبير باستثناءات قليلة، ثم علاقة غير جيدة مع نجم وقائد المنتخب محمد صلاح.


هل اكتفى حسام حسن بتلك التحديات، الإجابة لا، فقائمته الأولى في أول مباراة سيخوضها ضمن دورة ودية، أضافت إليه تحدي آخر بعد اختيار معظم اللاعبين من نادي واحد وهو النادي الأهلي، ورغم كثرة السؤال عن السبب، وكثرة التحليلات، لكن "العميد" اكتفى بالصمت، ما أغلق أمامنا كل الأبواب إلا محاولة واحدة وهي معرفة كيف يفكر حسام حسن، وسنضع المعطيات علّنا نصل إلى نتائج.


حسام حسن أول تلاميذ الجوهري، مقولة معروفة في الوسط الرياضي، فالعميد لعب تحت قيادة "الجنرال" وآمن بفلسفته التي أدت إلى التتويج بكأس الأمم الإفريقية، ورغم أن هذا لم ينكره حسام حسن بل وافتخر به، لكن أولى خطواته كمدير فني تقول إنه يسير على خطى "حسن شحاته" لا الجوهري، وإنه يأمل بتحقيق إنجازات "المعلم".


كلامي ليس من فراغ، فرغم انتماء حسن شحاته لاعبًا وقلبًا إلى نادي الزمالك، لكنه حين شكّل منتخبه كساه باللون الأحمر للدرجة التي دفعته لاستبعاد شيكابالا، وإن كان هذا لظروف كشفها لاحقا وتعلقت بالسلوك، لكن الحقيقة إنه استبعد غيره كثيرون لأسباب غير سلوكية، واكتفى بمعظم نجوم الأهلى، ونظرة واحدة على تشكيل منتخب مصر في سنوات 2006 و2008 و2010 تؤكد ذلك، فباستثناءات قليلة من الإسماعيلي والزمالك ولاعبيّن أو ثلاث محترفين، كانت باقي القائمة كلها تنتمي للقميص الأحمر.


فلسفة حسن شحاته التي لا نستطيع أن نصفها سوى بالناجحة، لم تكن من نبت ابتكاره، بل هي نظرية كروية قديمة وسار عليها منتخبات كثيرة، وباختصار إذا كان لديك فريق متكامل، يتمتع أعضاؤه بالانسجام داخل الملعب، ويحفظون بعضهم البعض، وقادرون على اللعب تحت ضغط، بل وحاصدون للبطولات القارية والعالمية مع فريقهم، إذا كان لديك وجبة جاهزة للطعام فلماذا تلقيها وتُعد طبختك غير المضمونة في أوقات كثيرة.


هذا ما فعله "حسن شحاته" نفسه، حين استعان بالجيل الذي أعدّه المدير الفني الذهبي للنادي الاهلي مانويل جوزيه، فاستعان بـ"وجبته الجاهزة" ومع بعض الإضافات البسيطة كان المنتخب يحصد البطولات كما كان الأهلي يحصد البطولات، وهذا ليس تقليل من دور "المعلم" ففي النهاية "الخلطة" تحتاج إلى من يتابعها، يعرف ماذا ينقصها، والاهم تقديمها كل مرة بشكل مختلف حتى لا تُحفظ فتفقد رونقها، وهذا بالضبط ما برع فيه حسن شحاته.


والآن، يكرر حسام حسن النظرية مرة أخرى، فلديه جيل الأهلي تحت قيادة مدرب تاريخي آخر "مارسيل كولر" الذي أعد خلطته الخاصة التي حصد بسببها البطولات القارية والتصنيف العالمي، وفريق قادر على اقتناص بطولات من أرض الخصم نفسه، ومواجهة أعتى نجوم العالم بثبات لا يتمتع به سوى الكبار، فلماذا يُجهد نفسه بـ"خلطة جديدة" لن يسعفه الوقت لتجهيزها، فـ"العميد" أكثر من يعرف أن فرصه محدودة ووقته ضيق، وهذا في رأي سبب اختياره لأغلبية أهلاوية" بجانب أن المُختارين يتمتعون بالجدارة والثقة بعيدًا عن "لون الفانلة".


أما إعداد جيل جديد للمنافسات المُقبلة، فاعتقد هي الخطوة الثانية لـ"العميد" بل ومن أجلها أراد أن يؤمّن نفسه أولًا حتى تثبت أقدامه قبل أي تغيير أو تعديل، لكن السؤال، هل سيتمتع حسام حسن بِحس حسن شحاته فيعرف ماذا ينقص الخلطة وكيف يقدمها بشكل مختلف وكيف تبدوا طازجة في كل مرة، أم سيتركها هكذا يحفظها الجميع ويفسدها ثم يعود ويقول ماذا أفعل إذا كان هؤلاء النجوم لم يفعلوا شئ؟، اعتقد هذا هو التحدي الأكبر الذي سنراه قريبًا.

search