الأحد، 07 يوليو 2024

03:02 ص

ذكرى عودة طابا.. كيف استردت مصر آخر شبر من أرضها في سيناء؟

رفع علم مصر بمنطقة طابا

رفع علم مصر بمنطقة طابا

إيمان رزق

A A
سفاح التجمع

35 عاما مروا على ذكرى عودة طابا إلى السيادة المصرية، واستردات مصر آخر شبر من أراضيها في سيناء من إسرائيل، بعد 7 سنوات من النزاع القانوني الشاق في المحاكم الدولية، حتى صدر حكم المحكمة الدولية التاريخي يوم 29 سبتمبر 1988 لصالح مصر بأحقيتها في طابا.

الحكم الدولي التاريخي للمحكمة الدولية بأحقية مصر في طابا، لم يكن كافيا لاسترداد آخر قطعة أرض مصرية من المحتل، إذ تم عقد جولات أخرى من الاجتماعات لتنفيذ الحكم الدولي بتسليم طابا بمنشآتها إلى مصر، لتسدل الستار بتسليم طابا في 15 مارس 1989، وتم رفع العلم المصري عليها يوم 19 مارس من نفس العام.

معركة الصبر والنصر

وقال عضو الوفد المصري في مفاوضات استرداد طابا، الدكتور مفيد شهاب، إن استعادة أرض طابا انتصارا حقيقيا قانونيا دوليا، جاء تتويجا للانتصار العسكري الذي حققته مصر في أكتوبر 73، بعد انتصار سياسي من خلال مفاوضات شاقة لحصول مصر على أراضيها.

وأوضح "شهاب" في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، أن مصر استردت طابا وأثبتت أحقيتها، بمعركة صبر وحكمة وليست بحرب، وخاضت مفاوضات كثيرة ولكنها كللت بعودة آخر جزء للأراضي المصرية من المحتل الإسرائيلي.

مفاوضات عودة طابا

وسرد الدكتور مفيد شهاب، تفاصيل مفاوضات عودة طابا، التي بدأت بمراوغة إسرائيل والمماطلة قبل قرار المحكمة الدولية، لتسدل الستار بقرار المحكمة الدولية بأن طابا أرض مصرية.

اجتمع الرئيس الراحل حسني مبارك، بأفراد اللجنة قبل اللجوء للتحكيم الدولي، لحرصه على التأكد أولا أن طابا أرض مصرية، وأكد "شهاب" أنه أعطى اللجنة مهلة للبحث، حتى حصل على الإجابة النهائية بأنها مصرية 100%؜، وقتها قال للجنة "سنخوض المعركة بشجاعة، وسنكافح بكل الطرق لعودة أرضنا".

عروض إسرائيل قوبلت بالرفض

وأكد الدكتور مفيد شهاب، لـ"تليجراف مصر"، أن إسرائيل كانت تعرف أن موقفها ضعيف أثناء التحكيم، وعرضت تسويات ودية وسطية، بأن تكون الأرض بإدارة مشتركة نصفها لمصر والنصف الآخر لإسرائيل، ولكن مبارك رفض تماما، مؤكدا أن الأمر يتعلق بأرض وتراب الوطن.

وفي يوم 29 من سبتمبر عام 1988، الساعة الثانية ظهرا، أصدرت هيئة التحكيم الدولية، حكمها التاريخي بجلستها العلنية التي عقدت في قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف في حضور وكيلي الحكومة المصرية والإسرائيلية، وأعضاء هيئة الدفاع للجانبين، وهو عودة طابا لأحضان مصر، وسط فرحة كبيرة للأعضاء المصريين، وتظهر علامات الخيبة والحسرة على الإسرائيليين.

لحظة تحرير طابا

لحظة نطق المحكمة بتحرير أرض طابا، كانت مليئة بالمشاعر المتعددة، بحسب "شهاب"، الذي أكد أن الجميع عاش فرحة الانتصار الحقيقي، فبروح المصري وإرادته القوية تم الانتصار على المحتل واستعادة كل شبر من أرض مصر، والفرحة اكتملت بعد رفع العلم المصري يوم 19 مارس 1989،

وأوضح عضو الوفد المصري في مفاوضات استرداد طابا، أن اتفاقية التحكيم الدولي تنص على تقديم المستندات الأصلية لهيئة المحكمة، كالخرائط الأصلية، وطلبت إسرائيل بإحدى جلسات المحكمة عرض فيديو صوت وصورة، ولكن الجانب المصري رفض خوفا أن يكون هناك تلاعب من الجانب الإسرائيلي.

فبركة الحقائق

ولكن وافق الدكتور يوسف أبو الحجاج، عضو هيئة الدفاع المصري على عرض الفيديو، وذلك قبل أن يتم تقديم مذكرة بالرفض رسميا، وبعد الإطلاع عليه تم اكتشاف أنه فيديو "مفبرك" وبه العديد من الأخطاء التي تدين المحتل، وعرض وجهة نظره للمحكمة وتعليقاته على الأخطاء الموجودة وبالفعل اقتنعت المحكمة وأشادت بـ"أبو الحجاج".

وبعد إصدار الحكم من المحكمة الدولية، بعودة طابا لمصر، أكد الدكتور مفيد شهاب، أن عضوا بالوفد الإسرائيلي، اعترض على الحكم ورأى أنه مخالف للقانون الدولي، ولكن القاضي رد عليه فورا بأن الحكم صادر بأغلبية 4 أعضاء مقابل واحد فقط ،وهي "إسرائيل"، لذا هو حكم نهائي واجب التنفيذ.

طابا تنبض بالحياة

وأكد عضو الوفد المصري في مفاوضات استرداد طابا، أن الوضع في طابا من 35 عاما، عكس ما هي عليه الآن، حيث أصبحت مدينة مزدهرة مليئة بالحياة وجاذبة للسياحة بها الكثير من الخدمات المتنوعة، فتنبض الآن بالحياة.

وأوضح الدكتور مفيد شهاب، أنه قام بزيارة طابا لأول مرة وقتها، التى بها العلامة الحدودية رقم 91، وكانت المنطقة خالية ليس بها أي مظاهر للحياة غير بعض الأشياء البدائية البسيطة والمهجورة، وبعض الخيام يتمركز فيها بعض الجنود الإسرائليين، على الرغم من أن موقع طابا يميزها حيث تطل من أعلى فوق تبة عالية على خليج العقبة.

search