الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:54 ص

من الطب للفن.. رحلة يحيى الفخراني صانع البهجة وملك الدراما

يحيى الفخراني

يحيى الفخراني

داليا أشرف

A A

رغم سجله الفني الحافل بالأعمال القيّمة المتنوعة ما بين سينما ودراما، إلا أنك لن تجد شخصية واحدة مكررة لمعشوق الدراما الفنان يحيى الفخراني، فهو من رواد مدرسة البحث عن النص الفارق، الذي يترك بصمة في وجدان محبيه وتظل ملتصقة بذاكرتهم طوال العمر.

الفنان يحيى الفخراني

الفنان يحيى الفخراني

بعد غياب عامين، عاد الفخراني من جديد بـ "عتبات البهجة"، حيث كان آخر أعماله مسلسل "نجيب زاهي زركش"، والذي عُرض في السباق الرمضاني 2021، فهذا العام لم يشهد عودته فحسب، بل تعاونه كذلك مع المخرج مجدي أبو عميرة بعد 16 عاما من آخر عمل جمعهما سويا، وهو مسلسل “يتربى في عزو” عام 2007، والذي حقق نجاحًا ساحقًا وقتها، واشتهر بعبارة "حمادة يا جامد".

من كواليس مسلسل “يتربى في عزو”

أما عن نجاح الثنائي معًا في عام 2002، فتمثل في المسلسل العملاق "جحا المصري" والذي جمع عددا كبيرا من فناني الوسط، وقررا هذا العام أن يلتقيا في مسلسل “عتبات البهجة”، المأخوذ عن رواية الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد.

عتبات البهجة

تدور أحداث عتبات البهجة، مع بهجت الرجل المسن الذي يمر بأزمة الوجود العميقة، التي تجعله دائمًا يفكر في معنى الحياة والسعادة وأيضًا البهجة، ويطرح العديد من الأسئلة حول سر مصير الإنسان، ولماذا دائمًا يشعر بأنه خاوٍ وضائع رغم وجود من حوله.

أعمال الفخراني دائمًا ما تحمل معنى النبل وتحترم عقلية المشاهد، بل وكل أسرة يدخل بيتها عبر الشاشة الصغيرة، تجده أبًا حنونًا وصديقًا مخلصًا ووفيًا حتى أنه كوميدي بارع، وحينما اُختير في “ونوس”، كان الشيطان الذي أحببناه.

عباس الأبيض في اليوم الأسود

“أصل وأنا ماشي في العراق لقيت جثة”.. عبارة شهيرة من أكثر مسلسل محبوب للفخراني، "عباس الأبيض في اليوم الأسود"، جمع فيه بين الكوميديا والدراما والأكشن في آن واحد، فاستطاع أن يكون العمل الذي نشاهده مرارًا دون ملل، وكذلك "رُحيم" الأب والأخ الشديد، الذي أبكى الملايين لمشهد وفاته بمسلسل "الليل وآخره"، والمحامي الذكي في "أوبرا عايدة".

يبتعد الفخراني عادة عن إثارة الجدل، فقط يقدم فنا يستحق التكريم، عن كل دور مثله ببراعة استطاع أن يُعلّم في نفس المشاهد رغم مرور السنين، وهو ما حدث في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرا"، وأسطورة الدراما "ليالي الحلمية"، وفيلم "الكيف" وحتى ظهوره بشخصية "الملك لير".

حياة يحيى الفخراني

في 7 أبريل عام 1945، ولد يحيى الفخراني بمحافظة الدقهلية لعائلة تعيش بدلتا مصر، كان متفوقًا في كافة مراحله التعليمية، لذلك حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب بجامعة عين شمس عام 1971، ورغم جديته في دراسته إلا أنه كان يجد نفسه في فريق التمثيل بالكلية، حتى حصل على جائزة أحسن ممثل على مستوى الجامعات.

بعد تخرج الفخراني، كان ينوي التخصص في الأمراض النفسية والعصبية، حيث مارس مهنة الطب كممارس عام لفترة قصيرة، لكنه قرر أن يقدم استشارات نفسية مجانية من خلال أدواره الفنية، وهجر الطب.

زواج يحيى الفخراني

وخلال مشاركته في العروض المسرحية الخاصة بالجامعة، تعرف الفخراني على الكاتبة لميس جابر، خلال عرض "برنارد شو" ونشأت بينهما صداقة ناتجة عن التوافق الفكري، أدت إلى قصة حب جميلة توجت بالزواج فيما بعد.

بدأت مسيرة الفخراني الفنية تتوهج، وتنقل بين السينما والتليفزيون والمسرح، حيث قدم أفلاما مثل "خرج ولم يعد"، "للحب قصة أخيرة"، "مبروك وبلبل"، فضلًا عن أدائه الصوتي لبعض الشخصيات الكرتونية.

ما لا يقل عن خمسين جائزة، حصدها الجراح يحيى الفخراني طوال مشواره الفني، أهمها أنه الفنان المصري الأول الحاصل على جائزة مهرجان قرطاج، عن دوره البارع بـ فيلم "خرج ولم يعد".

يحيى الفخراني صاحب الـ 79 عاما، يعشق لمة العائلة وسط أولاده وأحفاده، ففي إحدى لقاءاته مع الإعلامي الراحل مفيد فوزي، أوضح أنه شخص عائلي يحب أولاده الاثنين شادي وطارق.

وعن أحفاده قال الفخراني "نعمة أنهم عايشين معايا.. أول واحد جونيور اتولد الدكتور قال "إيه ده يحيى الفخراني، قومنا سميناه يحيى"، بعدين جه آدم ولميس أولاد طارق، لميس فعلا بتتكلم بنفس طريقة لميس الكبيرة، أما سلمى فهي حنينة جدًا، لدرجة إني بقول لـ لميس نفسي تكوني زيها". 

search