الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:12 ص

لماذا توقف المصريون القدماء عن بناء الأهرامات؟

الاهرامات

الاهرامات

جهاد سداح

A A

تميز الفراعنة بتشييد الأهرامات الكبرى لأكثر من ألف سنة بين عهد الملك زوسر 2630 إلى 2611 قبل الميلاد، وعهد الملك أحمس الأول الذي حكم من 1550 إلى 1525 قبل الميلاد؛ وذلك لإظهار قوتهم وثرواتهم ومعتقداتهم الدينية، فلماذا توقف قدماء المصريين عن بناء الأهرامات بعد فترة وجيزة مع بداية عصر الدولة الحديثة؟.

أرجع أستاذ علم المصريات ومدير آثار مكتبة الإسكندرية، الدكتور حسين عبد البصير، أسباب توقف بناء المصريين القدماء لأهرامات في عصر الدولة الحديثة إلى المخاوف الأمنية حسب النظريات التي تم عملها في ذلك الوقت.

أضاف عبد البصير، في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر"، أن السبب الثاني يرجع إلى تعرض الأهرامات للنهب بكثرة ما دفع الفراعنة إلى إخفاء المدافن الملكية في واد مدفون في الصخر مع فرض حراسة للمقابر لحمايتها من السرقة والنهب.

السبب الثالث، من وجهة نظر عبد البصير، هو تميز  تضاريس وموقع وادي الملوك، حيث توجد به قمة تعرف باسم القرن تشابه الهرم، مؤكد على أن للتغييرات الدينية دور أساسي في التخلي عن الأهرامات الكبرى وبناء المقابر تحت الأرض.

أكملـ أن آخر هرم كان للملك أحمس الأول في أبيدوس، حيث تعد أهم البقع الدينية في مصر القديمة، فهي المركز الرئيسي لعبادة الآلة أوزيريس، وتعرف الآن بالعرابة المدفونة في مركز البلينا محافظة سوهاج، وتعود آثار أبيدوس إلى حضارة نقارة الأولى في عصر ما قبل الأسرات، حيث أصلحت أهم مدفن في أرض مصر.

تابع: “في عصر الدولة الحديثة، بني جميع ملوكها معابدهم الجنائزية الرائعة مثل معبد الملك سيتي الأول ومعاد ابنه الملك رمسيس الثاني”.

لفت عبد البصير إلى سجل تاريخي يفسر أسباب توقف دفن الملوك في الأهرامات والذي نتج عنه تحف معمارية ضخمة، كتب "إينيني"، والذي كان مسؤولا عن بناء قبر الملك تحتمس الأول في وادي الملوك، “أشرفت على أعمال حفر قبر الملك، لا أحد يسمع أو يرى”، مؤكدا أن للطبيعة الجغرافية لطيبة "الأقصر" هي السبب في الابتعاد عن بناء الأهرامات والتوجه لبناء المقابر الجنائزية.

يذكر أنه دُفن معظم ملوك الأسرات الثامنة عشر والتاسعة عشر والعشرين من عصر الدولة الحديثة (حوالي 1550 - 1069 ق.م.) في وادي نهر جاف على الضفة الغربية من مدينة طيبة القديمة (الأقصر الحديثة)، ومن هنا جاء اسمه وادي الملوك، غير أن هذا الاسم ليس دقيقًا تمامًا نظرًا لأن بعض أفراد العائلة المالكة بخلاف الملوك تم دفنهم فيه، وكذلك بعض الأفراد غير الملكيين، وإن كانوا رفيعي المستوى.

وينقسم وادي الملوك إلى الواديان الشرقي والغربي، ويعد الجزء الشرقي الأكثر شهرة بينهما، حيث يحتوي الوادي الغربي على عدد قليل من المقابر، ويضم وادي الملوك إجمالاً أكثر من ستين مقبرة بالإضافة إلى عشرين مقبرة غير مكتملة لا تزيد عن كونها حفر.

search