الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:52 م

مستشار شيخ الأزهر: الصوم أقوى الطرق لمساعدة الإنسان على التفكُّر

مستشار شيخ الأزهر د. نهلة الصعيدي

مستشار شيخ الأزهر د. نهلة الصعيدي

فادية البمبي

A A

قالت مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، الدكتورة نهلة الصعيدي، إن للتفكر أهمية كبيرة في الدين الإسلامي، وقد أمرنا الله - سبحانه - بالتفكُّر والتدبر في كتابه العزيز، وأثنى على المتفكِّرين قي قوله تعالى: "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".

وأضافت أن التفكر يعد وسيلةً مهمة وخطوة كبيرة يمكن للإنسان من خلالها أن يبني ذاته، وبدونه تتحول النفوس إلى نسيج ضعيف، وتفرغ العقول، وتغيب عن القلب حقيقة العبودية، وبما قد يؤدي لضرر كبير بالعبد.

وتابعت خلال ملتقى "رمضانيات نسائية"، برواق الشراقوة، الذي ناقش اليوم موضوع "فضل عبادة التفكر"، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس تفكّرًا، حيث سألته السيدة عائشة "رضي الله عنها" لما قام يصلي في الليل ويبكي: ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر"؟ قال: “أفلا أكون عبدًا شكورًا”.

ولفتت إلى أن للصيام ارتباط وثيق وعلاقة وطيدة بعبادة التفكر، فهو من الطرق التي تعين العبد المؤمن وتساعده على التفكُّر؛ لأنه يوقظ الفكر ويُضعِف جذوة الشهوات، وبالمداومة عليه ينسكب على النفس سكينة تمنح صاحبها صفاءً يعينه على دخول جولات التفكّر صافي الذهن وقادر على الوصول لحالة من التفكر والخشوع التي لا يمكن أن تتأتى له في غير الصيام.

وبينت الدكتورة نهلة الصعيدي أن الدعاة والعلماء في حاجة إلى التفكُّر، لأنه يمثل لهم المَعِين الروحي والعقلي الذي يمدهم بالقدرة على تحقيق رسالتهم ونجاحهم الدعوي، والوصول لتأثير حقيقي فعال وبناء على الآخرين وعلى عموم الناس وبما يتحقق معه الاستفادة الكبرى للمجتمع.

كلما تدبرنا في الآيات الكونية اكتشفنا بديع صنع الله

ومن جانبها قالت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، الدكتورة رشا كمال، إن التفكر عبادة الخواص الذين قال الله فيهم: "الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم".

وأوضحت أنه لا يقتصر التفكر على تدبر كتاب الله المقروء القرآن الكريم، بل يشمل التدبر للآيات الكونية في كتاب الله المنظور وهو الكون بكل ما فيه من سماوات وكواكب ونجوم وجبال وأنهار ونبات وحيوان. 

وتابعت “وقد أمرنا الله بالتفكر في آياته وكلما تدبرنا في الآيات الكونية، اكتشفنا بديع صنع الله جل وعلا”.  

في التفكر إعمال للعقل وإحياء للقلب وسموًّا للروح

وبينت الباحثة بالجامع الأزهر الشريف، الدكتورة سناء السيد، أنه ينبغي للمؤمن أن يعيش عبادة التفكر في كل لحظة من لحظاته؛ لتكون حياته كلها عبادةً، ولأن في التفكر إعمال للعقل وإحياء للقلب وسموًّا للروح؛ لذلك كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: "تفكُّر ساعة خير من قيام ليلة".

وأضافت أننا في حاجة  إلى عبادة التفكر في عصرٍ طَغَتْ فيه الماديات، وتزاحمَت الشهواتُ، وتحجَّرت العيونُ، وغفلت القلوبُ، إنها عبادة لطالما غفلنا عنها؛ إنها عبادة التفكُّر في هذا الكون الرحب؛ لنستطيع مواصلة الدرب وبلوغ القصد.

search