بعيدًا عن "الهزل والأوفر".. نقاد يختارون أفضل بلوجر في دراما رمضان

تصدرت ظاهرة “صناع المحتوى” حديث قطاع عريض من الناس في العالم العربي، وهذه الظاهرة أصبحت سلبياتها أكثر من إيجابيتها، وتناولتها الدراما كثيرًا، ولكن لأول مرة تناقشها من كل جوانبها.

ويستعرض "تليجراف مصر"، آراء بعض النقاد الفنيين، بشأن أفضل ممثلة أدت دور البلوجر أو التيكتوكر، بمهارة في السباق الرمضاني 2024 وبشكل عام، مقارنة بباقي الأدوار المماثلة.

السيطرة على الشخصية

أشاد الناقد الفني رامي عبد الرازق، بشخصية "كاميليا" (هند عبد الحليم) في مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة”، واعتبر أنها الأفضل، على مستوى الشكل ولغة الجسد ونبرة الصوت والأداء.

وقال "مسيطرة على الشخصية دون أي افتعالات أو شطحات"، رغم دورها الثانوي الصغير.

شخصية مجتهدة

وأضاف رامي “تأتي في المرتبة الثانية سلمى أبو ضيف في دور (شيماء)، فشكلها ساعدها نسبيًا في طبيعة الشخصية، وهي في بعض المشاهد تنحرف قليلا في طريقة النطق أو الألفاظ أو الكلام ومشاهد أخرى تستطيع السيطرة على الشخصية”.

مفتعلة و"أوفر"

أما بالنسبة إلى دور ليلى زاهر "نسمة"، فإنها لم تنجح في السيطرة على الشخصية، فقد ظهرت مفتعلة وتعبيراتها “أوفر”.

وتابع “إنها تجتهد بكل جوارحها في تقديم الدور ولكن موهبتها ومخارج ألفاظها وأسلوبها غير متطابق مع الدور، خاصة أن نسمة تتمتع بالاستفزاز والغضب والحقد وغير سوية على الإطلاق، ولكن نجحت بشكل كبير في أداء الهوس بالشهرة والنجومية، ومحاربة الناس حتى أختها”.

الفكرة غير واضحة

وفي الوقت ذاته أعرب عن عدم فهمه سبب كراهية نسمة لأختها رغم معاملة أهلهما لهما بدون تفرقة، معتبرًا أن هناك خللًا في نفسية الشخصية.

كاريكاتيرية هزلية

ووصف إلهام صفي الدين “هبة تاتو”، بأنها كاريكاتيرية هذلية، ومفتعلة، موضحًا “إلهام أرقى وألطف بكثير، وتحاول تصنع الفجاجة، من حيث لغة الجسد وطريقة الكلام، والنبرة والسلوكيات”.

وأضاف “أداؤها أبعد الشخصية عن الجدية، رغم أن دورها مهم لأنها خصم أساسي لشيماء ونسمة”.

وقال “هي غير موفقة وغير مناسبة، سواء على مستوى اختيار الدور أو التوجيه، فالدور كان يحتاج لشخصية من نفس الطبقة، أو ممثلة تستطيع تأديته بفجاجه حقيقية”.

شخصية حقيقية

من جانبه، اعتبر الناقد الفني، محمد قناوي، أن أفضل من أدت دور البلوجر، هي سلمى أبو ضيف في دور “شيماء” بمسلسل “أعلى نسبة مشاهدة”، لنجاحها في تقديم شخصية حقيقية بمفرداتها وتطور مراحلها دون أي مبالغة أو فجوة ما بين شخصية سلمى وشيماء.

أجواء واقعية

وأشاد قناوي بالمسلسل وقال إنه يتمتع بقدر من الواقعية لأنه يتناول أحداث حقيقية، من بدايتها إلى نهايتها، من ظروف اجتماعية ومادية، والتي دفعت شيماء نحو هذه الوسيلة للكسب.

أما أغلب المسلسلات الأخرى، فيرى أنها تحمل خطًا دراميًا بسيطًا عن التيك توك ومواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب وغيرها، من أجل المكسب المادي.

على سبيل المثال، مسلسل “عتبات البهجة”، للفنان يحيى الفخراني، يقوم بدور إنفلونسر ولديه برنامج على اليوتيوب، لكنه يقدّم نموذجًا إيجابيًا في الدور، وأنه يمكن أن يساعد المجتمع أو الشباب دون النظر إلى الربح المادي.

وعلق "الدراما لا تنفصل عن المجتمع"، لذلك كان لا بُد من تناولها.

تناقض بين الشخصيات الثلاث

وأضاف قناوي “كل من شيماء ونسمة وهبة تاتو يتصرفن حسب تربيتهن وثقافتهن وأعمارهن وخبراتهن”، فنسمة شخصية غير ناضجه، وغير عقلانية، على عكس شيماء، وهبة تاتو طريقتها فجة.

جذب الأنظار

وتتفق الكاتبة والناقدة ماجدة خير الله، أن سلمى أبو ضيف "شيماء"، أفضل ممثلة قدمت الدور بشكل لطيف جدًا وتلقائي، على عكس ليلى أحمد زاهر "نسمة"، رغم صراعها داخل الأحداث، ولم يلتفت لها الناس، مضيفة "الكاميرا بتختار اللي تحبه وبالتالي دا بينتقل للجمهور".