الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:25 ص

"الدين ليس علاجا".. محفظ القرآن المنتحر على كرسي "طبيب نفسي"

إسماعيل عبد الحليم الخطيب

إسماعيل عبد الحليم الخطيب

منى الصاوي

A A

"مكانش قريب من ربنا"، جملة لطالما ترددj على ألسنة الكثيرين بمجرد سماع أنباء عن انتحار شخص ما، فدائمًا ما يكون هناك ربط بين الأمراض النفسية والانتحار، والعلاقة مع الله عز وجل.

الانتحار المتعمد

تلك الصورة التي دحضها الشاب إسماعيل عبد الحليم الخطيب، الذي أنهى حياته عمدًا بعد أن دون منشورًا على "فيسبوك"، يؤكد خلاله أنه أقدم على هذه الخطوة بسبب “التعب” في الدنيا، وكان حافظًا لكتاب الله، ومحفظًا للقرآن الكريم داخل قريته الصغيرة.

خطوة مفجعة

إسماعيل الخطيب، دفع "تليجراف مصر"، لطرح التساؤلات التي لطالما راودت الكثيرون، “ما علاقة التدين والتقرب إلى الله والانتحار؟”، وهل يحمي التدين حقًا الشخص من الإقدام على تلك الخطوة؟، وكما في حالة إسماعيل الخطيب، هل صاحب الدين معرض للإصابة بأمراض نفسية قد تدفعه إلى الانتحار؟.

أفعال منافية للفطرة

"الانتحار هو خطوة بائسة يلجأ إليها الشخص لوضع حد لمشكلة ما يواجهها في حياته دون إيجاد حلول لها"، بدأ استشاري الصحة النفسية وعلاج الإدمان، الدكتور وليد هندي، حديثه عن القضية المثارة.

قال هندي إن الانتحار فعل منافٍ للفطرة، وإقدام شخص ما على تلك الخطوة يشير إلى وجود خلل بالمخ لا محالة، لذلك لا بد من التفريق بين شيئين وهما "الانتحار المخطط، والانتحار الاندفاعي".

أمراض تسبب الانتحار

"ذهان الهوس الاكتئابي، الوسواس القهري المرضي، فصام الشخصية"، كل هذه الأمراض النفسية قد تدفع الشخص للتخطيط بشأن انتحاره، وهذا هو النوع الأول المذكور سلفًا، أما النوع الثاني من الانتحار فيقدم عليه الشخص بغية لفت الانتباه إليه، أو للي الذراع لتحقيق هدف بعينه، حسب هندي.

إحصائيات صادمة

تابع، "الإحصائيات الأخيرة أكدت وجود منتحر كل 20 ثانية، والانتحار من الأسباب الـ3 الرئيسية للموت في السن من 15 إلى 44 سنة، والسبب الثاني للوفاة من 15 إلى 19 عامًا".

أمراض نفسية

أكد، أن كل شخص معرض للإصابة بالأمراض النفسية، لكن الضغوط التي تمارس ضد هؤلاء المرضى والتي تسبح جميعها في فلك البعد عن الله، والتقصير في الفروض، يحمل المريض أعباءً قد تدفعه إلى الانتحار عاجلًا وبطرق وحشية.

شدد على أن المرض النفسي مثله كغيره من الأمراض التي تصيب الإنسان، فلكل داء دواء، فلا يمكننا علاج مرض السكري أو السرطان على سبيل المثال بالتعبد والاعتكاف في المساجد، بل يتم علاجه دوائيًا وفقًا لمراجع وأبحاث الطب النفسي على مستوى العالم.

اختتم استشاري الصحة النفسية، حديثه قائلًا، “التضرع إلى الله والالتزام الكامل بالطاعات والفروض له تأثير كبير على الحالة الروحية التي يعيشها الشخص، وتكون عاملًا مساعدًا للخطة العلاجية النفسية، لكنها ليست علاجًا وحيدًا يمكننا التعويل عليه لحماية الشخص من الانتحار أو اقتراف أي فعل تحت تأثير مرضه النفسي”.

منشور الوداع

ونشر إسماعيل عبد الحليم الخطيب، قبل وفاته بدقائق رسالة مؤثرة، في منشور، له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ودع فيها كل محبيه وطلب العفو والمغفرة من الله.

كما طلب التصدق عليه ولو بشق تمرة، وترك وصيته لوالدته بألا تلبس الأسود، ومن محبيه وأصدقائه بالصلاة عليه في مسجد الخطيب بالقرية، بعد صلاة التراويح، مؤكدا على الالتزام بوصيته حتى لو تأخرت الجنازة يومين.

وتبين من التحريات الأولية، أن المذكور أقدم على إنهاء حياته بتناول أقراص حفظ الغلال السامة، داخل مكتب تحفيظ القرآن الكريم.

search