الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:13 ص

الاجتياح الإسرائيلي لرفح.. تهديد كارثي

الأطفال الفلسطينيين في رفح " نشرتها وكالة رويترز"

الأطفال الفلسطينيين في رفح " نشرتها وكالة رويترز"

روان رضا

A A

حظيت نية إسرائيل شن هجوم بري على مدينة رفح الفلسطينية بمعارضة قوية من منظمات الإغاثة، التي حذرت من أن مثل هذا الغزو سيؤدي إلى "حمام دماء" ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية المتردية بالفعل في قطاع غزة.

التركز العالي للفلسطينيين في رفح يثير القلق

رفح، مدينة غزة الجنوبية موطن حالي لما يقدر بنحو 1.4 مليون فلسطيني يبحثون عن مأوى هناك خلال العدوان الإسرائيلي، وفقا للأمم المتحدة، ويزيد التركيز الكبير للمدنيين في هذه المنطقة من مخاوف وقوع كارثة إنسانية محتملة.

نتنياهو يشدد على ضرورة تدخل العسكري 

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخرا، عن أنه يجب على جيش الدفاع الإسرائيلي دخول رفح للقضاء على الكتائب المتبقية من جماعة حماس الإرهابية، مشيرا إلى أن الانتصار على "حماس" سيكون "مستحيلا" بدون هجوم بري. وفي حين وافق نتنياهو على خطة الجيش الإسرائيلي لإجلاء المدنيين من "مناطق القتال"، لا تزال تفاصيل هذا الإجلاء والجدول الزمني له غير واضحة.

المعارضة الدولية للهجوم تنمو

وأعربت الولايات المتحدة عن معارضتها لعملية كبيرة في رفح، حيث ندد وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالخطوة ووصفها بأنها "خطأ"  يفاقم الأزمة الإنسانية وتؤدي إلى المزيد من القتلى المدنيين. 

ويهدف بلينكن إلى إقناع المسؤولين الإسرائيليين بمتابعة إجراءات بديلة، بما في ذلك مهام مكافحة الإرهاب المستهدفة، خلال الاجتماعات المخطط لها في واشنطن.

المنظمات الإنسانية تحذر من عواقب كارثية

وأدانت الجماعات الإنسانية، بما في ذلك منظمة "كير" ولجنة الإنقاذ الدولية، بشدة، التوغل المحتمل في رفح، وأعرب ديبمالا محلا، كبير موظفي الشؤون الإنسانية في المؤسسة، عن قلقه البالغ إزاء العواقب المدمرة والخسائر في الأرواح التي قد تترتب على عملية عسكرية في رفح، مع ما يقرب من ثلثي سكان قطاع غزة يبحثون عن مأوى في رفح، يمثل إخلاء المدينة تحديا هائلا.

الأطفال الأكثر عرضة للخطر

من بين سكان رفح حوالي 600,000 طفل، وفقاً لليونيسف، وشدد المتحدث باسم المؤسسة “جيمس إلدر”، على الأثر الكارثي للهجوم العسكري على الأطفال وأكد أنه لا ينبغي السماح بحدوثه.

لا ملجأ

حتى لو تمكن المدنيون من إخلاء رفح، فإن عدم وجود أماكن آمنة في غزة يمثل مشكلة كبيرة أخرى “بوب كيتشن”، نائب الرئيس لحالات الطوارئ في لجنة الإنقاذ الدولية، سلط الضوء على أنه “لا يوجد مكان آخر لهم للترشح”، ولم تنج المنطقة الآمنة المحددة في “المواسي” من القصف، ما ترك المدنيين بلا ملاذ.

العمليات الإنسانية في خطر

ولن يؤدي التوغل في رفح إلى تعريض حياة المدنيين للخطر فحسب ، بل سيؤدي أيضا إلى وقف العمليات الإنسانية في غزة. ومع عمل معظم المنظمات انطلاقا من رفح، فإن الهجوم المحتمل من شأنه أن يعرقل بشدة جهود المساعدات، ما يؤدي إلى تفاقم الظروف القاسية التي يواجهها السكان بالفعل.

تفاقم الأزمة الإنسانية وخطر المجاعة

وتشير التقارير إلى أن جميع سكان قطاع غزة، البالغ عددهم نحو 2.23 مليون نسمة، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، وتتوقع مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن نصف السكان، أي حوالي 1.1 مليون شخص، قد يعانون من الجوع على مستوى المجاعة بحلول منتصف يوليو إذا ظل الوضع دون تغيير، وتفاقمت الأزمة بمعدل ينذر بالخطر، حيث أصبح السكان أكثر عرضة للخطر.

الجهود الدولية لوقف إطلاق النار تتعرقل

صدرت دعوات لوقف إطلاق النار الإنساني الفوري في غزة من قبل العديد من منظمات الإغاثة، بما في ذلك كير، ولجنة الإنقاذ الدولية، واليونيسيف، ومع ذل، فشل قرار ترعاه الولايات المتحدة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث صوتت روسيا والصين والجزائر ضده، وسلط القرار الضوء على المخاوف بشأن المزيد من الضرر للمدنيين وتشريدهم نتيجة هجوم بري في رفح.

الأمين العام للأمم المتحدة يحث على وقف إطلاق النار 

وفي أعقاب القرار الفاشل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار، وشدد على الحاجة الملحة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة، وتحدث جوتيريش من الجانب المصري من الحدود، بالقرب من رفح، عن الوضع المزري والعواقب المدمرة التي ستعقب أي تصعيد آخر.

search