هنا "سانت كاترين" مسجدٌ بداخل دير.. والله يتجلى
مجدى شاكر كبير الاثريين في وزراة السياحة
نشوى مصطفى
هنا سانت كاترين، واحدة من أقدس بقاع الأرض، حيث تجلى الله على نبيه موسى عليه السلام، وصدع صوته، واندكّ الجبل.
المدينة التي تحمل اسم قدّيسة، حملت الملائكة جثمانها إلى قمة الجبل، في رؤيا راهب، سعى، وارتحل، حتى وجد الجثمان كما رآه في حلمه، وحيثما رآه، ليبني الإمبراطور جوستنيان، ديرًا، في القرن السادس الميلادي. عرف باسمها، وباسمها صارت المدينة.
كاترين، ولدت بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي، موصوفة بالحكمة والعقل والحياء، تعلمت علوم الكتاب المقدس. وأتمت دراسة اللاهوت والفلسفة وتعمّدت، وهي في الـ18 من عمرها، ولما حضر القيصر مكسيميانوس إلى بلدها عام 307م، وأمر بعبادة الأوثان، اضطهدها، وعذبها، ثم أمر بقطع رأسها.
الديانة الرسمية
كبير الاثريين في وزارة السياحة، مجدي شاكر، قال لـ"تليجراف مصر" إن الإمبراطورة هيلانة بنت كنسية صغيرة عند شجرة العليقة، وبعد حوالى 200 سنة، ولما أصبحت المسيحية هى الديانة الرسمية للدولة، أمر الأمبراطور جستنيان تكريما لزوجته ثيودورا، ببناء كنيسة كبيرة على الطراز البازلكى بجوار كنيسة شجرة العليقة، وديرا كبير ا لتحمى الرهبان المقيمين حول قبر كاترين، وأحضر مائة أسرة من الجبل الأسود ومثلهم من مصر لحماية هؤلاء الرهبان، سموا بالجبالة نسبة لوجودهم فى جبل موسى.
مسجد داخل الدير
وفى العصر الفاطمي، وفي عام 500 هجرية، تم بناء مسجد بداخل الدير، أمام الكنيسة، حسبما يحكي شاكر، مضيفا أن أهم ما يميز الدير وجود مكتبة كبيرة، تعتبر ثانى أكبر مكتبة فى العالم، بعد مكتبة الفاتيكان، تحتوى على ستة آلاف مخطوط، بلغات مختلفة، ومنها نسخة من العهدة النبوية، مخطوط بختم رسول الله صلى الله عليم وسلم، وشهد عليها الخليفتان أبوبكر وعمر بن الخطاب.
وفى عام 1517م، ضيف شاكر، أخذ الأتراك النسخة الأصلية من المخطوطات وتركوا نسخة باللغة السريانية، مشيرا إلى وجود حديقة بها أشجار نادرة من أشجار الزيتون والعنب والسرو، وغيرها عمرها آلاف السنوات.
فسيفساء
وأضاف شاكر: أهم ما يميز الدير أيضا وجود أقدم فسيفساء وهى عبارة عن قطع من الزجاج المعتم الملون على أرضية ذهيبة، تصور السيد المسيح فوق رأسه هالة وبجواره الرسل. كما يوجد بالدير “معظمة” لجمع عظام الرهبان بعد دفنهم، بجانب صندوقين من الفضة تحويان جمجمة والذراع الأيسر القديسة كاترينا.
وتتميز شجرة العليقة بأنها خضراء طوال العام، وليس لها ثمار، مؤكدا أن الكثيرين أرادوا زراعتها فى أماكن أخرى، لكنها لم تنبت، إنها لا تكبر إلا فى هذا المكان، بنص تعبير شاكر.
كنيسة العليقة
وأكد شاكر أن كنيسة العليقة تنخفض أرضيتها 70 سنتيمترا عن أرضية كنيسة التجلى، ومساحتها 5 أمتار طولاً و3 عرضاً، وتحتوي علي مذبح دائرى صغير مقام على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية تحدد الموقع الحقيقى للشجرة، ويقال إن جذورها لا تزال باقية فى هذا الموقع.
يضيف شاكر: شجرة العليقة الحالية، أصلها داخل الكنيسة وأغصانها خارجها، ولا يدخل الكنيسة أحد إلا ويخلع نعليه خارج بابها، اقتداءُ بنبى الله موسى عليه السلام الذي لبي نداء ربه وخلع نعليه.
وشجرة العليقة وجبل موسى يمثلان قيمة لكل الأديان، من يهودية ومسيحية وكذلك الإسلام، حيث وردت قصة نبى الله موسى وبنى إسرائيل فى عدة سور بالقرآن الكريم. متابعا: كرم الله سبحانه وتعالى جبل الطور وجعله فى منزلة مكة والقدس: “والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين”.
جبل موسى
وقال شاكر: يوجد بالمنطقة ثلاثة جبال: جبل موسى، الذى يسمى بالشريعة، وجبل التجلى، وجبل سانت كاترين، ناتجة عن الحركة التكتونية المسماة بالخسف الأفريقى الأعظم، الذى حدث قبل حوالى 24 مليون سنة. مضيفا: نصل لجبل موسى من خلال سلم مكون من 3000 درجة، أقامه الرهبان ثم أقام الخديو عباس حلمى طريقا آخر للجمال.
وتابع: هذه الجبال مهمة جدا، وبدعى بعض الناس أن بها قبر سيدنا هارون، وههذا غير صحيح، لأنه لا أحد يعرف أين قبور الأنبياء، فقير صالح ليس هو النبى صالح، بل أحد الرجال الصالحين، وكذلك شكل العجل، ليس عجل السامرى، بل تشكيل طبيعى للصخور. مضيفا: وهناك استراحة للرئيس الراحل، أنور السادات، والذي كان يحب أن يتخذ أهم القرارات من هذا المكان.
وأشار شاكر إلى العديد من الأعشاب التي تنمو في المنطقة وتعالج عددت من الأمراض، ومحمية طبيعية منذ عام 1988. مساحتها: 4250 كيلومتر، بها العديد من المناظر الطبيعية الجبلية والواحات حول عيون المياه والآبار، تعتبر من المناظر الفريدة الخلابة على مستوى العالم.
الزواحف
وبالمنطقة أيضا 27 نوعا من الزواحف، مثل: الثعبان والطريشة والضب والورل والحية وغيرها، والعديد من أنواع الثدييات، مثل: التيتل النوبى، والغزال المصرى والوبر والنمر السينائى والذئب والضبع والثعلب والحردون والقنفد العربى والفأر الشوكى والجربوع وغيرها.
كما تحتوى على 22 من 28 نوعا من الفصائل الفريدة فى العالم والموجودة فى سيناء مثل السمو والحبك والقيصوم والزعتر والشيح والعجرم والبعيثران والطرفة والسكران وغيرها من النباتات الطبية والنباتات السامة.
وللمخرج العالمي يوسف شاهين فيلم قام بتصويره في هذه المنطقة، وهو فيلم “الآخر”، بطولة نبيلة عبيد وحنان ترك.
مشروع القرن
وقال شاكر إن الدولة المصرية تهدف لأن تجعل من المنطقة مشروعا متكاملا، كـ مجمع للأديان، واصفا الأمر بأنه “مشروع القرن، لما تحويه المنطقة من مناطق للسياحة الروحية الدينية، حيث جبال موسى والتجلى وسانت كاترين، وأثرية حيث الدير، ومحمية طبيعية”.
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
"أنت عند الله غال".. نص خطبة الجمعة اليوم
22 نوفمبر 2024 09:35 ص
بعد موافقة الحكومة.. موعد مناقشة قانون المسؤولية الطبية بالبرلمان
22 نوفمبر 2024 07:56 ص
ضوابط جديدة للحج السياحي 2025.. هل تضمن أمن وسلامة الحجاج؟
22 نوفمبر 2024 05:56 ص
هل مساعدة الفقراء أولى من الحج؟.. "الإفتاء" تجيب
22 نوفمبر 2024 03:19 ص
المتحدث العسكري للسيسي: "هوّن على سيادتك".. والرئيس يرد
21 نوفمبر 2024 09:34 م
الجيزة تعلن فوز 2389 شخصًا في قرعة الحج
21 نوفمبر 2024 10:29 م
مخالفات وإثارة جدل.. إغلاق مركز طبيب قلب شهير في العاشر من رمضان
21 نوفمبر 2024 09:02 م
السيسي: نواجه الأحداث الجارية بسياسة متوازنة تتسم بالاعتدال والصبر
21 نوفمبر 2024 08:17 م
أكثر الكلمات انتشاراً