الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:30 م

شيخ الأزهر: الكِبر قرين الشرك.. وعقوبته تقشعر لها الأبدان

شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب

شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب

فادية البمبي

A A

أوضح فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن المتكبر بالنسبة لله سبحانه وتعالى هو من ثبتت له العزة والعظمة والاستغناء عن الغير.

وبين أن هذا الوصف من الأوصاف التي تليق بالذات الإلهية، لكن المتكبر بالنسبة للعبد مأخوذة من الكبر، ولا يصح للعبد أن يتصف به إلا من طريق المغالطة أو من طريق الكذب على نفسه، لأن العبد بطبيعته يعيش في خشوع وتذلل من سيده، والله تعالى ذكر ذلك في قوله “إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا”.

الكِبر قرين الشرك

وأضاف شيخ الأزهر، خلال حديثه اليوم بالحلقة الـ20 من برنامجه الرمضاني “الإمام الطيب”، أن صفة متكبر لا تليق بالعبد، حيث تأباها عبوديته، لافتا إلى أنه حين يدعي هذا فهو يزعم أنه شريك لله تعالى، وينازع الله في أخص صفاته، ولذلك فإن الكبر يستدعي الشرك، مستدلا بقوله تعالى في الحديث القدسي الشريف الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحد منهما قذفته في النار، وبالتالي يصبح الكبر في العبد هو قرين الشرك.

الاستعلاء أبرز مظاهره

ولفت فضيلة الإمام الأكبر إلى أن هناك مظاهر للكبر، قد يقع فيها العبد، أبرزها الاستعلاء على الناس، موضحا أن الكبر لا يحدث في الخفاء، بل في العلن، حين تكون هناك علاقة بين المتكبر والآخرين، بدليل ما جاء في الحديث الشريف “الكِبْر: بطر الحق، وغَمْط الناس”، مبينا أن غمط الناس تعني احتقارهم وازدراؤهم وظلمهم.

وأشار إلى أن ما قد يحدث أثناء العمل في العديد من الدواوين والمكاتب وبعض الهيئات وغيرها يصير فيه تكبر، حيث أن المدير الذي يعلم أنه يظلم من هو دونه، ويعلم أن ذلك الشخص لا يستطيع أن يأخذ حقه منه، فهذا من مظاهر الكبر التي يقع فيها العبد نتيجة بعده عن الله سبحانه وتعالى.

الكِبر رفض الحق وإنكاره 

وكشف فضيلة الإمام الأكبر عن أمرين يحدث كثيرا من الخلط بينهما من الناس، وهما الكبر وحسن المظهر، موضحا أنه  حين يبدو الإنسان في مظهر حسن ويمتلك سيارة ومنزلا نظيفا ويأكل طعاما طيبا، فهذا لا يعد من الكبر، بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم حين سئل عن ذلك، أجاب بأن الله جميل يحب الجمال، فهذا ليس من الكبر، وإنما الكبر رفض الحق وإنكاره، وذلك أيضا مثل الذين يجادلون في حقوق الناس ويأكلونها أو يبررون الاعتداء عليها، مع احتقار الناس، والتعالي والاستقواء عليهم.

عقوبات تقشعر لها الأبدان

وعن جزاء المتكبرين يوم القيامة، أوضح فضيلة الإمام الأكبر أن جزاؤهم وردت فيه آيات كثيرة تفوق الخمسين آية، وكلها إنذار ووعيد للمتكبر، كما أن جزاؤهم موجود في أبواب كثيرة في كتب الحديث، حيث تشتمل على عقوبات تقشعر لها الأبدان.

search