الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:15 م

والدة فتاة البراجيل "المنتحرة": ظلت تلعب مع أبناء إخوتها حتى السحور

والدة رحاب “فتاة البراجيل”

والدة رحاب “فتاة البراجيل”

خلود طارق

A A

"رحاب رشدي"، فتاة لم تبلغ العشرين من عمرها، عاشت حياة مأساوية في البراجيل بالجيزة، بعد وفاة خطيبها “سيد بركة” صاحب مغسلة الذي قتل 4 مارس الماضي، على يد صديقه “حسام”، العامل لديه بذات المغسلة، وخطيبها السابق.

وانتقل “تليجراف مصر” للقاء مع الأم الملكومة، وبمجرد ذكر أسم رحاب نجلتها أمامها انهارت ولم تستطيع ايقاف دموعها حسرة على شباب كريمتها.

وقالت والدة “رحاب” أن ابنتها يوم الواقعة طلبت دعوة أشقائها بأولادهم لتراهم، وظلت تلعب معهم وتطعمهم في فمهم وكأنها تودعهم ولكنهم اعتادوا منها على ذلك الحنية ولين القلب:"قعدت تأكلهم وتلعب معاهم كوتشينة لحد السحور".

وأكدت والدتها إنها تفاجأت قبل أذان الفجر ابنتها تقوم بالتقيء بشكل مرعب وسألتها عما قامت بتناوله ولكنها أنكرت تناول شيء غير وجبة السحور ولكن الطبيب بالمستشفى أكد لها أن نجلتها أقدمت على الانتحار بتناولها حبة لحفظ الغلال السامة وأن حالتها خطرة.

وتابعت والدة “رحاب” في تصريحاتها أن ابنتها أقدمت على الانتحار وكانت تقول لها بأخر لحظة بحياتها:"سامحيني ياأمي أنا تعبت من كلام الناس.. زغرطي وأنا بتغسل".

وأضافت الأم أنها بالفعل قامت بذلك الأمر وهي تُغسل وتكفن:"زغرطت وأحنا بنغسلها ونكفنها".

وكشف شهود عيان في واقعة انتحار رحاب رشدي "فتاة البراجيل" بالجيزة، عن مفاجأة جديدة بشأن ملابسات تخلصها من حياتها، وهي أن الفتاة كانت ضمنت خطيبها السابق، المحبوس على ذمة قضية قتل خطيبها الثاني في قرض من أحد البنوك.

وأضاف الشهود لـ"تليجراف مصر"، أن الفتاة انتابتها حالة من القلق واليأس بعد بدء البنك مطالبتها بسداد الأقساط المستحقة، وزاد الأمر نظرات الناس إليها واعتبارها “شؤما”، بعد تسببها في مقتل شاب وحبس الثاني، إذ قتل خطيبها السابق خطيبها الذي كانت مرتبطة به حتى وفاته قبل 25 يوما، انتقاما منه بسبب خطبتها.

قصة رحاب رشدي

بداية القصة عندما ارتبط حسين برحاب المعروفة إعلاميا بـ"فتاة البراجيل" عاطفيا وخطبها، إلا أن المجني عليه "سيد بركة" تدخل بينهما وتسبب في فسخ الخطبة، وبعد نجاحه في مسعاه خطب رحاب، فغضب المتهم وقرر التخلص منه.

في 4 مارس الماضي، طلب المجني عليه من المتهم التوجه بصحبته لشراء مستلزمات للمغسلة، وفي الطريق شنقه بكوفية وسرق هاتفه المحمول ودراجته النارية ولاذ بالفرار، لتنتهي حياة سيد ويلفظ أنفاسه الأخيرة.

دخلت رحاب منذ وقتها في حالة نفسية سيئة، حاول أصدقاؤها خلال تلك الفترة الحديث معها وإخراجها منها وإقناعها أن الطريق ما زال طويلا أمامها، خاصة أنها لم تتجاوز الـ20 من عمرها بعد؛ إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، في النهاية قررت الفتاة وضع حد لآلامها فتناولت الإثنين الماضي، مادة سامة، ما استدعى نقلها للمستشفى.

أقراص سامة

صباح يوم الإثنين الماضي، قلقت والدة الفتاة عليها بعدما تأخرت عن الاستيقاظ من نومها، وتوجهت إلى غرفتها لإيقاظها لتناول الفطور؛ إلا أنها فوجئت بها ممددة على الأرض وبجوارها أقراص غلة سامة، صرخت الأم صرخة مدوية، فتوجهت والدتها على الفور بمساعدة شقيقها ونقلوا الفتاة إلى المستشفى على عجل في محاولة بائسة لإنقاذ حياتها.

وظهرت الفتاة قبل تناولها المادة السامة في مقطع فيديو على “تيك توك”، قالت فيه، "باعتبار إني بكرة هموت في حادثة، قولوا لأمي في جنازتي متصوتيش، وقولوا لأخواتي إن انتم كنتم أعز شيء في حياتي وفي وجودي ومماتي، وبلغوا صحابي إنهم يقفوا على قبري وميصوتوش، ويطلوا كل شوية على أمي وميعيطوش، متكسروش قلبها كفاية قلبها مكسور في بُعدي، والعلم عند الله".

4 أيام داخل المستشفى


تلقت الفتاة العلاج 4 أيام داخل قسم السموم في قصر العيني، حاول الفريق الطبي بالمركز إنقاذ الفتاة المنتحرة؛ إلا أنها فارقت الحياة، وفشلت كافة محاولات إنقاذها، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة اليوم، فتم تحرير محضر بوفاتها وأبلغت أجهزة الأمن بالواقعة، وانتقل رجال المباحث إلى المستشفى وباستجواب والدتها، قررت أنها دخلت في حالة نفسية سيئة منذ عدة أيام عقب مقتل خطيبها، وأنها عثرت عليها متوفاة داخل غرفة نومها، ولم تتهم أحد بقتلها أو وجود شبهة جنائية حول الواقعة.

وجرى تحرير محضر بوفاتها ونقل جثمانها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي انتدبت الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها وتحديد أسباب الوفاة وإعداد تقرير وافٍ حول الواقعة.

search