الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:25 م

شقيقة فتاة البراجيل "المنتحرة": الناس كانوا بيشتموها في الشارع

شقيقة رحاب "فتاة البراجيل"

شقيقة رحاب "فتاة البراجيل"

خلود طارق

A A

اتهمت شقيقة رحاب، فتاة البراجيل التي أقدمت على الموت بعد اتهام خطيبها السابق بقتل خطيبها الحالي، أهل منطقتهم بدفع أختها إلى الانتحار، وقالت: كانوا بيشتموها في الشارع، ويقولوا لها إنها السبب في موت واحد، ودخول الآخر السجن.

وشهدت منطقة البراجيل بالجيزة، واقعة مأسوية، بعد ما أقدمت فتاة تدعى "رحاب رشدي"،  لم تبلغ العشرين من عمرها، على الانتحار، بعد مقتل خطيبها “سيد بركة” صاحب مغسلة، يوم 4 مارس الماضي، على يد صديقه وخطيبها السابق، “حسام”.

وروت  شقيقة رحاب لـ"تليجراف مصر"، أن الناس كانوا دائما ما يتنمرون عليها، بأنها السبب وراء الجريمة.

وطلبت من أي شخص يسمع بوفاة شقيقتها أن يدعو لها بالرحمة والمغفرة: "ادعوا لها، دي انتحرت بسبب كلامكم".

وأكدت شقيقتها أن “رحاب” يوم الواقعة كانت طبيعية، ولكنها أكثرت من الصلاة، بدعوى أنها “تحتاج إلى القرب من الله ليسامحها”، مضيفة: :"أختي خدت حبوب الغلة وفضلت تصلي".

وتحدثت عن رسالة شقيقتها الأخيرة لها، حيث طلبت منها عدم البكاء عليها وأن تسامحها، وقالت إنها اختارت مفارقة الحياة لترتاح من توبيخ الناس لها ولومها.

وذكرت أن خطيب شقيقتها السابق: "كان بيضربها ويسرق مرتبها وخد دهبها باعه".

كانت تودعنا

وتحدثت والدة “رحاب” أن ابنتها يوم الواقعة طلبت دعوة أشقائها بأولادهم لتراهم، وظلت تلعب معهم وتطعمهم في فمهم وكأنها تودعهم، ولكنهم اعتادوا منها على ذلك الحنية ولين القلب: "قعدت تأكلهم وتلعب معاهم كوتشينة لحد السحور".

وأكدت والدتها إنها تفاجأت قبل أذان الفجر ابنتها تقوم بالتقيء بشكل مرعب، وسألتها عما قامت بتناوله ولكنها أنكرت تناول شيء غير وجبة السحور ولكن الطبيب بالمستشفى أكد لها أنها أقدمت على الانتحار بتناولها حبة لحفظ الغلال السامة وأن حالتها خطرة.

وتابعت والدة “رحاب” أن آخر ما قالته لها ابنتها في أخر لحظة بحياتها:"سامحيني ياأمي أنا تعبت من كلام الناس.. زغرطي وأنا بتغسل".

وأضافت الأم أنها بالفعل قامت بذلك الأمر وهي تُغسل وتكفن:"زغرطت وأحنا بنغسلها ونكفنها".

وكشف شهود عيان في واقعة الانتحار أن الفتاة كانت ضمنت خطيبها السابق، المحبوس على ذمة قضية قتل خطيبها الثاني في قرض من أحد البنوك.

وأضاف الشهود لـ"تليجراف مصر"، أن الفتاة انتابتها حالة من القلق واليأس بعد بدء البنك مطالبتها بسداد الأقساط المستحقة، وزاد الأمر نظرات الناس إليها واعتبارها “شؤما”، بعد تسببها في مقتل شاب وحبس الثاني، إذ قتل خطيبها السابق خطيبها الذي كانت مرتبطة به حتى وفاته قبل 25 يوما، انتقاما منه بسبب خطبتها.

قصة رحاب رشدي

بداية القصة عندما ارتبط حسين برحاب المعروفة إعلاميا بـ"فتاة البراجيل" عاطفيا وخطبها، إلا أن المجني عليه "سيد بركة" تدخل بينهما وتسبب في فسخ الخطبة، وبعد نجاحه في مسعاه خطب رحاب، فغضب المتهم وقرر التخلص منه.

في 4 مارس الماضي، طلب المجني عليه من المتهم التوجه بصحبته لشراء مستلزمات للمغسلة، وفي الطريق شنقه بكوفية وسرق هاتفه المحمول ودراجته النارية ولاذ بالفرار، لتنتهي حياة سيد ويلفظ أنفاسه الأخيرة.

دخلت رحاب منذ وقتها في حالة نفسية سيئة، حاول أصدقاؤها خلال تلك الفترة الحديث معها وإخراجها منها وإقناعها أن الطريق ما زال طويلا أمامها، خاصة أنها لم تتجاوز الـ20 من عمرها بعد؛ إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل، في النهاية قررت الفتاة وضع حد لآلامها فتناولت الإثنين الماضي، مادة سامة، ما استدعى نقلها للمستشفى.

أقراص سامة

صباح يوم الإثنين الماضي، قلقت والدة الفتاة عليها بعدما تأخرت عن الاستيقاظ من نومها، وتوجهت إلى غرفتها لإيقاظها لتناول الفطور؛ إلا أنها فوجئت بها ممددة على الأرض وبجوارها أقراص غلة سامة، صرخت الأم صرخة مدوية، ونقلوا الفتاة إلى المستشفى على عجل في محاولة بائسة لإنقاذ حياتها.

وظهرت الفتاة قبل تناولها المادة السامة في مقطع فيديو على “تيك توك”، قالت فيه، "باعتبار إني بكرة هموت في حادثة، قولوا لأمي في جنازتي متصوتيش، وقولوا لأخواتي إن انتم كنتم أعز شيء في حياتي وفي وجودي ومماتي، وبلغوا صحابي إنهم يقفوا على قبري وميصوتوش، ويطلوا كل شوية على أمي وميعيطوش، متكسروش قلبها كفاية قلبها مكسور في بُعدي، والعلم عند الله".

4 أيام داخل المستشفى

تلقت الفتاة العلاج 4 أيام داخل قسم السموم في قصر العيني، حاول الفريق الطبي بالمركز إنقاذ الفتاة المنتحرة؛ إلا أنها فارقت الحياة، وفشلت كافة محاولات إنقاذها، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة اليوم، فتم تحرير محضر بوفاتها وأبلغت أجهزة الأمن بالواقعة، وانتقل رجال المباحث إلى المستشفى وباستجواب والدتها، قررت أنها دخلت في حالة نفسية سيئة منذ عدة أيام عقب مقتل خطيبها، وأنها عثرت عليها متوفاة داخل غرفة نومها، ولم تتهم أحد بقتلها أو وجود شبهة جنائية حول الواقعة.

وجرى تحرير محضر بوفاتها ونقل جثمانها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي انتدبت الطبيب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها وتحديد أسباب الوفاة وإعداد تقرير وافٍ حول الواقعة.

search