السبت، 23 نوفمبر 2024

02:19 ص

اعترافات المتهم بقتل "طفل الخصوص": كنت مثل واحد من أهله (خاص)

الطفل سيف

الطفل سيف

محمود رفاعي - مصطفى منازع - حبيبة عاشور

A A

حصل موقع “تليجراف مصر” على نص تحقيقات المتهم بقتل “سيف” المعروف إعلاميا بـ"طفل الخصوص"، بشنقه بدم بارد في إحدى الشقق المستأجرة في القليوبية.

وجاءت أقوال المتهم في تحقيقات النيابة العامة، كالتالي:

س: متى وأين حدث ذلك؟

ج: أنا جاتلي فكرة إنى أخطف سيف وأطلب من أبوه 100 ألف جنيه يوم الجمعة 8-12-2023 وأنا قاعد في شقتي في الخصوص، والفكرة كبرت في دماغي أكثر عشان الشقة اللي مأجرها لابن عمى مفتاحها معايا، اللي في شارع أولاد عبد العزيز في الخصوص، وقولت أخبي الواد فيها لحد ما أبوه يدفعلي الفلوس، وفضلت أفكر في الموضوع دا وأرتبله لحد يوم الأحد 10-12-2023 حوالي الساعة 6 المغرب قررت إني أنفذ الفكرة. 

س: منذ متى بدأت علاقتك بعائلة المجني عليه؟

ج: من حوالي 3 سنوات.

س: ما نوعية تلك العلاقة تحديداً؟

ج: علاقة عمل وهما كانوا بيعاملوني زي أخوهم الصغير.

س: هل كانت توجد بتلك العلاقة ثمة خلافات؟

ج: لا العلاقة بينا كويسة جدا.

س: ما طريقة تعاملهم معك على مدار تلك العلاقة؟ 

ج: هو عم رجب الله يرحمه “جد الطفل” كان بيعاملني إني ابنه، وولاده هشام وأحمد بيعملوني إني أخوهم الصغير.

س: إلى أي درجة توطدت تلك العلاقة؟

ج: هشام وأحمد لما أكون قاعد عند بيتهم وينزلوا أكل من البيت كانوا بيعملوا حسابي معاهم، ولما كنت احتاج فلوس واطلب منهم مكانوش بيتأخروا عليا، وكانوا بيصبروا عليا في السداد.

س: هل كانت درجة قربك منهم تسمح لك بالقرب من أطفالهم؟

ج: أيوة

س: هل بدر منهم ثمة تصرفات مسيئة إليك قد تولد أي نوع من أنواع الحقد أو الكراهية تجاههم؟

ج: لا خالص دول كانوا بيعملوني كويس جدا وبيعتبروني زي أخوهم الصغير.

س: ما علاقتك بالطفل المجني عليه سيف هشام رجب أحمد تحديداً؟

ج: أنا كنت بعامله كويس وبشتريله حاجات حلوة عشان علاقتي بأهله كويسة.

س: هل كانت تلك العلاقة تضعك محل ثقة بالنسبة للمجني عليه؟

ج: أيوة هو كان بيعاملني زي أخوه الكبير وبيثق فيا.

س: ما حالتك التجتماعية والمادية وما مصادر دخلك تحديداً؟

ج: أنا متجوز وشغال في النقاشة باليومية، ويوميتي بين 200 إلى 250 جنيه، وبشتغل مع هشام رجب “والد الطفل” لما يكون طالبني في شغل، ولو مفيش شغل معاه بشتغل أي شغل نقاشة خارجي.

س: هل تعتبر حالتك المادية في الفترة الحالية مستقرة؟

ج: لا عشان أنا كان عليا ديون وبشتغل يومين وأسبوع لا.

س: منذ متى وأنت تمر بتلك الضائقة المادية وما هو سببها تحديداً؟

ج: من حوالي 4 أشهر عشان كنت بتجوز.

س: منذ متى بدأت تلك الزيجة وهل أثمرت عن ثمة إنجاب؟

ج: أنا اتجوزت في شهر أغسطس 2023.

س: وبكم تقدر المبالغ المالية التي تدين بها ولمن تحديداً تدين؟

ج: هو أبويا كان سالف فلوس من ابن عمتي ومن ناس تانية وأنا كنت بسدها مع أبويا وكان باقي منهم 35 ألف جنيه، وكنت سالف 2000 جنيه من واحد صاحبي وبعت التليفون بتاعي وسدتهم.

س: ما السبل التي حاولت بها تسديد تلك المبالغ؟

ج: أنا بعت الموبايل بتاعي عشان أسد 2000 جنيه كانوا عليا لواحد صاحبي، لكن مبلغ 35 الف جنيه لما فكرت

ملقتش حد هيوافق يسلفني المبلغ دا.

س: وما ردة فعل والدك تجاه تأخرك في سداد المبلغ المالي؟

ج: هو مكانش صابر عليا وكان كل شوية يطالبني بيهم ومكنش مستني لحد ما اتصرف أو أجمعهم.

س: وما سبب عدم انتظار والدك لحين استطاعتك في تدبير المبلغ المالي الذي تدين به؟

ج: عشان الناس كانت بتطلبوا منه وبتلح عليه وهو مكنش قادر يسدوا.

س: ولما لم تقم بالعمل في تلك الفترة لسداد المبلغ المالي سالف الذكر؟

ج: لا أنا كنت بشتغل وفي الفترة دي كنت شغال في شقة في شارع أولاد عبد العزيز وبعمل فيها نقاشة وأخدت من صاحبها 2500 حنيه.

تفاصيل الواقعة 

تعود بداية الواقعة عندما أقدم المتهم "أحمد" على خطف الطفل "سيف" صاحب الـ10 سنوات، نجل صديقه "هشام رجب"، وساوم الأسرة على فدية نظير إطلاق سراحه.

وحدد المتهم 10 ديسمبر الماضي موعدًا لتنفيذ جريمته، وهي الجريمة التي وثقتها كاميرات المراقبة، وحصلت "تليجراف مصر" على بعض الفيديوهات التي توثقها.

خطف طفل بالخصوص

ووفقًا لتوثيق الكاميرات فإن المتهم توجه إلى منزل أسرة ”سيف" الذي اعتاد التواجد أمامه دائمًا بحثًا عن “يومية نقاشة” لكسب قوت يومه، في تمام الساعة 7:40 من مساء الأحد 10 ديسمبر الماضي، لكن المتهم هذه المرة كان ينتظره لتنفيذ جريمته.

جلس المتهم ينتظر قدوم سيف على كرسي أمام المنزل وفقًا لتوقيق الكاميرا، حتى وصل الطفل ورحب به قائلا “إزيك يا عمو أحمد؟”، ليرد المتهم، وهو في حالة توتر حيث ظهر وهو يقرض أظافره، ويفكر في طريقة سحب الطفل من أمام المنزل، وكان يبحث بعينيه عن كاميرات المراقبة حتى يبتعد عنها.

جريمة قتل

ووفق أوراق التحقيقات وكاميرات المراقبة ظل المتهم يتحدث إلى الطفل سيف لمدة 25 دقيقة كاملة، أوهمه خلالها بأنه سيشتري له حذاءً رياضيًا، لعلمه أن الطفل مُغرم بكرة القدم، ولطالما سمع منه عن أحلامه بأن يكون لاعبًا شهيرًا.

وافق "سيف" على الفور، وذهب مع "أحمد" لشراء الهدية، وانطلقا مسرعين، لكن كل منهما كانت تحكمه رغبته الخاصة، "أحمد" يريد أن ينفذ خطته سريعًا، و"سيف" يريد أن يحصل على هديته، جاهلًا مصيره ونهايته.

على بُعد 300 متر من منزل "سيف"، استأجر "أحمد" شقة، ليخفي فيها الطفل، وتكون بمثابة "مركز عمليات"، يساوم منها صديقه والد الطفل.. وصل كلاهما إلى الشقة، سيف لا يعلم أن النهاية حانت، وأنه في آخر لحظاته في الدنيا، وبعدما أطال النظر في الشقة، لم يجد فيها شيئًا، سالت دموعه في صمت، خوفًا من "أحمد" الذي بدأ يهدده.

داخل منزل "سيف" وصل المدرس الخاص، بحث عنه والده في جنبات المنزل وخارجه فلم يجده، ونزل إلى الشارع فسأل طفلين كانا أمام المنزل، فأخبراه بأنه "كان مع عمو أحمد".

اتصل والد "سيف" بصديقه "أحمد" وكان نص المكالمة: "انت واخد سيف فين يا أحمد، عشان معاه درس دلوقتي".. فأجاب أحمد "أنا في حدايق القبة أصلًا مش في الخصوص يا عم هشام".

لجأ والد "سيف" لكاميرات المراقبة ومراجعتها، ففوجئ بأن أحمد كان برفقة نجله أمام المنزل، قبل ساعة، فاتصل به مرة أخرى، لكن أحمد لم يرد.

داخل الشقة، أجهز "أحمد" على "سيف"، وشنقه بحبل حتى فاضت روح الطفل الطاهرة إلى بارئها، تشكو غدرًا لاقته، وتسأل بأي ذنب قُتلت، وجلس المتهم إلى جوار جثة المجني عليه، مفكرًا في كيفية التخلص منه وصلت الأسرة والشرطة إلى الشقة، بعد تتبع كاميرات المراقبة، وتحرّر محضر بالواقعة، وأُحيل إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات في القضية، وأمرت بتشريح جثة الطفل، لبيان أسباب وكيفية الوفاة.

search