السبت، 05 أكتوبر 2024

01:26 م

6 معارك دبلوماسية خاضها السيسي في ولايتين.. ماذا حقق؟

الرئيس السيسي

الرئيس السيسي

آلاء مباشر

A A

يؤدي الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اليمين الدستورية، أمام مجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتبدأ ولايته الثالثة، ويستكمل خلالها معاركه الدبلوماسية التي خاضها خلال ولايتيه السابقتين، والتي جعلت مصر محور اهتمام العالم أجمع.

وتتمثل المعارك الدبلوماسية الـ6 في: معركة الاتحاد الإفريقي التي تجمدت عضوية مصر فيه وعادت إليه مرة أخرى في 2014، ومعركة مع دول أوروبا التي كانت تعامل مصر على أنها نظام بلا شرعية وتم اعتمادها مرة أخرى، معركة النظام الأمريكي الذي صنف مصر بدخولها في انقلاب عسكري دائم.

ومن ثم المعارك الدبلوماسية لمصر مع قطر وتركيا، التي أدت إلى قطيعة دامت لسنوات طويلة ومن ثم عودة العلاقات من جديد، وأخيرًا المعارك الدبلوماسية مع سد النهضة، فماذا حققت مصر؟.

 

دبلوماسية رشيدة

قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير أحمد القويسني، إن بعض المعارك الدبلوماسية التي دخلتها مصر خلال الفترة السابقة كان لها معالجة واعية جدًا.

وأكد القويسني في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، أننا خسرنا التحديات التي واجهها الرئيس السيسي منذ لحظة توليه قيادة مصر، فهو ورث صورة شديدة السلبية للبلاج لدى بعض الأطراف الدولية أهمهم الاتحاد الإفريقي، ولكنه استطاع بدبلوماسية رشيدة أن يعيد تقديم مصر من جديد، ونجح في أن يقنع الأفارقة في أن مصر لا يحكمها حكم انقلابي.

وأشار إلى أحداث يناير، إذ أن السيسي استطاع بحكمة شديدة في استعادة مصر تدريجيًا لوضعها الطبيعي كمؤسس رئيسي للاتحاد الإفريقي، وذلك بعد تجميد دورها.

السفير أحمد القويسني

أما بشأن الدول الأوروبية والولايات المتحدة، أوضح أن نظرتهم كانت سلبية لمصر عشية التغيير الذي حدث بإقصاء فصيل إسلامي وغاب الفهم العميق، ومصر تعاملت مع الحكم الجديد على أنها نتاج محاولة إنقلابية، مؤكدًا أن الأمر أخذ وقتًا وجهدًا من دبلوماسية أصيلة استطاعت شرح وقائع ما حدث في مصر وإعادة تموضع في العلاقات المصرية الأوروبية.

واستطرد أن الرئيس السيسي في سعيه كان يدق أبواب القوى الفاعلة في أوروبا منهم ألمانيا وفرنسا واستكمل بالمملكة المتحدة عارضًا اولولية مصر، في إقامة علاقات رشيدة وحكيمة مع أوروبا بحكم الانتماء الجغرافي على ضفتي المتوسط والعلاقات الاقتصادية ومجمل العلاقات السياسية قبل ثورة يناير ويونيو، وأسفرت زياراته إلى حل أزمة الطاقة في مصر بالتعاون مع ألمانيا واستعادة الفهم الصحيح لدى الدول الأوروبية.

قطر وتركيا حالة خاصة

أما بشأن المعارك الدبلوماسية مع قطر وتركيا، أكد أنهما كانتا حالة خاصة كل على حدى، إذ أن مصر تصدت مع دول الخليج الأخرى لانحيازات قطرية ومصر كانت قادرة على رصد دور قطري سلبي لأنها اتخذت دور سياسي معارض للمصالح المصرية، حيث استفضافتها لأطراف تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وتوفير لهم كل المنابر للهجوم على مصر وتوفير التمويل لهم. 

ولفت إلى أن الوضع مع تركيا كان وضع مؤلم، إذ أنها ناوئت النظام المصري الجديد واعتبرت ما حدث في مصر بعد 25 يناير محاولة انقلابية صريحة واستهدفت النخبة الجديدة الحاكمة في مصر ، فكانت تدعم بشكل صريح فكر الإخوان المسلمين وطعنت في السياق المصري 

وتابع أن الرئيس السيسي، كان على يقين تام، أن النظام التركي سيعود إلى تصحيح روايته لما يحدث في مصر، واستلزم لمواجهة دبلوماسية، كادت تصل إلى حد الاشتباك العسكري ومصر وضعت الخط الأحمر.

سد النهضة يحتاج لإدارة مختلفة

وأشار إلى أن قضية سد النهضة، شديدة التعقيد والأمر يستلزم إدارة مختلفة ليس شأنها شأن الملفات السابقة، فهي تتميز بخطورة شديدة بأنها تشكل تهديدًا منظورًا على الواقع المصري وتواجدهم على أرضهم في حالة من التقدم والازدهار، وربما كثر النهج والصبر المصري، كانتا أدوات في إدارة قضية سد النهضة.

وواصل أن مصر بزلت أقصى ما تستطيعه في هذا الأمر من دبلوماسية، ويستلزم الأمر إدارة مبتكرة  وجهد دبلوماسي وقانوني دولي، للحفاظ على المصالح المصرية التي تشكل أساس العلاقات المصرية الدبلوماسية، وأن الأمر مازال مطروحا لدى الجانب المصري وربما تدفع تطورات الموقف المصري إلى استخدام كل الأدوات الممكنة لاحتواء أي خسائر، تنتج من استمرار هذا الملف معلقًا دون الوصول إلى تسوية مرضية من الجانب المصري.

أفضل التغيرات 

ومن جهته، أوضح وزير الخارجية الأسبق السفير نبيل فهمي، إن الرئيس السيسي استطاع أن يثبت في ولايته، إعادة النشاط للعلاقات الخارجية المصرية ومن ثم استئنفت دول عديدة كان لها تحفظات في الماضي التعامل مع مصر بشكل أوضح.

السفير نبيل فهمي

وحول المعركة الدبلوماسية مع تركيا، استطرد فهمي لـ"تليجراف مصر"، أن تلك المعركة أحدثت تغييرا جذريا إيجابيًا، فبعدما كانوا مؤيدين للإخوان ونشطوا في ليبيا، حدث موقف مصري خلال ولاية الرئيس السيسي الأولى، اعتمد على نظرية الخطوط الحمراء بالسنبه للتدخل، مؤكدًا أن العلاقات المصرية التركية هي واحدة من أفضل التغيرات التي حدثت.

السر في الثبات والاستقرار

وفي السياق ذاته، أضاف وزير الخارجية الأسبق السفير أحمد العرابي، أن هناك سمة أساسية للسياسة الخارجية المصرية، وهي فكرة الثبات وعدم الاهتزاز تحت متغيرات قد تكون مصنوعة لزعزعة استقرار الدولة المصرية.

السفير أحمد العرابي

وأكد العرابي لـ"تليجراف مصر"، أن مصر بقيادة الرئيس السيسي، نجحت في الوقوف على أرض صلبة خلال السنوات الماضية، وذلك في ظل مواقف متغيرة كثيرة وصعبة، سواء كانت إقليمية أو دولية.

وواصل أن مصر استطاعت إعادة هيكلتها وإثبات نفسها، بعد انتقادات الدول الأوروبية لها واعتبارها بلا شرعية، وذلك من خلال قدر مصر الذي فرضت على الدول إعادة سياستها تجاهها، وفكرة الاستقرار العامل الرئيسي.

search