الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:41 م

لا زلت "منصورا" ولم أُهزم.. بطولة مذيع راديو على طريقة برايل

منصور عبد الله

منصور عبد الله

داليا أشرف

A A

يقال إن أفضل وسيلة للتغلب على الصعاب اختراقها، ولعل ذلك ما فعله منصور عبد الله، شاب من ذوي القدرات الخاصة، حيث وجد أن الجهد المتواصل هو مفتاح إطلاق قدراته الكامنة، فبالرغم من فقدانه بصره إلا أنه أصبح مذيع راديو على طريقة برايل.

 

مرض السرطان

كان منصور طفل محب للحياة، يضحك ويلعب مثل بقية أصدقائه إلى أن أصيب بمرض السرطان، والذي أثر على عينيه وأصيب بانفصال جزئي في الشبكية، وقال الأطباء لأسرته إنه يجب أن يخضع لجراحة عاجلة، وخلال الجراحة تعرض منصور لخطأ طبي جعله يفقد بصره للأبد.

وعلى الرغم من شفاء عبد الله الذي روى قصته لـ "تليجراف مصر"، إلا أن أثر السرطان الذي تركه به سيظل ملتصقًا به طوال حياته وهو فقدان البصر، لكنه حاول أن يبدأ صفحة جديدة في حياته، تلك الصفحة بدأت من التحاقه بمدرسة طه حسين.

مدرسة طه حسين

تعلم منصور في مدرسة طه حسين للمكفوفين كل شيء بطريقة برايل، بدءًا من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، وكان دائمًا الأول على دفعته، وكان من أوائل الثانوية العامة عام 2019.

أول من تعلم على يديه حب الموسيقي هو عمار الشريعي، فكان من ضمن أساتذة المدرسة الذين دعموه ووجدوه متعدد المواهب، وتعلم أيضًا كتابة الخواطر وإلقائها في الإذاعة المدرسية، ومن هنا تولّد لدى منصور حب مجال الإعلام.

قصة منصور عبد الله

بعد الثانوية، قرر منصور البالغ من العمر الآن 23 عامًا، أن يلتحق بكلية الإعلام، لكن والده شجعه على أن يتعلم اللغات، لذلك التحق بكلية الألسن قسم اللغة الإسبانية جامعة عين شمس، ولكن لم ينس شغفه وحاول أن يوازن بينها وبين الدورات التدريبية التي تلقاها كي يتعلم الإعلام أيضًا.

أصبح منصور عازف جيتار في الأوبرا وعضوًا في الكورال الشهير "روح الشرق"، ومعلق صوتي لبرامج إذاعية "بودكاست"، كما أنه ممثل لذوي القدرات الخاصة بالاتحاد الرئيسي للجامعة، ومقدم برامج في راديو هيليوبلس وراديو كاسيت على طريقة برايل.

على الرغم من أن منصور شاب دائمًا مبتسم ومقبل على الحياة، إلا أنه لم يسلم من التعرض للمواقف التي أذته نفسيًا، كان أهمها نظرة المجتمع للشخص الكفيف والمضايقات التي يسببونها له، وعليها فكر ذات يوم أن يترك الجامعة، ولكن يقول إن في كل محنة منحة.

يختتم منصور حديثه قائلًا: "أنا ربنا منّ عليا بأهلي..هما اللي دعموني دايما وكمان مدرسيني اللي علموني أنا ممتن للصدفة اللي جمعتني بيهم".

search