السبت، 06 يوليو 2024

08:00 م

ود مدني.. الحرب تحرم السودانيين من الحياة

سودانيون يأملون في مغادرة البلاد

سودانيون يأملون في مغادرة البلاد

السيد حسين

A A
سفاح التجمع

أعلنت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا "إيغاد"، اليوم الأربعاء،  تأجيل لقاء قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى شهر يناير في موعد محدد سيعلن لاحقًا، وذلك لأسباب فنية.

جاء ذلك بعد الإعلان عن اكتمال ترتيبات الاجتماع المرتقب الذي دعت إليه منظمة "إيغاد" في جيبوتي مع قائد الجيش السوداني، ووسط تضارب التصريحات بشأن مسألة حضور قائد قوات الدعم السريع.

وقالت "إيغاد"، في خطابها الرسمي، أنها أخطرت البرهان باعتذار حميدتي عن حضور اجتماع جيبوتي.

وكان مقررا لقاء طرفي صراع السودان، في جيبوتي، وهي الرئيس الحالي لإيغاد، غدًا الخميس، بهدف الاتفاق على وقف إطلاق النار، وبحث سبل تيسير وصول مواد الإغاثة.

قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"

سقوط ود مدني

وفي وقت سابق، تمكنت قوات الدعم السريع، من السيطرة على عدة مناطق في ولاية الجزيرة وعلى رأسها مدينة "ود مدني"، في المقابل يحاول الجيش السوداني استعادة السيطرة على هذه المناطق.

أهمية ود مدني

مدينة "ود مدني" تعد نقطة ومركز الوسط بين حواجز الجيش في السودان، حيث تربط بين منطقة النيل الأزرق العسكرية في الجنوب الشرقي (سنجة، سنار، الدمازين)، وبين منطقة النيل الأبيض (كوستي، ربك، الدويم، الجبلين) وتمتد إلى غرب السودان (الأبيض، بابنوسة، الفاشر)، بالإضافة إلى ربطها بمنطقة كادوقلي في جنوب كردفان.

وتسيطر مدينة ود مدني حالياً على طريق إمداد الجيش من الجهة الشرقية، وهو الذي يمتد بينها وبين القضارف وبورتسودان. 

وتعتبر المدينة من المدن الاستراتيجية، حيث يتم نقل مصالح حكومية، وبنوك، وشركات، ومصانع إليها، إلى جانب تواجد قوات مسلحة. 

كما تعد ولاية الجزيرة بأكملها شريان الإمداد الرئيسي للجيش في العاصمة، حيث يتم توزيع المواد الغذائية والسلع الاستراتيجية مثل القمح والذرة إلى عدة ولايات أخرى.

تأثير معنوي

وبعد سقوط “ود مدني” في يد قوات حميدتي، اتفق بعض الأعيان القبلية على عدم معارضتها لوجود الدعم السريع في المدينة، شريطة عدم ممارستهم للنهب والسلب والاغتصاب، وعدم الاعتداء على المواطنين. 

هذا التفاهم أدى إلى هجوم عنيف من قبل قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، في خطاب متلفز، على الأعيان والقيادات القبلية، مؤكدًا أن الجيش سيعمل على إعادة السيطرة على "ود مدني".

قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان

أكبر نزوح في العالم

ونتيجة الصراع الذي اندلع في مدينة "ود مدني" بين الجيش وقوات الدعم السريع، فر حوالي 300 ألف شخص من منازلهم في ولاية الجزيرة شمال شرق أفريقيا، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

تعليق المساعدات 

وأعلن برنامج الأغذية العالمي، تعليق مؤقت للمساعدات الغذائية في بعض مناطق ولاية الجزيرة، بسبب تصاعد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع. 

إجلاء مصريين 

وعلى وقع تطورات الأحداث، أعلنت وزارة الخارجية اليوم الأربعاء، أن سفارة جمهورية مصر العربية بالسودان نجحت في إجلاء 18 طالباً وطالبة وبعض من أولياء أمورهم من العالقين في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة السودانية، التي امتدت إليها الاشتباكات المسلحة مؤخراً.

يأتي ذلك في إطار حرص وزارة الخارجية على متابعة أوضاع المصريين بالخارج وحفاظاً على أمنهم وسلامتهم خاصة في المناطق التي تشهد اشتباكات عسكرية.

وذكرت الخارجية، أنه تم التنسيق مع السلطات السودانية؛ لتأمين إجلاء الطلاب المصريين من المدينة؛ ووصولهم سالمين إلى مقر القنصلية المصرية في بورسودان وتسفيرهم إلى الحدود المصرية وصولاً إلى أرض الوطن.

وفي السياق، أهابت وزارة الخارجية بجميع المواطنين المتواجدين في السودان بكل الولايات؛ بما في ذلك التي لم تطلها الاشتباكات المسلحة، بسرعة مغادرة السودان، وعدم سفر أي من المواطنين المصريين إلى السودان في المرحلة الحالية، تحت أي ظرف حفاظاً على سلامتهم.

سودانيون تقطعت بهم السبل وسط صراع دامي في البلاد

وتسببت الأحداث في ود مدني، في إجلاء موظفي العديد من منظمات الإغاثة، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من المدينة التي كانت مركزًا للعمليات الإنسانية في البلاد.

وأسفرت الحرب التي اندلعت في أبريل الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، عن سقوط أكثر من 9 آلاف شخص وتشريد أكثر من 7 ملايين داخل السودان وخارجه، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، التي وصفت هذا الصراع بـ"أكبر أزمة نزوح في العالم".

search