الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:37 ص

"هانية" لحقت بزوجها بعد وفاته بدقائق: عاشا ودُفِنا معًا

عبد الظاهر وهانية

عبد الظاهر وهانية

محمود رفاعي

A A

أنت الآن في شارع محمد عويس بحلوان، هنا يقيم الشيخ عبد الظاهر عبد اللطيف عطية، التقي الورع، ومعه زوجته "هانية عبد العزيز"، التي التقاها عام 1978، وكان الشابان "محمد وعطاء"، ثمرة زواجهما، الذي استمر 45 عاما، الأول يعمل في إحدى الدول العربية، والثاني خطيب بأحد مساجد المنطقة. 

مسجد الصحابة

إلى جوار المنزل ترى مسجد الصحابة، الذي تعلق به قلب الرجل صاحب الـ78 عاما، وكان من رواده في أوقات الصلاة الخمس، توقظه زوجته "هانية" صاحبة الـ65 عاما، يوميا لصلاة الفجر فيشق طريقه صوب المسجد، ويعود ليتناولا وجبة الإفطار سويا، ويستعد ليوم ينتهى بعد صلاة العشاء، وهكذا دواليك. 

الشيخ عبد الظاهر 

الوعد باللقاء 

قبل 5 أيام، ألمت وعكة صحية بالشيخ عبد الظاهر، استدعت نقله إلى المستشفى، وعلى "نقالة الإسعاف" تبادل النظرات مع رفيقة عمره، في حديث غلبت عليه لغة الأعين، وإشارات القلوب الصادقة كانت الأقوى. ودع زوجته: "مع السلامة يا هانية.. نتقابل قريّب إن شاء الله". 

في تمام الـ12 من صباح، أمس الخميس، أعلن طبيب داخل إحدى مستشفيات الدقي، وفاة الشيخ عبد الظاهر، بدأ أبناؤه في تجهيز أوراق الخروج من المستشفى، وآثرا الانتظار حتى الصباح لاستخراج تصريح الدفن. 

40 دقيقة 

وبعد مرور 40 دقيقة، دق جرس هاتف أحدهما، ليخبره المتصل بوفاة والدته "هانية" أيضا، وكأنها تفي بالوعد لزوجها، اتفقا على الحياة سويا مخلصين، وشاء القدر أن تكون وفاتهما أيضا سويا، مع اختلاف أسبابها، فالزوج بالمرض، وهي بشكل مفاجئ بلا مقدمات، وتم تشييع جثمانيهما سويا ودفنهما سويا، في مقبرة واحدة، بمسقط رأس العائلة بمحافظة القليوبية. 

هانية 

حبوا بعض 

"تليجراف مصر" انتقل إلى منطقة حلوان، حيث عاش الزوجان، وقد ارتسم الحزن على الوجوه، ووقف نجلاهما "محمد" و"عطاء" لتلقي العزاء. 

وقال "محمد" الإبن الأكبر للزوجين، إن والده كان مريضا، وتطلب الأمر نقله إلى مستشفى بمنطقة الدقي، وتوفى هناك، وأضاف في حديثه لـ"تليجراف مصر": بعدها على طول جالنا اتصال بيقولي والدتك توفت، وكان خبر زي الصدمة الاتنين ماتوا في نفس الوقت وكأنهم حاسين ببعض، امي كانت متعلقه بيه اوي وبيحبوا بعض جدا". 

رفيق المسجد 

وقال "ع" أحد جيران الشيخ عبد الظاهر، إنه تغيب عن الصلاة، على غير العادة، مما دعا رفقاء المسجد إلى البحث عنه، حتى علموا بمرضه، ونقله إلى المستشفى، ثم علموا بنبأ وفاته، وتابع: "افتقدنا رجلا تقيا، وكمان مراته معاه في نفس اليوم. الله يرحمهم".

search