الإثنين، 07 أكتوبر 2024

11:19 ص

"عريس الحوامدية" رجع لأهله في الكفن

"محمد" وصديقه أحمد..  المتوفيان

"محمد" وصديقه أحمد.. المتوفيان

محمد رمضان

A A

صراخ وعويل انتاب أسرة “محمد”، فبينما كان الأخير يستعد لإتمام حفل خطوبته، وتوجه برفقة صديقه المقرب لإبلاغ عدد آخر من أصدقائه بموعد خطوبته، عاد لأسرته جثة هامدة، بعدما دهس قطار دراجة نارية كانا يستقلانها، وتحول جسداهما إلى أشلاء في الحال.بدلة الفرح

اصطحب الشاب صاحب الـ 20 عامًا صديقه “أحمد”، واشترى بدلة الخطوبة، بينما كانت الفرحة تغمُره وتسيطر على وجدانه ابتهاجًا بهذه المناسبة السعيدة التي طالما حلم بها.

لحظات قليلة كانت كفيلة أن تحول مشهد الفرحة رأسًا على عقب، فبينما كان الصديقان يتشاوران في الاستعدادات الأخيرة للخطوبة - خلال استقلالهما دراجة نارية- دهسهما قطار بمنطقة الحوامدية، فشلت محاولات إسعافهما بعد نقلهما إلى المستشفى المركزي، ليفارق “العريس” وصديقه حياتهما متأثرين بإصابتهما بنزيف في المخ وارتجاج في الجمجمة.

مصرع عريس في الحوامدية

وصلت أصداء الحادث إلى أسرة “محمد” التي كانت تتم بدورها بعض الاستعدادات الخاصة بها لاستقبال “المعازيم” من الأهل والجيران والأحباب، لتتحول فرحة الأسرة إلى ساحة من اللطم والبكاء، حزنًا على فراق فلذة كبدهما.

توجهت أسرة “محمد” إلى مستشفى الحوامدية المركزي، للاستعلام عن حالته الصحية، إلا أن طبيب الاستقبال والطوارىء أبلغهم بنبأ الوفاة الأليم، لتتحول الزغاريد إلى عويل مستمر قطع صمت غرفة الرعاية المركزة التي نقل إليها المتوفي لإجراء عملية جراحية في الحال، لوقف النزيف، لكن القدر قال كلمته وفاضت روحه إلى ربه، بصحبة صديق عمره الذي كان يلازمه في كل صغيرة وكبيرة.

«محمد» راح تحت عجلات القطار

محمود، صديق العريس المتوفي، نعى صديقه بكلمات قصيرة قائلًا: «صاحبي واخويا وعشرة عمري راح تحت القطر، ربنا يرحمه».

"كان رايح يعزم باقي أصحابنا على فرحه"، يضيف محمود في تصريحات لـ “تليجراف مصر”، معبرًا عن حزنه، داعيا الله له بالرحمة والمغفرة.

ودعت أسرة "العريس" جسد ابنهم المتوفي بصدمة وخيبة أمل وحزن عميق، فبدلًا من رؤيته ببدلة الفرح، حملوه في كفنه، إلى مثواه الأخير.

نزيف في المخ

كانت الأجهزة الأمنية بالجيزة تلقت عصر أمس الجمعة، بلاغًا من مرفق السكة الحديد بالحوامدية بتصادم قطار بدراجة نارية، كان يستقلها محمد علاء، 20 سنة، وصديقه أحمد سمير، 22 سنة، تم نقلهما بواسطة سيارة إسعاف إلى مستشفى الحوامدية المركزي، لتلقي الإسعافات اللازمة، إلا أنهما فارقا الحياة متأثرين بإصابتهما بنزيف في المخ.

صرحت النيابة العامة بدفن جثتي الشابين، بعد توقيع الكشف الطبي الظاهري عليهما، لبيان وتحديد أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول ملابسات الواقعة.

search