السبت، 05 أكتوبر 2024

11:32 ص

أسعار النفط تترقب الضربة الإسرائلية لإيران.. هل يصل 130 دولارا؟

إحدى المنشآت النفطية

إحدى المنشآت النفطية

ولاء عدلان

A A

تقترب أسعار النفط في الوقت الحالي من أعلى مستوياتها منذ 6 أشهر، وسط ترقب الأسواق لتطورات المشهد في الشرق الأوسط وطبيعة الرد الإسرائيلي على الهجمات التي شنتها إيران السبت الماضي، ما دفع بعض المؤسسات لتعديل توقعاتها لمتوسط الأسعار خلال الفترة المقبلة. 
 وأوضح أستاذ هندسة البترول والطاقة الدكتور جمال القليوبي أن هناك عدة عوامل تؤثر إيجابيا على حركة أسعار النفط خلال الفترة الراهنة، أبرزها التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وتراجع حجم المعروض العالمي.

مخاطر تحيط بإمدادات النفط 

وأضاف القليوبي، في تصريح لـ"تليجراف مصر"، أن أسعار النفط خلال الفترة المقبلة مرشحة للصعود بنسبة بين 3 و5%، في ظل تصاعد المخاطر بمضيق هرمز بالتزامن مع استمرار التصعيد الأمني في البحر الأحمر، الأمر الذي قد يعيق مرور شحنات النفط من الدول المنتجة باتجاه الأسواق العالمية، ما يخلق ضغوطا على جانب المعروض العالمي، مشيرا إلى أن “هرمز” يستحوذ على نحو 20% من حجم التجارة العالمية للنفط المنقول بحرا مقابل حصة بقرابة 12% للبحر الأحمر. 
 

وتابع أن أحد العوامل التي تحافظ على المستويات السعرية المرتفعة للنفط تمسك بها منظمة أوبك وحلفاء من خارجها فيما يعرف بـ"أوبك بلس" بسياسة الإنتاج الحالية التي تلتزم من خلالها بتخفيضات طوعية حتى يونيو المقبل بنحو 3.2 مليون برميل يوميا، ووسط ضغوط روسية بالإبقاء على خفض الإنتاج حتى نهاية العام للحافظ على مستويات سعرية تتجاوز 90 دولارا للبرميل". 


واستطرد “مقابل تخفيضات أوبك تواجه أمريكا أكبر منتج للنفط وثاني أكبر مستهلك له عالميا، حاجة مرتفعة لزيادة وارداتها من الخام في ظل تراجع إنتاج بعض الحقول الشمالية وخضوع بعضها لعمليات صيانة، فضلا عن انخفاض عدد منصات التنقيب، ما يدفعها لتقليل صادراتها التي تعمدت خلال الفترة الماضية زيادتها لسد جانب من فجوة المعروض الناجمة عن تخفيضات أوبك”. 

التأثير الإيراني على سوق النفط
 

وشدد على أن أسعار النفط تتفاعل مع التوترات الجيوسياسية سلبا وإيجابا، وبالتالي أي تصعيد من شأنه أن يرفع الأسعار والعكس صحيح، مشيرا إلى أن إيران دولة عضو في أوبك، وتعد لاعبا هاما في سوق النفط رغم العقوبات الدولية المفروضة على صادراتها، إذ تنتج نحو 3.2 مليون برميل من النفط يوميا وخلال العام الماضي كانت ثاني أكبر مساهم في نمو المعروض العالمي من الخام، وبالتالي أي تضرر لمنشآتها أو إمداداتها النفطية من شأنه دفع الأسعار للارتفاع. 
من جانبه توقع رئيس شركة ليبو أويل آندي ليبو في تصريح سابق لصحيفة الجارديان البريطانية أن يقفز سعر خام برنت إلى 100 دولار للبرميل حال تنفيذ هجمات ضد منشآت إنتاج أو تصدير النفط الإيراني، بينما قد يرتفع إلى 120 أو 130 دولار حال إغلاق مضيق هرمز، وهو ما يتفق مع توقعات لبنك جولدمان ساكس بأن أي تضرر لتدفقات النفط عبر هذا الممر الحيوي قد يرفع الأسعار بنحو 20%. 

حركة خام برنت منذ 10 أبريل الحالي وتسجيله لذورة خلال تعاملات الجمعة 12 أبريل

أسعار النفط إلى صعود 

ارتفعت أسعار النفط خلال التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، بنحو 0.5% ليسجل خام برنت مستوى 90.5 دولار للبرميل كما ارتفعت العقودالأجلة للخام الأمريكي إلى 85.8 دولار للبرميل، وذلك بعد انخفاضهما عند إغلاق أمس بقرابة 0.3%، إذ تلقت السوق اليوم دعما من بيانات صينية كشفت عن نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم والأول من حيث استهلاك الوقود، بنحو 5.3% خلال الربع الأول من العام الأمر الذي عزز توقعات نمو الطلب العالمي على النفط. 
وقفزت أسعار خام برنت يوم الجمعة الماضي أعلى مستوى 92 دولار للبرميل وسط مخاوف من الرد الإيراني على هجوم إسرائيلي استهدف قنصلية لطهران في سوريا، إلا أن الأسعار تراجعت خلال تعاملات أمس على الرغم من ضرب إيران لأهداف اسرائيلية بواسطة طائرات مسيرة. 

 وقال الشريك المؤسس لشركة أجين كابيتال لأبحاث الأسواق، جون كيلدوف في تصريح لشبكة (سي إن بي سي) إن الأسواق تعتقد حاليا أن المواجهة بين إيران وإسرائيل ستتوقف عند هذا الحد، لكن حال شهدنا الأيام المقبلة ردا عنيفا من الجانب الإسرائيلي فهذا قد يرفع علاوات المخاطر ويدفع الأسعار للارتفاع مرة أخرى. 
ولا تزال أسعار النفط منذ بداية العام الحالي مرتفعة بقرابة 17.5% مقارنة بما كانت عليه نهاية 2023، وبحسب تقديرات حديثة لبنك سوكجين من المتوقع أن تواصل مكاسبها وقد يستهدف خام برنت مستوى 91 دولاراً للبرميل، بينما قد يقفز أعلى 140 دولارا حال قررت واشنطن القيام بعمل عسكري ضد إيران. 

طبيعة الرد الإسرائيلي 

توقعت منصة كبلر لتتبع تدفقات النفط وكذلك شركة يارديني ريسيرش أن تخرج الأسعار عن السيطرة وتتجه صوب مستوى 100 دولار للبرميل، حال توقف الإمدادات النفطية نتيجة لتصاعد مخاطر توترات الشرق الأوسط، بينما قال بنك جيه بي مورجان في مذكرة حديثة إن التوقعات بشأن ارتفاع أسعار النفط تبقى مرهونة بطبيعة الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني ومع استبعاد حدوث أي تصعيد جديد نتوقع أن تتحرك الأسعار عند متوسط 90 دولارا للبرميل. 
في المقابل قالت مجموعة سيتي بنك في مذكرة أمس، إن أي تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل من شأنه أن يدفع خام برنت صوب 100 دولار للبرميل لكن حاليا الأسعار مرشحة للتراجع إلى نطاق بين 80 و 88 دولار للبرميل، وحال تراجع المخاوف وتجنب هذا التصعيد نهائيا على الإرجح ستنخفض إلى نطاق بين 70 و80 دولارا. 
من جانبه قال بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس هذا الأسبوع، إنه لا يرى أي مؤشرات على تراجع حدة التوترات في الشرق الأوسط لكن حال حدوث ذلك فقد يسهم في تراجع الأسعار قليلا، مشيرا إلى أن التصعيد بين إيران وإسرائيل لم يؤثر حتى الآن على إمدادات النفط، لذا فلا تزال توقعاته للأسعار بحدود 100 دولار للبرميل. 
وتوقع أن تتدخل أوبك لضبط الأسعار ودفعها للانخفاض حال خروجها عن السيطرة تحت وطأة التوترات الجيوسياسية خلال الفترة المقبلة.

search