الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:25 ص

بعد رحيل أنجولا.. من يهدد وحدة أوبك؟

ولاء عدلان

A A

قررت أنجولا مغادرة منظمة أوبك، نهاية الأسبوع الماضي في أول مؤشر على وصول الخلافات داخل المنظمة العريقة إلى ذروتها بسبب قيود الإنتاج التي تفرضها ضمن سياساتها لضبط إيقاع أسواق النفط.. خطوة أنجولا أثارت تساؤلات حول وحدة أوبك وحركة الأسعار خلال الفترة المقبلة. 

قرار غير صائب 

يقول أستاذ هندسة البترول والطاقة الدكتور رمضان أبو العلا إن قرار أنجولا لا يبدو صائبا على المدى البعيد، وأن أوبك، التي تأسست في عام 1960 هي صانع قرار في سوق النفط ويمكنها من خلال سياسات الإنتاج أن تتحكم في حركة الأسعار وبالتالي انسحاب أنجولا يعني أنها تنتقل من مربع صانع القرار إلى مربع ردة الفعل. 

ويضيف أن وجودها خارج أوبك حتى مع رفع قدرتها الإنتاجية قد لا يفيدها كثيرا مقارنة بالعائد عليها من وجودها ضمن صفوف المنظمة وحلفائها فيما يعرف بـ"أوبك +"، خصوصا مع حقيقة كونها من صغار المنتجين بقدرة 1.1 مليون برميل يوميًا أي أنها لا ترقى لكبار أعضاء أوبك وفي مقدمتهم السعودية التي تنتج يوميا نحو 9 ملايين برميل نفط. 

رحيل بعد 16 عاما

الخميس الماضي وقع رئيس أنجولا مرسوما يقضي بمغادرة بلاده لأوبك، بعد نحو 16 عاما من انضمامها إلى المنظمة التي يمتلك أعضاؤها نحو 80% من احتياطيات النفط عالميا، وقال وزير النفط  الأنجولي ديامانتينو أزيفيدو، في بيان نقلته وكالة رويترز، إن بلاده لا ترى مكسبا من استمرار وجودها داخل أوبك وإنها ستنسحب دفاعا عن مصالحها. 

يشار إلى أن اقتصاد أنجولا يعتمد على النفط بنحو 90%، لكن قدرتها الإنتاجية له خلال الـ8 أعوام الماضية تراجعت نحو 80% بفعل غياب الاستثمارات وليس تدخلات أوبك.

وحدة أوبك 

ويستبعد أبو العلا أن يؤثر انسحاب أنجولا على وحدة أوبك أو أن تحذو دول أخرى حذوها، وأن انسحاب دول كبرى مثل السعودية هو ما يمكن أن يهدد بتفكيك المنظمة بل قد يغير قواعد اللعبة في سوق النفط عمومًا كونها من أكبر منتجي ومصدري النفط على الصعيد العالمي. 

خطوات لرأب الصدع

ويتوقع أن تتخذ أوبك خلال الفترة المقبلة خطوات لرأب صدع الخلافات بشأن حصص الإنتاج بداخلها. 

ومنذ يونيو الماضي أبدت أنجولا إلى جانب نيجيريا والكونغو اعتراضات على حصص الإنتاج المحددة لهم من قبل أوبك، وفي نوفمبر الماضي اضطرت المنظمة إلى تأجيل اجتماعها الدوري من 26 نوفمبر إلى نهاية الشهر بسبب الخلاف على الحصص. 

وتوصلت أوبك في 30 نوفمبر إلى تعديل أهداف الإنتاج لأنجولا ونيجيريا والكونغو إلى 1.11 مليون برميل يوميًا و1.5 مليون و227 ألفًا على الترتيب، في ضوء تعهدات “أوبك +” بتخفيض إجمالي إنتاج التكتل بنحو 2.2 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس المقبل.

مغادرو أوبك 

وتنضم أنجولا إلى الإكوادور وقطر وإندونيسيا في مغادرة أوبك، ليصبح عدد أعضاء المنظمة 12 عضوا، ينتجون نحو 27 مليون برميل يوميا، أي 27% من سوق النفط العالمية انخفاضا من 28% قبل مغادرة أنجولا، وتوقع بنك سكوتيا الكندي في مذكرة حديثة أن تجري دول ليست ذات ثقل مثل غينيا الاستوائية والكونغو والجابون إعادة تقييم لعضويتها في أوبك خلال الفترة المقبلة، وفي المقابل قلل بنك “يو بي إس” السويسري من احتمالات انسحاب دول جديدة خصوصا من كبار المنتجين.

وزير النفط الأنجولي

كيف تفاعلت الأسعار؟ 

محلل السلع الأولية لدى بنك “يو بي إس” جيوفاني ستونوفو، قال الخميس الماضي في تصريح لـ"رويترز"، إن أسعار النفط أبدت ردة فعل سريعة على إعلان مغادرة أنجولا لأوبك لكنها سرعان ما تعافت مع استيعاب السوق أن إمدادات النفط العالمية لن تتأثر بهذا القرار خصوصا وأن إنتاج البلد الواقعة في غرب إفريقيا يتراجع منذ سنوات. 

وخلال تعاملات الخميس الماضي خسرت أسعار النفط نحو دولارا واحدا فور إعلان أنجولا قرار المغادرة لكنها تمكنت من تقليص خسائرها عند التسوية لتصبح نحو 33 سنتًا فقط، لتنهي الأسبوع أمس بمكاسب بلغت 3% مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي ليتداول خام برنت عند 79.07 دولارا للبرميل. 

كيف تتأثر مصر بأوبك؟ 

على صعيد أخر يوضح الدكتور رمضان أبو العلا أن “أوبك+” باعتبارها تضم كبار منتجي ومصدري النفط بالعالم تتحكم في المعروض بالأسواق حفاظا على استقرار الأسعار عند مستويات ذات جدوى بالنسبة لدولها، وأن مصر وهي دولة مستوردة للنفط بنحو 100 مليون برميل يوميًا تتأثر بأي تقلبات في السوق العالمية. 

أعباء جديدة للموازنة

ويستطرد أن ارتفاع الأسعار بعيدا عن المتوسط التقديري لسعر برميل النفط في موازنة الدولة البالغ 80 دولارًا يترجم بإضافة أعباء مالية جديدة للموازنة والعكس صحيح. 

search