الجمعة، 04 أكتوبر 2024

06:17 ص

تعصب النساء كرويًا.. تصنّع ولفت انتباه وأعراض مرضية "غير لطيفة"

مشجعات

مشجعات

منى الصاوي

A A

منى وإيريني، صديقتان جمعهما فصل دراسي واحد طيلة 17 عامًا، تطبّعا بسلوك واحد وميول متوافقة وذوق متشابه إلى حد كبير، حتى ظن من يراهما أنهما أختان، لا يفرقّهما إلا "صليب" يد إحداهما، وحصة الدين في المدرسة.

خرجت الرفيقتان معا لمتابعة مباراة كرة القدم بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك على المقهى. "إيريني" تدعم "ملك أفريقيا"، فيما ترى منى أن "الزمالك الحياة"، بفضل أسرتها الزملكاوية.

تشجيع الأهلي والزمالك

اشتعل الحماس بين الفريقين وتعالت الأصوات في المقهى بعد هدف نجم الزمالك محمود عبد الرازق “شيكابالا”، مع سكون في الجانب الأهلاوي.

زاد غضب "الحُمر" بعد تسجيل الزمالك هدفه الثاني، تبعته منى بـ"وصلة تحفيل" على صديقتها، حتى استفزت مشاعرها وتشاجرتا، وتطور الأمر إلى تبادل الشتائم، واتهمت "إيريني" صديقتها منى بالتعصب الأعمى في التشجيع، بينما ردّت الثانية بأنها لا تمتلك روحًا رياضية تقبل بها الهزيمة، لتضع مباراة كرم قدم نهاية 30 عاما من الصداقة بين الفتاتين.

انتشار العدوى

لم يعد التعصب الكروي حصرًا على الرجال، انتقل "فيروسه" إلى النساء، وأصبحت الفتيات ضمن فئة الأكثر تعصبًا لفرقهن. يتساءل البعض عن دوافع النساء لمزاحمة الرجال في التشجيع الكروي، وهل جاء ذلك نتاج تغيير ثقافة المجتمع؟

"عادة ما يكون التعصب الكروي متجذرًا في العائلة فيصيب أفراد الأسرة"، يقول استشاري الصحة النفسية، الدكتور حاتم صبري، مبررا أسباب تفاقم الظاهرة بشكل عام.

وأضاف صبري أن الإعلام الرياضي منحاز جدًا، وقلما نجد برنامجًا كرويًا ينبذ التعصب، إذ نجدهم يسكبون البنزين على النار، ويزيدون من حدة الاحتقان لدى الجماهير، على حد قوله.

وتابع: "قد نتفهم أن أحدهم قد يستشيط غضبًا أو يتصرف بشكل عدائي دفاعًا عن نفسه من الأخطار، لكن اللافت للنظر أن التعصب الكروي دفع البعض إلى توجيه الانتقام والأذى للمختلفين معه في الأيدلوجية الفكرية بشكل عام".

الدوافع النفسية

وأرجع أسباب اندفاع البشر إلى إيذاء من لم يلحقوا بهم ضررا إلى سببين، إما أنهم يفقدون شعور الإحساس بآلام الآخرين، أو كونهم يتلذذون بذلك، وفي الحالتين هناك سبب نفسي يُترجم إلى مثل هذه الممارسات.

وأكد أن بعض النساء يحاولن لفت الأنظار إليهن عن طريق التشجيع المبالغ فيه 00.

وأوضح شعبان أن نوبات الغضب تزيد معدلات إفراز هرمونات "الكاتيكولامين"، المرتبطة بشكل وثيق بالضغط والتوتر، كما يعد التعصب واحدًا من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى زيادة هرمون "نورأدرينالين" الذي يثير الخلايا العصبية بأضعاف النسبة الطبيعية.

وتابع: "التوتر الزائد يزيد احتمالية ارتفاع ضغط الدم، الذي يجبر القلب على زيادة عملية ضخ الدم في الشرايين فيسبب خطورة على الأوعية الدموية، فتزداد فرص الإصابة بأمراض القلب".

وأكد شعبان، أن التعصب الشديد يصيب الأوعية الدموية في الدماغ بالتمزق، ما ينتج عنه إعاقة عملية إمدادات الدماغ بالدم، ومن ثم حدوث السكتات الدماغية والشلل، فضلًا عن الصداع التوتري الذي يؤثر على دورة النوم بشكلها المنتظم.

واختتم شعبان حديثه قائلًا: "التعصب لا يصيب القلب فحسب، بل يؤدي لأمراض القولون العصبي وقرحة المعدة وسوء هضم والإمساك وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض الشرج والمستقيم".

search