الإثنين، 16 سبتمبر 2024

10:25 م

أثقل ما يوضع في الميزان.. حسن الخلق موضوع خطبة الجمعة اليوم

خطبة الجمعة .. ارشيفية

خطبة الجمعة .. ارشيفية

فادية البمبي

A A

"تطبيقات حُسن الخلق" هو عنوان خطبة الجمعة اليوم، وفق ما أعلنته وزارة الأوقاف. 

وتؤكد الوزارة على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير وألا يزيد زمن الخطبة عن 15 دقيقة، للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى، وعلى الخطيب أن ينهى خطبته والناس فى شوق إلى المزيد خير من أن يطيل فيملوا.

أمة بلا أخلاق .. أمة بلا حياة 

 أولَى الإسلامُ حُسنَ الخُلقِ عنايةً خاصةً ومنزلةً عاليةً فهو غايةُ العباداتِ وأساسُ قيامِ الحضاراتِ واستقرارُ المجتمعاتِ؛ فأُمَّةٌ بلا أخلاقٍ ولا قِيمٍ أمةٌ بلا حياةٍ، والدولُ التي لا تُبنَى على الأخلاقِ تحملُ عواملَ سقوطِهَا في أصلِ بنائِهَا وأساسِ قيامِهَا.

أثقل ما يوضع في الميزان

حسنُ الخُلقِ أثقلَ ما يوضعُ في ميزانِ الإنسانِ يومَ القيامةِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنِ)، كما أنَّهُ يرفعُ درجةَ صاحبِهِ يومَ القيامةِ، يقولُ ﷺ: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَاتِ قَائِمِ اللَّيْلِ صَائِمِ النَّهَار)، ويقولُ (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ): (إنَّ) مِنْ أَحَبُكُمْ إِلَى وَأَقْرَيكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنكُمْ أَخْلاقًا)، ويقولُ (عليهِ الصلاةُ والسلامُ): (أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا).

عنوان الاستقامة  

ولحُسنِ الخُلقِ تطبيقاتٌ كثيرةٌ، منهَا: حسنُ الحديثِ، وانتقاءُ أطايبِ الكلامِ، والبعدُ عن الفحشِ في القولِ، فهذا عنوانُ الاستقامةِ ودليلُ دماثةِ الخُلقِ، وسبيلُ النجاةِ مِن نزغِ الشيطانِ بينَ الناسِ للإفسادِ بينَهُم، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَقُلْ لِعِبَادِي  يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَعُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوا مُبِينًا}، ويقولُ سبحانَهُ: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (لا يَسْتَقِيمَ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ)، ويقولُ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ (رضي اللهُ عنهما): (لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ ﷺ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحْشًا).

ومنها احترامُ الكبيرِ سنًّا أو مقامًا، وتوقيرُهُ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَفِّرْ كَبِيرَنَا)، ويقولُ ﷺ: (أَنْزِلُوا النَّاسَ مَنَازِلَهُمْ)، ويقولُ (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ): (إِنَّ مِنْ إِجَلالِ اللَّهِ تَعَالَى إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ المُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ والجَافِي عَنْهُ، وإِكْرَامَ ذِي السُلْطَانِ المُقْسِطِ).

وأولَى الناسِ بالاحترامِ والتقديرِ هُمَا الوالدانِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الدَّلِ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.

إماطةُ الأذَى عن الطريقِ

ومِن تطبيقاتِ حُسنِ الخُلقِ إماطةُ الأذَى عن الطريقِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (الإيمان يضْعُ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، أَعْلاهَا قَوْلُ: لا إِلَهَ إلّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيق)، ويقولُ ﷺ: (بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي الطريق وَجَدَ عُصْنَ شَوْكِ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخْرَهُ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ)، ويقولُ (عليهِ الصلاةُ والسلامُ): (كلُّ سُلامَى مِن النَّاسِ عليه صدقةٌ: كلُّ يومٍ تطلعُ عليه الشَّمسُ يعدِلُ بينَ اثنينِ، ويُعينُ الرجلَ في دابتِهِ ويحملُهُ عليهَا ويرفعُ لهُ عليها متاعَهُ، ويُميطُ الأذَى عن الطريقِ صدقةٌ).

الكفُّ عن الغيبةِ والنميمةِ

ومِن تطبيقاتِ حُسنِ الخُلقِ البعدُ والكفُّ عن الغيبةِ والنميمةِ والتنمرِ والسخريةِ مِن خَلقِ اللهِ تعالَى، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا -أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَمْ يَتُبْ فَأَوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا إن بَعْضَ الظَّنَ إِثَّمَ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابُ رَحِيمٌ}، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ).

search