20 عامًا من "إثارة ودلع".. رحلة روبي من "العجلة"لـ"3 ساعات متواصلة"

في صباح مشمس، وبين نسمات الهواء على كورنيش النيل بإحدى ضواحي القاهرة الهادئة، تسير الفتاة الصغيرة التي أكملت بالكاد عامها التاسع عشر، بخطوات تمتزج فيها الثقة بالأنوثة، مع حبيبها وقد احتضنت يداه يداها. 
ينكسر الانسجام والهدوء على يد شقيق حبيبها وأصدقاءه الذي يلتقطون أنفاسهم قليلًا قبل استكمال محاولات تهيئة الأجواء من أجل مشاهدة فيلمًا جنسيًا.. لتدخل معهم في جدال حول المستقبل والعلاقات العاطفية، وترد بثقة وثبات، بينما هم منشغلون بالنظر إلى ساقيها المثيرتين. 

ظهور رانيا حسن محمد توفيق، التي حصلت لاحقًا على اسم "روبي" من الراحل يوسف شاهين، في لقطة بأحد أبرز أفلام الألفية جرأة وإثارة "فيلم ثقافي"، فتح الباب ليتعرف الجمهور على الوجه البريء المثير في آن واحد، وربما أيضا في الوقت ذاته ألصق بها صفتي الجرأة وإثارة الجدل، وهما الشيئين الذين لازماها منذ بدايتها وحتى الآن. 

من الإعلانات للكليبات 

اختار الراحل يوسف شاهين روبي، للعمل معه بفيلم "سكوت هنصور" في 2001، وجسدت خلاله شخصية "بولا" ابنة الفنانة لطيفة، كما قامت بأولى بطولاتها الفنية بفيلم "سبع ورقات كوتشينة"، إلا أن روبي اختارت فيما بعد التركيز بشكل أكبر على الظهور كمطربة وطرح ألبومات موسيقية، على الرغم من عدم إعلانها عن ذلك في بدايتها، حيث كانت تظهر موديل إعلانات.

روبي طرحت  ألبومها الشهير "ابقى قابلني" الذي احتوى على العديد من الأغنيات، صُورت أغلبها بطريقة “الفيديو كليب”، حيث تولى شريف صبري إنتاج أعمالها الفنية هذه الفترة، وجاءت تلك الكليبات في صورة فيديو مُستقل بذاته أو من خلال أحداث فيلم "سبع ورقات كوتشينة". 

“بدلة رقص”  

بدأت روبي في إثارة الجدل منذ كليبها الأول في 2003، بعدما أصبحت المغنية العربية الأولى التي تظهر في فيديو كليب في الشارع بـ"بدلة رقص" ارتدتها خلال غناءها في شوارع  العاصمة التشيكية "براغ"، ما أثار ضجة كبيرة حينها.
ولم يلبث الوسط الغنائي من استيعاب ما تفعله روبي بالتعاون مع شريف صبري، حتى طرحت كليب "ليه بيداري"، حمل بصمة الأخير إخراجيًا،.

روبي هذه المرة لم ترتد “بدلة رقص” ولكنها ظهرت بملابس رياضية وهي تؤدي تمارينها على عجلة رياضية، كما ظهرت في مشاهد أخرى مرتدية فستًانا مثيرًا أحمر اللون، في الكليب الذي تم تصويره في بيروت وعرضته قنوات "ميلودي" ذائعة الصيت حينها.

شطب من النقابة 

جدل كبير أُثير حول روبي والموسيقار الراحل حسن أبو السعود، نقيب الموسيقيين إنذاك، بعد حصولها  على عضوية النقابة، ما جعله عُرضة للدعاوى القضائية التي حُركت تجاهه، أبرزها دعوى من المحامي نبيه الوحش، وفي 2007 أصدرت هيئة مفوضي الدولة بمحكمة القضاء الإداري قرارًا بإلزام حسن أبو السعود بشطب اسم روبي من جدول قيد النقابة. 

مشكلة في الجامعة

رغم اختفاء روبي وابتعادها عن الساحة الفنية لفترة بسبب استكمال دراستها بكلية الحقوق في جامعة "بني سويف"، إلا أنها لم تتوقف أو تبتعد عن إثارة الجدل. 
الصحف الفنية حينها نشرت العديد من التقارير عن مشكلات حدثت في جامعة بني سويف بسبب ارتدائها ملابس غير لائقة للحرم الجامعي، حضرت بها روبي لأداء الامتحانات، ما دفع أفراد الأمن الجامعي للتعامل ومنعوا دخولها.

جدل في سوريا

في 2007 تعدى الأمر إثارة الجدل داخل مصر، ليصل إلى الشام، في سوريا أصدر  نقيب الفنانين السوريين صباح عبيد، قرارًا بمنع روبي من الغناء داخل الأراضي السورية بسبب ما وصفه بالعُري والبذاءة. 
القرار ذاته أيضا شمل اللبنانيتين هيفاء وهبي وإليسا، ولكن عبيد استقال لاحقًا من منصبه في 2008 وأرجعت الصحافة في سوريا ذلك بأنه ربما تعرض لضغوضات بسبب قرار المنع السابق، وأيضا دخوله في مشكلات مع كبار النجوم السوريين مثل جورج وسوف وميادة الحناوي، لتأخرهم في سداد الرسوم النقابية السنوية.

روبي تدافع

التزمت روبي الصمت تجاه الانتقادات الموجهة لأغنياتها المصورة، ولكنها تحدثت باستفاضة عن الأمر مع الإعلامية منى الشاذلي ببرنامج "معكم" في 4 أغسطس 2022.
أوضحت روبي، أن تلك الكليبات كانت جريئة وقت عرضها فقط، ولكن لو أعاد الجمهورر مشاهدتها سيجدها عادية للغاية، قائلة: "كنت أرقص في تلك الأغنيات وكنت أشعر بالسعادة وكأني أرقص في منزلي، لم أكن أقصد شيئًا".

نمت ننة؟ 

على الرغم من أن كليب "أنا لو زعلانة" في 2021، كان كليب العودة لروبي، بعد آخر كليباتها "أول مرة" في 2008، إلا أن كليب "نمت ننة" في 2022 أعاد الجدل من جديد حولها.
روبي صورت "نمت ننة" مع المخرج خالد مختار بإحدى الضواحي الشعبية في القاهرة، ولم يحمل الكليب ما يجعلها تتعرض لانتقادات على مستوى الصورة، ولكنها لم تسلم من الهجوم بسبب كلمات الأغنية التي اعتبرها البعض تتضمن العديد من الإيحاءات.

3 ساعات متواصلة

ومع نهاية 2023، تعود روبي لإثارة الجدل من جديد بعد طرح أغنيتها "3 ساعات متواصلة" التي تعاونت فيها مع عزيز الشافعي  الذي وضع الكلمات والألحان.
وبدأ الجدل فيما يخص الأغنية قبل طرحها، بعدما أعلنت روبي قبل أيام عن اسمها الذي اعتبره البعض يحمل بعض الإيحاءات غير اللائقة، فيما زاد الجدل كثيرًا بعد طرحها والاستماع لكلماتها.