الجمعة، 22 نوفمبر 2024

06:13 ص

لعوب ومطرود من العمل.. شهادة ضد قاتل طفل شبرا الخيمة

الضحية أحمد طفل شبرا الخيمة

الضحية أحمد طفل شبرا الخيمة

محمد العبساوي - حبيبة عاشور

A A

قال صاحب المقهى الذي كان يعمل به المتهم بقتل طفل شبرا الخيمة لسرقة أعضائه، خلال التحقيقات، إنه كان يحتاج إلى صنايعي لكي يساعده في العمل، وشخص ما عرض عليه توظيف طارق “المتهم” قائلًا له إنه ابن شقيقه ووصفه بالشخص الطيب والمصاب بمرض السرطان.

أشار “خالد” صاحب المقهى أنه لطفًا بمرض المتهم، وافق على توظيفه في أعمال خفيفة، ثم جعله يتولى الحسابات بعد ذلك الأمر.

طرد من العمل

وأضاف أنه  بعد مرور 15 يومًا من العمل، بدأ المتهم يعامله بأسلوب سيئ، ويتهرب من العمل وعند سؤاله عن ذلك الأمر يرد قائلًا :"في الشارع برا كنت بجيب حاجة"، فزادات بينهما الخلافات ليقرر طرده من العمل، لكن عاد بعد ذلك، وعمل معاه أسبوع وكان ميسور الحال وبسؤاله عن اختفائه طوال تلك الفترة، رد المتهم أن شقيقه توفي وكان حزينًا عليه.

وروى خالد أنه خلال الأسبوع الذي عمل معاه كان يأخذ 100 جنيه “يومية”، قائلًا "لكن كان بيظهر عليه العز ودا اللي خلاني أشك وطردته مرة تانية بسبب مشكلة في الحسابات، وبعد مرور فترة من الوقت، عاد مرة أخرى برفقة شخص كان يعمل معه، وكان يتردد إلى المقهى كزبون.

أضاف صاحب المقهى، أن المتهم اختفى بعد ذلك طوال شهر رمضان وعاد يوم الوقفة، وكان الطفل  أحمد المجني عليه يجلس معه ويتصوران معًا، وكان أحمد طيب جدًا وخدوم لكل الناس.    

الكاميرات تحل اللغز

وأشار إلى أنه تفأجأ خلال دخول قوات الشرطة المقهى الخاص به لتفريغ الكاميرات، وكان وقتها أحمد متغيب من الأمس، وشاهدوا كاميرات المراقبة، وكان أحمد خارج من “سيبر الألعاب” واتجه نحو الشارع المتواجد به القاتل أمام المقهى ولم يعد مرة أخرى، وبعدما شاهدوا الكاميرات أخبر صاحب المقهى الجيران والأهالي بما حدث واتصل بصديق له يدعى "محمد صبحي" وقال له "اتصل بطارق شوفه فين"، وعندما اتصل به وبسؤاله عن "أحمد"  رد المتهم طارق قائلاً " الولد مش معايا".

واختتم حديثه، أنه شك في الموضوع وطلب من "محمد صبحي" الذهاب إلى شقة “طارق”، وقام بالاتصال على صاحب الشقة وقال له إن “طارق اختطف طفلًا والكاميرات أثبتت ذلك، والشرطة على علم بذلك وأمره بالتحفظ عليه حتى وصولها، ولكن طارق لم يسعفه الوقت في إخفاء الجثة وتركها وفر هاربًا، وتم اكتشاف الجثة بعد مرور 3 أيام .

اعترافات وتحقيقات

في وقت سابق، أصدرت النيابة العامة بيانًا عاجلًا تكشف فيه ما توصلت إليه تحقيقاتها في القضيَّة رقم 1820 لسنة 2024 إداري قسم أوّل شبرا الخيمة، بشأن العثور على جُثمان طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا بإحدى الشُقَقِ السكنية المُستأجرة.

وقالت النيابة في بيانها، إن معاينتها مكان الحادث أسفرت عن تواجد جثمان المجني عليه وقد انتزعت بعض أحشائه وجرى وضعها في كيس مجاور لجثته.

أضافت النيابة، أن التحريات توصلت إلى مرتكب الواقعة، وبضبطه واستجوابه أقر بارتكابه إياها بطلب من مصري مقيم بدولة الكويت، كان قد تعرف إليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية، وطلب منه اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية مقابل مبلغ خمسة ملايين جنيه، وعقب اختياره لضحيته وعرضه عليه عبر تقنية "الفيديو كول"، طلب منه المذكور إزهاق روحه تمهيدًا لسرقة أعضائه البشرية، على أن يتم نقل عملية انتزاع الأعضاء عن طريق تقنية "الفيديو كول" أيضًا، وأخبره بأنه سيتم إبلاغه بالخطوات التالية عقب قيامه بذلك، إلا أنه بعد أن قام بتنفيذ ما طلب منه، كلفه بتكرار الأمر مع طفل آخر ليحصل على المبلغ المتفق عليه، إلا أنه تم ضبطه قبل قيامه بذلك.

تأكدت النيابة العامة، أنها لم تعثر بمعاينتها على أية تجهيزات طبية تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية، لكن التحريات أسفرت عن معرفة المتهم المصري المقيم بالكويت الذي استخدم في ارتكابها هاتفًا محمولًا مزودًا بشريحة اتصال يملكها والده.

تمثيل بجثمان طفل شبرا الخيمة

تابع بيان النيابة، أنه بناء على تعليمات النائب العام، اضطلعت إدارة التعاون الدولي بمكتبه بالاتصال بالجهات المختصة بدولة الكويت والإنتربول الدولي؛ أسفرت عن ضبط المتهم ووالده، وما بحوزتهما من أجهزة إلكترونية، وجرى ترحيلهما إلى مصر، فباشرت النيابة العامة استجوابهما وصولاً لأسباب ارتكاب الجريمة، وأقر المتهم الأول الذي جاوز الخامسة عشرة من عمره- أنه من أوعز لمرتكب الجريمة بارتكابها على نحو ما ورد بإقراره، قاصدًا من ذلك الاحتفاظ بالمقاطع المرئية لواقعة قتل الطفل المجني عليه والتمثيل بجثمانه، حتى تسنح له فرصة بيعها ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة، كما قرر أنه سبق وأن قام بهذا الفعل في مراتٍ سابقة، وجارٍ التحقق من صحة ذلك عن طريق فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمتهم ووالده الذي ضبط معه وأنكر صلته بتلك الوقائع، وجارٍ استكمال التحقيقات.

search