"قناع بلون السماء".. رواية فلسطينية تحصد البوكر من داخل سجن إسرائيلي
الأسير الفلسطيني الفائز بالبوكر
فادية البمبي
فاز الروائي الفلسطيني باسم خندقجي، الأسير في أحد السجون الإسرائلية منذ عام 2004، بجائزة البوكر العربية، في دورتها السابعة عشر بجدارة، عن روايته "قناع بلون السماء"، بعد منافسة شديدة بينها وبين رواية أسامة العيسة "سماء القدس السابعة"، ورواية المصري أحمد المرسي "مقامرة على شرف الليدي ميتسي".
غاب باسم عن الاحتفال ولم يتسلم الجائزة بيده ولم يصعد إلى المنبر، إلا أن الناشرة رنا إدريس "دار الآداب" و شقيقه يوسف، تسلما الجائزة عنه.
وبكى شقيقه حزنا و فرحاً، حزناً على غياب باسم وعذابه خلف جدران السجن الإسرائيلي، وفرحاً بهذه الجائزة.
من باسم خندقجي
باسم خندقجي، المولود في مدينة نابلس سنة 1983، عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني، تنوّع إنتاجه بين الكتابة الإبداعية، شعراً ورواية، والكتابة الفكرية، السياسية والتاريخية والنظرية، خصوصاً في مجال دراسات السجن.
اعتُقل خندقجي منذ عام 2004، وحكم عليه بالسجن المؤبّد ثلاث مرات بتهمة العمل الفدائي خلال انتفاضة الأقصى، ولا زال أسيرا في سجن "عوفر" الإسرائيلي، جنوب مدينة رام الله.
كان باسم طالب في قسم الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية، لكن بعد أسره لم يكمل دارسة الاعلام، لكنه تمكّن من الحصول على درجتَي البكالوريوس والماجستير في "الدراسات الإقليمية - مسار الدراسات الإسرائيلية" من جامعة القدس 2016، بإشراف مروان البرغوثي في "جامعة هداريم"، ويسعى حالياً إلى دراسة الدكتوراه وهو في الأسر.
أصدر باسم وهو في الأسر ديواني شعر، و250 مقالة وعدة روايات أدبية منها: "نرجس العزلة" و"خسوف بدر الدين"، إضافة إلى روايته الأخيرة "قناع بلون السماء"، وترجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسية.
محاولة لفهم مفردات العقل الصهيوني
"قناع بلون السماء" الرواية الفائزة، تدور حول "نور" عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، وذات يوم، يجد هوية زرقاء في جيب معطف قديم، صاحبه الإسرائيلي أور، فيرتدي نور قناع المحتلّ في محاولة لفهم مفردات العقل الصهيوني.
تحوّل نور إلى أور، وفي انضمامه إلى بعثة تنقيب إحدى المستوطنات، تتجلى فلسطين المطمورة تحت التراب بكل تاريخها، وفي المسافة الفاصلة بين نور وأور، وبين الهوية الإسرائيلية الزرقاء والتصريح الفلسطيني، وبين السردية الأصلية المهمشة والسردية المختلفة السائدة، هل سينجح نور في إلقاء القناع والقضاء على أور؟
مريم المجدلية
نور، بطل الرواية يسعى لكتابة رواية تاريخية عن مريم المجدلية، ولكي يقوم ببحثه التاريخي للرواية يقوم بانتحال شخصية مواطن إسرائيلي، منتهزا ملامحة الأوروبية، مع إتقانه للعبرية التي تسهل له العبور إلى الداخل الصهيوني، والانضمام إلى بعثة تنقيب في إحدى المناطق الأثرية، لكن من متابعة حوارات نور مع شخصيته المستعارة أور، نرى القصة الحقيقية، وهي أزمة الهوية التي يمر بها نور، فهو لا يقبل وضعه كلاجئ يسكن مخيما على أرض وطنه، وفي نفس الوقت لا يستطيع تقبل ما منحته له هويته المزورة من حياة طبيعية لكن وسط أعداء وطنه الذين استلبوا أرضهم وزوروا تاريخهم.
كيف استطاع أسير في معتقل الاحتلال الفوز بالجائزة؟
فوز باسم بالجائزة طرح العديد من الأسئلة في الأذهان، كيف استطاع أسير فى معتقل الاحتلال الصهيونى وسط كل الإجراءات التعسفية التى يتعرض لها داخل السجون أن يتمكن من كتابة رواية، وتنشر أيضا، بل وترشح لحصد إحدى الجوائز المرموقة في العالم العربي.
أوضح "يوسف" شقيق الفائز، في أحد اللقاءات الصحفية، أن "باسم" أكمل مسيرته الأدبية داخل سجون الاحتلال متنقلًا من سجنٍ إلى آخر، كانت لديه مكتبة متنقلة داخل المعتقل، وكان يقرأ الروايات، والكتب النقدية، والدراسات إلى أن بدأ يكتب الروايات، ومارست ضده إدارة السجون فى بداية اعتقاله بعض الإجراءات المتعسفة مثل: منع إدخال الكتب إلى أن اشتدت عليه العقوبات، فبدأ يكتب العديد من المقالات النثرية، وعن المرأة الفلسطينية ونضالها ضد المُحتل فى بداية اعتقاله والدراسات عن السجن، وخارجه.
وأضاف "يوسف"، أن تكتب رواية داخل السجون هذا أمر صعب جدًا، حيث إنه عانى خلال السنوات التي قضاها داخل المعتقل من الإجراءات التعسفية ضده، أما رواية “قناع بلون السماء” فقد كانت بالنسبة لأخي مشروع كبير، حيث إنها تختلف كثيرًا عما كتبه من رواياتٍ سابقًا، فالأسلوب المتبع في السرد مختلف ومتطور، وقبل البدء في كتابتها طلب "باسم" الكثير من المعلومات، فتواصلت مع د. جونى منصور، وهو مؤرخ فلسطيني، زودنى بكافة المعلومات، وبعدها واجهت صعوبة في إدخال الكتب لأخي، وبعد مماطلة طويلة وافقت إدارة المعتقل على إدخالها، وقد استغرق جمع المعلومات للرواية ثلاثة أعوام.
50 ألف دولار وترجمة إلى الإنجليزية
الجدير بالذكر أن الفائز يحصل على جائزة قدرها 50 ألف دولار إلى جانب ترجمة روايته الفائزة إلى اللغة الإنجليزية، ويحصل باقي المرشحين في القائمة القصيرة، على جائزة مالية قدرها 10 آلاف دولار، وخلال الدورة الـ17 تنافس على جائزة البوكر 6 روايات من 5 دول عربية وصلت إلى القائمة القصيرة، وهي "مقامرة على شرف الليدي ميتسي، للكاتب المصري أحمد المرسي، وباهبل: مكة Multiverse، رجاء عالم من السعودية، والفسيفسائي لعيسى ناصري من المغرب ، وخاتم سليمي لريما بالي من سوريا ، وسماء القدس السابعة لأسامة العيسة من فلسطين، وقناع بلون السماء لباسم خندقجي من فلسطين.
وجدير بالذكر أن لجنة تحكيم جائزة البوكر ضمت 5 أعضاء، هم الكاتب السوري نبيل سليمان، رئيسا، وعضوية الكاتب الصحفي محمد شعير، والأكاديمي فرانتيشيك أوندراش من التشيك؛ والكاتب السوداني حمور زيادة؛ والكاتبة الفلسطينية سونيا نمر.
-
04:56 AMالفجْر
-
06:27 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:55 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
محملة بالردة قادمة من اليمن.. تفاصيل شحوط سفينة في البحر الأحمر
22 نوفمبر 2024 05:36 م
20 ورما من رحمها.. حياة جديدة لفتاة بمستشفى في الدقهلية
22 نوفمبر 2024 11:31 م
للصحفي محمود دسوقي.. رسالة ماجستير عن الحرب الروسية الأوكرانية في الصحف
22 نوفمبر 2024 11:15 م
ترحيل امتحانات نوفمبر إلى ديسمبر.. "التعليم" توضح التفاصيل
22 نوفمبر 2024 10:30 م
إتاحة نتيجة التظلم للمتقدمين على وظائف بوزارة النقل
22 نوفمبر 2024 09:43 م
إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم في مسابقات وزارة العدل
22 نوفمبر 2024 08:53 م
"كراكة تطهير" تدمر كورنيش ترعة في طنطا بالغربية
22 نوفمبر 2024 08:04 م
طقس السبت.. اعتدال تعكره شبورة الصباح وبرودة الليل
22 نوفمبر 2024 07:09 م
أكثر الكلمات انتشاراً